مواطن: إسماعيل الطالب علي
في وقت تسببت فيه جائحة "كورونا"، بشل عدد من الأنشطة ذات الطابع الاقتصادي والتجاري، طفت على السطح عدد من المبادرات الرامية إلى المساهمة في التصدي لهذه الجائحة وتداعياتها.
"المجهودات المبذولة" تترواح ما بين قليل وكثير، كما هو الشأن بالنسبة لأحد التعاونيات بمدينة ميدلت، التي حاولت أن تنقذ نفسها من ويلات الظروف الصعبة المفروضة من جهة، وكذا المساهمة من جهة أخرى في الوقوف أمام ما يسببه فيروس كوفيد 19، وذلك عبر صناعة كمامات واقية.
موقع "مواطن" تواصل مع يوسف مهداوي، الكاتب العام لتعاونية "ميد كوتور" لصناعة النسيج بميدلت، فكان هذا الحوار:
مواطن: بداية، حدثنا كيف أن تعاونيتكم استطاعت تدبير هذه الجائحة؟
يوسف مهداوي: للأسف مع جائحة كورونا، وجدنا أنفسنا أمام توقف جميع الأنشطة التي كنا نقوم بها، الأمر الذي حذا بنا، إلى البحث عن بديل، الذي تجسد في صناعة الكمامات كمساهمة في الوقاية من الفيروس، من جهة، وكذا توفير من خلال هذا العمل لقمة عيش يومي.
والجيد، أنه وبفضل أعضاء التعاونية الذين هم من حاملي الشواهد، ومجموعة من الصناع التقليديين الذين يشتغلون مع التعاونية والبالغ عددهم 24 شخصا، تكمننا من بلوغ طاقة إنتجاجية تصل إلى حوالي 1000 كمامة يوميا، مع إمكانية رفع هذا العدد إلى 5000 كمامة إذا ما توفرت الشروط المطلوبة لذلك.
هل الكمامات الخاصة بكم تجد موطئ قدم لها في السوق؟
بالرغم من كون أننا الوحيدون في جهة درعة تافيلالت لحد الآن الذين نتواجد في السوق التي تقوم بصناعة الكمامات، إلا أن سوق البيع مسدود في وجهنا، الأمر الذي ينعكس سلبا على مسألة البيع، حيث في هذا الأسبوع بعنا فقط ما معدله 300 إلى 350 كمامة في اليوم.
هل لديكم شراكات اقتصادية معينة تمكنكم من بيع منتوجكم؟
لا، نعتمد فقط على البيع الذاتي، على اعتبار أنه لا وجود لجهة معينة تساندنا في ذلك، ولم تستجب أي جهة لندائنا رغم طرقنا لمجموعة من أبواب الإدارات والمؤسسات والمجالس المنتخبة، خصوصا وأن لا شروط معينة لدينا في مسألة البيع عدا ما هو متعارف عليه.
لكن لدينا تفاؤل، إذ أن أغلب الموظفين بناء على التدابير الأخيرة المتخذة سيعودون إلى مكاتبهم، ما يجعل الإدارات ملزمة بتوفير لهم الكمامات، الأمر الذي قد يساعدنا في بيع كمامات أكثر، خصوصا وأننا من أجل المساهمة وضعنا ثمن الكمامات بثمن رمزي يقدر بـ8 دراهم.
على مستوى شروط السلامة الصحية، هل يتم العمل بذلك في صناعة الكمامات؟
نؤكد أن شروط السلامة متوفرة جميعها، من قبيل الحرص على نظافة المكان وكذا الشروط الصحية، مع توفير أدوات التعقيم وغيرها، وكل ذلك بمجهودات ذاتية وبتمويل ذاتي، لنحاول إنجاح هذا العمل.
على ماذا تراهنون ما بعد فترة 25 من شهر يونيو الجاري؟
حاليا، نراهن على التعامل مع الإدارات في بيع الكمامات، خصوصا مع المديريات الجهوية بمختلفها.
ما المشاكل التي تعتريكم في هذا المجال؟
هناك بعض المشاكل، لكن الطامة الكبرى ما تقوم به بعض المحلات التي تعمد إلى إنتاج الكمامات وبيعها باستخدام أي ثوب كيفما كان دون مراعاة إذا ما كان يتضمن معايير السلامة، معرضين حياة المواطنين للخطر.
إذن، على ماذا تعتمد تعاونيتكم في صنع الكمامات؟
بالنسبة للمعهد المغربي للتقييس "إيمانور"، فقد حدد مجموعة من الشروط التي تتعلق بصناعة الكمامات، حيث قبل أن نحصل على "الشهادة"، نختار الثوب الذي سنشتغل به، نحيله على المختبر الذي يقوم بإخضاعه لمجموعة من التحاليل التي تتعلق بالمعادن الثقيلة، والقدرة على التنفس.. إلخ، وعندما نحصل على تقرير المختبر، نقدمه إلى "إيمانور"، الذي يبث فيه، في حالة إذا قَبل الأخير التقرير آنذاك نقوم بالتعامل مع الشركة المصنعة للثوب، تحت المراقبة والتتبع.
هكذا تمر العملية، غير أنه بالنسبة للأثواب الأخرى التي تبيعها بعض المحلات على أساس أنها "كمامات" فكثير منها لا يعتمد هذه الطرق والإجراءات التي تطبعها شروط السلامة الصحية والحرص على صحة المستهلك.
هنا، يطرح سؤال مهم، كيف يمكن للمواطن أن يفرق بين الكمامة التي تحترم المعايير الصحية من غيرها؟
الذي ينبغي على المواطن أن يعلمه، أن "إيمانور" عندما يصرح بسلامة الثوب أو المنتوج المصنع، يمنحنا رقما خاصا نضعه في علبة المنتوج، التي تحتوي أيضا على اسم المصنع ومعلومات عن الثوب المستعمل، وغيرها مع المعطيات، لذا وجب على مشتري الكمامة أن يدقق في ذلك للتفريق بين المراعية للشروط المحددة والمغشوشة.
05 décembre 2022 - 17:00
05 août 2022 - 10:00
29 juin 2021 - 17:30
05 mai 2021 - 11:30
15 mars 2021 - 22:01
18 novembre 2024 - 10:00
26 novembre 2024 - 16:00