عبد القادر الفطواكي

ترسم عدد من الجمعيات المغربية عبر العالم، جوا من البهجة والسرور على قلوب الجالية المغربية بجميع ربوع العالم. وذلك عبر تنظيم عدد من التظاهرات الفنية والثقافية الكبرى، التي تستقطب وجوها فني معروفة، تساهم في ربط جسور الود بين أفراد الجالية المغربية ووطنهم الأم وتنسيهم بعضا من تفاصيل الغربة القاسية التي يعيشونها في دول الاستقبال.

عدي عبد العزيز، ابن مدينة سلا، رئيس جمعية "ACS Horisons" النشيطة في مجالات الفن، التقافة والرياضة، بالديار البلجيكية. واحد من الأسماء المغربية المشتغلة في هذا المجال، وذلك بنسجه شراكات كثيرة مع عدة جمعية في كل من إيطاليا، فرنسا، إسبانيا وألمانيا وبالمغرب وبلجيكا كذلك. سيشرح لنا خلال هذا الحوار أهداف وأنشطة الجمعية التي يترأسها وكيف تساهم في مد الجسور بين مغاربة العالم ووطنهم الأصلي المغربي، وكذا العراقيل التي واجهتها خلال أزمة كورونا التي ضربت العالم بأسره.

1/ عرفنا بجمعيتكم النشيطة في أوروبا والأنشطة التي تشتغل عليها؟

جمعيتنا "ACS Horisons"، تتواجد بمدينة "لييج" بلجيكا، وهي مهتمة بالأنشطة الفنية والثقافية والرياضية كذلك إلى جانب بعض من المبادرات الاجتماعية، كل ذلك بشراكات مع جمعيات أخرى بأوروبا والمغرب كذلك.

هذه الشراكات ساعدتها في تنظيم جملة من الجولات والعروض المسرحية على الصعيد الأوروبي، وبرمجة كم كبير من العروض الفنية، واستقبال الفرق المسرحية في أحسن الظروف، وذلك بشراكة مع الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج. حيث تتكلف الجمعية بتنظيم العروض والتنسيق من أجل إتمام جميع تواريخ جولات الفرق الفنية بكافة الدول المبرمجة، وهو سر الثقة الكبيرة التي نحظى بها والنجاح الذي نحققه كل سنة.

2/ ما هي الأنشطة التي نظمتموها وما هي الفرق التي تعاملتم معها بأوروبا ؟

بالنسبة للفرق المسرحية التي نظم جولاتها نجد فرقة مسرح البيضاء، إضافة إلى فرقة مسرح أرلوكان، ومسرح My  B Art ، ثم فرقة محمد الخياري، ناهيك عن فرقة مسرح فنون لفاطمة بنمزيان.

كما عكفت الجمعية كذلك على تنظيم كم كبير من السهرات الغنائية الخاصة لفائدة أفراد الجالية. كما ساهمت في تقديم مساعدات اجتماعية داخل المغرب خصوصا في نواحي مدينة تازة.

3/ هل أثرت جائحة كورونا على أنشطتكم الفنية بأوروبا ؟

بالتأكيد فيروس كوفيد-19، أثر كثيرا على الحركة الفنية بأوروبا، سواء على المبدعين والفنانين، أو العاملين بالمجال الفني كالتقنيين وعمال القاعات والمسارح وما إلى ذلك، لكن يجب أمن نفرق بين مسألتين اثنتين.

ففي أوروبا مثلا قامت الدولة بتعويض كل الفنانين عن الضرر الكبير الذي تعرضوا له جراء ما ترتب عن الفيروس من كساد فني وإلغاء كل المواعيد الفنية المبرمجة، عكس المغرب.

زد على ذلك أن الديار الأوروبية كانت تفتح المجال من وقت لآخر أمام بعض الأعمال الفنية ولم تغلق الباب أمام الفنانين بشكل نهائي ولمدة طويلة كما حصل بالمغرب وعدد من الدول الأخرى، كل ذلك في احترام تام للتدابير الموصى بها من طرف المصالح الصحية احترازا من تكاثر الفيروس القاتل، حيث حصر عدد الحضور بالقاعات لحوالي 200 شخصا لا غير كان آخره سهرة فنية نظمت ببلجيكا نشطها الفنان المغربي "الشاب سيمو"، و"عصام حجي"و " الشيبي البركاني، غيرهم شهدت نجاحا باهرا.

4/  ماهو جديد جولاتكم وسهراتك الفنية المقبلة ؟

توصلنا لاتفاق من أجل الإشراف على تنظيم عروض خاصة بالجولة الجديدة لفرقة محمد الخياري، والتي ستشمل كل من فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، ألمانيا وبلجيكا، ونحن ننتظر فقط انهاء كل قيود التنقل التي فرضتها جائحة كورونا من أجل مباشرة العمل.

أما بخصوص فرقة مسرح "أرلوكان" لعبد الرحيم المنياري، وعمر الجبلي، فقد توصلنا معهم كذلك لاتفاق نهائي من أجل تقديم مسرحيتين والأمر يتعلق بـ" دار الباشا"، و "أش داني" ستلعبان بكل من إيطاليا وبلجيكا في عروض متفرقة.

كما ستقدم فرقة مسرح البيضاء هي الأخرى، عروضا مسرحية بعدد من الدول الأوربية بعد التوصل لاتفاق في هذا الصدد من الفرقة المسرحية المغربية المذكورة. وهي كلها جولات فنية مدعمة من الدولة.

الجمعية تدرس كذلك خيار تنظيم جولة فنية للفنان الساخر الحسين بنياز لكن لحدود الساعة لم يتم الوصول لاتفاق نهائي، أخرته جائحة كورونا كذلك، في انتظار استئناف المحدثات مع الكوميدي المغربي في هذا الباب.

وبخصوص المواعيد الغير المدعمة، فنحن نناقش فكرة تنظيم عرض خاص للفنانة المغربية دنيا بوطاورت، وذلك بعد الإقبال الكبير الذي شهدته العروض المسرحية التي قدمتها خلال موسم سابق.

إضافة إلى كل هذا وذاك فإن جمعيتنا تسابق الزمن من أجل إطلاق مفاجئتين كبيرتين، الأولى تتعلق بإعادة الفنان الساخر أحمد السنوسي المعروف فنيا بـ"بزيز" إلى الساحة الفنية من خلال تنظيم حفل كبير خاص، سيقام بالعاصمة البلجيكية بروكسيل سيتم الكشف عن كل التفاصيل المتعلقة به قريبا. كما ستيم الاحتفاء بذكرى المسيرة الخضراء في شهر نونبر المقبل بذكرى 47 للمسيرة الخضراء المظفرة، بشراكة مع إحدى الجمعيات الصديقة.

أود هنا أن أشير للمجهود الكبير الذي تلعبه جيهان العبادي المديرة الفنية لجمعية "ACS Horisons" في انجاح هذه الأعمال الفنية والثقافية بكافة التراب الأوروربي، حيث حلت مؤخرا ضيفة على راديو "أرا بيل" في برنامج "صباح الخير مع شاطر"، ببروكسيل والذي تطرق إلى موضوع "جديد المسرح بعد كورونا".