إسماعيل الطالب علي
خلفت بعض الأعمال الرمضانية لهاته السنة، في ظل جائحة كورونا "كوفيد 19"، موجة استنكار في صفوف شريحة واسعة من المشاهدين المغاربة الذين أعربوا عن عدم رضاهم للمستوى الذي وصلت إليه التلفزة المغربية، لدرجة السخط كما راج في أوساط التواصل الاجتماعي.
"مواطن" نقل سؤال جودة الإنتاجات والأعمال الرمضانية، خصوصا منها التي تهم جانب الطفولة، إلى عبد العالي الرامي، رئيس جمعية منتدى الطفولة، فكان هذا الحوار:
مواطن: بحكم أنكم مهتمون بمجال الطفولة، كيف تقيمون السلسلات الرمضانية التي عرضت هذه السنة وعلاقتها بالطفل المغربي؟
عبد العالي الرامي: شيء مؤسف الرسائل التي تبلغها بعض السلسلات الرمضانية من قبيل "سوحليفة" التي تبث على القناة الثانية، بحيث أنها تمس بالطفولة وببراءة الطفل.
ومع كامل الأسى والأسف فإن الطفلة الممثلة يتم استغلالها لتمرير رسائل لا تتعلق بالطفولة، إذ كان من الأفضل توجيهها لتمرير رسائل إيجابية لأقرانها.
ونرى أن هذه السلسلة تبث في وقت الذروة،خصوصا وكما نعلم جميعا أن جل المغاربة الآن في فترة الحجر الصحي أي في بيوتهم، ما يعني أن جل أفراد الأسرة مجتمعون يشاهدون التلفاز من بينهم الأطفال، لذا من الواجب على مسؤولي التلفزيون أن يراعوا هذه الظرفية الاستثنائية وتمرير رسائل إيجابية.
كيف أن سلسلة "سوحليفة" تمرر رسائل سلبية؟
الملاحظ أن الحلقات الأولى من السلسلة كما شاهدها الجميع، تبعث رسائل مجتمعية سلبية، تخللها فقدان الاحترام بين الكبير والصغير، في حين أن الأجدر أن ننمي الطفولة ونشجع مواهب الأطفال.
والذي وجب الإشارة إليه فيها هذا الباب، بما أن هناك أطفال يبدعون من عدة مجالات، فحبذا أن يتم الإبداع كذلك في مجال الفكاهة بشكل إيجابي.
هناك ردود قول تقول بأن السلسلة في أصلها موجهة للكبار دون الصغار؟
حتى وإن كانت هناك أقوال تقول بأن السلسلة ليست موجهة للأطفال، فإنه وجب على الهاكا، بحسب قوانينها، الإشارة إلى ما فوق 18 سنة، أي أن تحدد إشارة للفئة المستهدفة، وهذا الذي لم يحصل.
طيب، في اعتقادكم لماذا لم يتم تحديد إشارة الفئة المستهدفة؟
الجواب على هذا ما يزال عالقا، لكن المعلوم أن الهاكا هي الجهة الوحيدة التي لها حق الرقابة في مجال السمعي البصري، باعتبارها أيضا لديها دليل لحماية القاصرين وجب تطبيقه والعمل به، خصوصا أمام وجود عدة ألفاظ تروج في إطار سوء الاحترام، وتوجهات فيها شيء من الاحتقار الاجتماعي، وغيره.
من هذا المنطلق، يتوجب على الهاكا كجهة مؤسساتية أن تتحرك في هذا الجانب، في ظل وجود بعض المنتجين همهم الربح أكثر من المنتوج المقدم.
الملاحظ، أن السلسلة لها صيت على ما يبدو لدى المشاهد المغربي، ألا يشكل لديكم فرقا؟
ليس كل منتوج له قوة متابعة ونسبة مشاهدات عالية لديه قيمة مضافة، وإنما الغاية ومقصدنا أن نهدم السلوك المجتمعي السيء كل من جانبه، لأجل الحفاظ على القيم المجتمعية.
لكن، أليس للمشاهد الحق في التنقل بين القنوات واختيار الذي يريحه؟
هناك أفكار تقول بكون المشاهد المغربي له الحرية في التنقل إلى قنوات أخرى، بدل متابعة السلسلة والقنوات الوطنية، إلا أننا نحاول من هذا المنطلق أن يتشبت المغاربة بالقنوات الوطنية، وإلا ما حاجة إلى كل ما يبذل من مجهود لأجل المشاهد المغربي.
وبالتالي، لا يجب أن نشجع المغاربة في هاته الظرفية أو غيرها أن يتوجهوا إلى القنوات الأجنبية واستقبال رسائلها التي قد تكون ضد أفكار المجتمع، على الأقل أن يستقبلوا رسائل إيجابية عن طريق قنواتنا المغربية.
ما رسالتكم في هذا الباب؟
نحن نريد فكاهة، ولكن ليس أي فكاهة، بل فكاهة مهذبة تتوفر على رسائل وتحترم المشاهد، دون استغباء وتصغير قيمة المشاهد المغربي.
05 décembre 2022 - 17:00
05 août 2022 - 10:00
29 juin 2021 - 17:30
05 mai 2021 - 11:30
15 mars 2021 - 22:01
18 novembre 2024 - 10:00
26 novembre 2024 - 16:00