حاوره يوسف لخضر
يعيش حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تطورات متواصلة، منذ بداية أبريل الماضي.. البداية كانت بـ10 أعضاء من المكتب السياسي طالبوا بتأجيل المؤتمر العاشر المقرر في الـ19 من الشهر الجاري، فيما يستمر ادريس لشكر الكاتب الأول للحزب في الترتيبات لعقد هذا المؤتمر الذي قد يحمل مفاجآت لحزب الوردة.
وفي انتظار الأيام القادمة التي تسبق موعد المؤتمر العاشر، تتوالى التساؤلات حول "مبادرة مؤسساتية" قال الغاضبون من لشكر إنهم سيقدمون عليها قريباً، لكن دون أن يفصحوا عن تفاصيلها ولا عن تاريخها. لكن المؤكد أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مقبلة على مفاجئات كبيرة.
سفيان خيرات، عضو المكتب السياسي للحزب، وهو ضمن العشرة الذين طالبوا بتأجيل المؤتمر العاشر في ندوة صحافية يوم 4 ماي، يتحدث إلينا في هذا الحوار حول خلفيات مبادرتهم، وقراءته للوضع الذي يعيشه الحزب، وحول ما يعتبره "تقهقراً سياسياً وتنظيمياً" يعرفه حزب الوردة حتى قبل الانتخابات التشريعية لسنة 2016.
بخصوص بلاغ أبريل والندوة الصحافية الأخيرة، البعض يسأل: لماذا أعلنتم عن انتقاداتكم على بُعد من أسابيع من المؤتمر، وليس قبل سنة أو سنتين مثلاً؟
سفيان خيرات: بلاغ التاسع من أبريل هو صوت من ضمن أصوات متعددة لرفض مسلسل طويل من التقهقر السياسي والتنظيمي للحزب، في ارتباط لما آلت إليه الأوضاع السياسية العامة في البلاد. هو نوع من التحريض للإجابة على سؤالين مركزيين:
السؤال الأول: هل يمكن للحقل الحزبي أن يؤدي وظائفه الطبيعية بنفس الفلسفة ونفس النهج الذي صاحب مرحلة ما بعد دستور2011. أي أن الاتحاد ليس إلا جزء من منظومة عامة هي اليوم مساءلة عن طبيعة وظائفها السياسية والدستورية.
لذا كان من الطبيعي أن نطرح الإشكال في خضم التحضير للمؤتمر الوطني المقبل.
السؤال الثاني مرتبط بطبيعة المرحلة السياسية الحالية وموقع الاتحاد داخلها. وسأجملها في فكرة واحدة: لا يمكن للمؤسسات أن تعيش في ظل استراتيجيات خلفية لتدبير المصالح. لذلك نحن ندق ناقوس الخطر حول ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع السياسية العامة في ظل ترهل المنظومة الحزبية، وما دعوتنا أولاً لإعادة النظر في منهجية التحضير للمؤتمر ثم لتأجيله إلا دليل على ذلك.
هل أنتم ضد تدبير قيادة الحزب برئاسة لشكر أم بسبب التطورات الأخيرة التي عرفها، بدءً بانتخابات 7 أكتوبر وتراجع النتائج في الانتخابات ودخول الحكومة؟
سفيان خيرات: نحن لسنا ضد القيادة، نحن جزء منها، ونتحمّل قسطاً من المسؤولية الأخلاقية والسياسية في النتائج المحصل عليها. لذلك أريد أن أوضح أنني عبرت ،داخل المكتب السياسي أولاً ثُم في بداية التحضير للمؤتمر قبل تشكيل الحكومة، أننا في حاجة اليوم إلى إعادة النظر في الفلسفة العامة التي تحكم الاتحاد، وأن السؤال المطروح اليوم هل مازال المجتمع في حاجة إلى الاتحاد الاشتراكي؟ وهل مسلسل إعادة هيكلة الحقل الحزبي لما بعد دستور 2011 يرمي إلى إحداث قطيعة من داخل أحزاب الحركة الوطنية.. هذه هي الأسئلة التي كان من المفروض على المؤتمر الإجابة عنها.
كان جلياً لدى العديد من المحللين السياسيين أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كان أكبر الخاسرين في الانتخابات التشريعية الأخيرة، في نظركم ما السبب؟
سفيان خيرات: هو مسلسل طويل من التراجع، وكان من واجب القيادة الحالية الوقوف عنده، ولم يبتدأ مع الانتخابات الأخيرة، لذلك قلت بأن السؤال الحقيقي هو: كيف يمكن للمؤتمر أن يعيد قراءة المرحلة السياسية الحالية وأن ذلك يتطلب فلسفة جديدة في تدبير الحياة الحزبية.
كيف ترون إصرار حزبكم على المشاركة في الحكومة رغم معارضة الحزب الأول لذلك، خصوصاً من طرف عبد الاله بنكيران في السابق؟
سفيان خيرات: مشاركة الاتحاد في الحكومة كانت ترمي إلى جعله حاملاً من داخل مؤسسات الدولة لمشروع التحديث والدمقرطة، فالصلاحيات اللتي منحها دستور 2011 للحكومة وتراجع المنظومة الحزبية برمتها في القيام بوظائفها التأطيرية جعلت هذه المشاركة مستحبة على الأقل في الوقت الراهن. أما بخصوص رفض العدالة والتنمية لدخول الاتحاد فوحده عبد الاله بنكيران يمكن أن يجيب عن رغبته في ضم الاتحاد في 2012 ورفضه ذلك في 2016.
حسب أنظمة الحزب، هل من القانوني أن يتم تحديد مهلة قصيرة لتقديم ترشيحات لمنصب الكاتب الأول وأن تبت أيضاً لجنة في أهلية المرشح؟
سفيان خيرات: الإشكال ليس قانونياً، الإشكال سياسي بامتياز، أما من الناحية القانونية يبقى الحرص على الارتقاء بالأحزاب إلى مرتبة المؤسسة الدستورية من خلال سن قانون تنظيمي لها يفرض على الكل احترام مبادئ الشفافية والديموقراطية، وهو مالم يتوفر في المساطر المتبعة لعقد المؤتمر الوطني العاشر.
ألم يكن حرياً بكم تقديم مرشح لمنافسة ادريس لشكر؟
سفيان خيرات: لسنا تياراً حتى نقدم مرشحاً، لكن يبقى من حق أي أخ أن يتقدم كمرشح، لكن الاشكال أعمق من ذلك.
أليس من حق لشكر أن يترشح لولاية ثانية مادامت قوانين الحزب تتيح ذلك؟
سفيان خيرات: من حقه ذلك لكن المؤتمر العاجز عن الإجابة على الأسئلة السياسية الحقيقية تبقى فيه الترشيحات للكتابة الاولى مجرد تمرين تنظيمي بدون هوية.
05 décembre 2022 - 17:00
05 août 2022 - 10:00
29 juin 2021 - 17:30
05 mai 2021 - 11:30
15 mars 2021 - 22:01
10 avril 2025 - 12:00
12 avril 2025 - 12:00
12 avril 2025 - 11:00