عبد القادر الفطواكي
في أعقاب الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة بتتويجه بطلاً للعالم في الشيلي، كان لموقعنا شرف محاورة سفيرة المملكة المغربية بسانتياغو، السيدة كنزة الغالي، التي واكبت هذا الحدث الوطني الكبير من موقعها الدبلوماسي، وعايشت لحظاته المفعمة بالفخر والانتماء.
في هذا الحوار الخاص، تتحدث السفيرة عن أجواء التتويج، ورمزيته في تعزيز الصداقة المغربية الشيلية، كما تسلط الضوء على آفاق التعاون بين البلدين في المجالات الثقافية، الاقتصادية، والرياضية، في ضوء الدبلوماسية الملكية المنفتحة على الفضاء اللاتيني.
- من موقعكم في سانتياغو، كيف عايشتم فرحة تتويج المنتخب المغربي بكأس العالم لأقل من 20 سنة (الجماهير، الأجواء)؟.
كانت تلك اللحظات استثنائية ومفعمة بالمشاعر الوطنية الصادقة. عشنا الفرح بكل تفاصيله، منذ انطلاق البطولة إلى لحظة التتويج، وكان شعور الفخر والانتماء يملأ القلوب. الجماهير المغربية كانت حاضرة بقوة، تُشجع، تُغني، وترفع العلم الوطني بكل حب واعتزاز.
الأجمل في كل ذلك هو أن الشعب الشيلي شاركنا هذا الفرح بكل عفوية وصدق، فالجميع هنا كان يعيش على إيقاع الانتصارات المغربية، سواء في الملاعب أو على الشاشات أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لقد شعرنا فعلاً أننا نلعب في أرضنا وبين أهلنا، وكان حضورنا الجماعي: منتخباً، جماهير، وسفارة، تجسيداً رائعاً لوحدة المغاربة في الخارج تحت راية الوطن.
- هذا الإنجاز تحقق على أرض الشيلي، ما الذي مثّله هذا الحدث بالنسبة لعلاقات الصداقة التي تجمع المغرب بهذا البلد؟
تحقيق هذا الإنجاز الرياضي على أرض الشيلي حمل رمزية كبيرة، لأنه عمّق أواصر الصداقة والتقارب الإنساني بين الشعبين المغربي والشيلي. لقد وقف المسؤولون الشليون ووسائل الإعلام والجمهور إلى جانب المنتخب المغربي بكل تقدير واحترام، معتبرين أن هذا التتويج إنجاز مشترك يعبّر عن القيم التي نتقاسمها: الكفاح، التضامن، والاحترام المتبادل.
اليوم نعمل من أجل أن تكون لنا علاقات أقوى في جميع المجالات. العلاقات السياسية بين المملكتين ممتازة وتشهد تنسيقاً متزايداً، لكننا نطمح إلى تعزيز الجانب الاقتصادي بشكل أكبر، لأننا نؤمن أن هناك إمكانيات واعدة للتعاون في مجالات الاستثمار والتبادل التجاري. كما أن التعاون الثقافي والأكاديمي يعرف منذ بضع سنوات ازدهاراً غير مسبوق، وهو ما يشكل أساساً متيناً لبناء شراكة شاملة ومستدامة بين الرباط وسانتياغو.
- هل تعتقدون أن هذا التتويج الرياضي يمكن أن يشكل جسراً جديداً لتعزيز التعاون الثقافي والرياضي بين الرباط وسانتياغو؟
بكل تأكيد، لأن هذا التتويج لم يكن مجرد إنجاز كروي، بل كان أيضاً انتصاراً للدبلوماسية الرياضية المغربية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. لقد فتح هذا الحدث آفاقاً جديدة للتعاون بين المغرب والشيلي، سواء في مجال التبادل الرياضي، أو في تطوير برامج مشتركة لتأطير الشباب وتبادل الخبرات.
كما أن هذا النجاح عزّز القرب الثقافي بين البلدين، وبيّن أن الرياضة قادرة على بناء جسور صداقة متينة تتجاوز المسافات والاختلافات. سنسعى من خلال هذه الدينامية إلى تحويل هذا الزخم الرياضي إلى مبادرات ملموسة تعزز التعاون الثقافي والتربوي والإنساني بين الشعبين.
- من موقعكم كسفيرة، كيف تقيّمون مستوى العلاقات المغربية الشيلية اليوم؟ وما أبرز المجالات التي تشهد تطوراً ملحوظاً؟
العلاقات المغربية الشيلية اليوم تعرف مرحلة متميزة من التقارب والتفاهم بفضل الإرادة المشتركة التي تجمع البلدين، وبفضل الرؤية المتبصّرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جعل من الانفتاح على أمريكا اللاتينية خياراً استراتيجياً للمغرب.
العلاقات السياسية ممتازة وتشهد تنسيقاً دائماً على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، فيما نسجل تطوراً ملحوظاً في المجالات الثقافية والجامعية، حيث باتت هناك مشاريع تعاون ملموسة بين الجامعات والمؤسسات الأكاديمية. كما أن هناك اهتماماً متزايداً من الطرفين بتقوية التعاون في مجالات الطاقات المتجددة، والنقل، والزراعة، والتبادل التجاري.
- ما هي أبرز المبادرات الدبلوماسية أو الثقافية التي تعتزم السفارة المغربية إطلاقها في المرحلة المقبلة لتقوية حضور المغرب في أمريكا اللاتينية؟
سنواصل العمل بنفس الحماس والالتزام من أجل تعزيز الحضور المغربي في أمريكا اللاتينية. لدينا برنامج غني للسنة المقبلة يشمل تظاهرات ثقافية كبرى ومنتديات اقتصادية لتعميق التعاون الثنائي.
كما ستُعقد مشاورات سياسية جديدة ستفتح آفاقاً واسعة لتوسيع مجالات التعاون، سواء في ميدان التعليم والتبادل الأكاديمي، أو في إطار المشاريع المشتركة مع وزارة المرأة والتضامن، إلى جانب التعاون في مجالات النقل والرياضة التي نوليها اهتماماً خاصاً لما لها من أثر مباشر على التقارب بين الشعوب.
هدفنا هو أن نواصل السير بنفس النهج الذي رسمته الدبلوماسية الملكية، دبلوماسية القرب، والانفتاح، والتأثير الإيجابي، حتى يظل المغرب حاضراً بقوة في المشهد اللاتيني كشريك موثوق ومصدر إلهام.
22 mai 2023 - 12:20
05 décembre 2022 - 17:00
05 août 2022 - 10:00
29 juin 2021 - 17:30
05 mai 2021 - 11:30
عندكم 2 دقايق08 novembre 2025 - 13:00
06 novembre 2025 - 16:00