عبد القادر الفطواكي
أسابيع معدودات عن اعتراف اليونسكو بها كتراثها عالمي غير المادي، وبعد إطلاقه لقطعة "شمهروش" الكناوية. عاد الفنان المغربي فهد بنشمسي المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية رفقة مجموعته "ڭناويست" المعروفة بمزجها بين الفنين الكناوي و"الجاز"، المشكلة من عدد من جنسيات العالم، لإصدار أغنية "كاتي بالا" للاحتفاء بموروث "كناوة" المغربي الضارب عبقه في جدور التاريخ المغربي.
كيف جاءت فكرة مزج الموسيقى "الكناوية" و"الجاز" وتقديم قطعة "شمهاروش" بفرقة مكونة من جنسيات مختلفة؟
عندي استقرار بلوس أنجلوس الأمريكية، أسست فرقة موسيقية تحت إسم "كناويست"، مختصة في المزج بين موسيقى "كناوة"، ورقص غرب إفريقيا ممثلة في عدد من الأستاذة الموسيقيين المختصين في هذا المجال الفني، حيث اشتغلت مع مجموعة من الموسيقيين بمعية منتجين Alexander Nimier، وخالد نايت زاهو اللذان أنتجا هذا العمل الفني. هذا المزج تفاعلت معه الجماهير الأمريكية في مختلف السهرات التي أحيتها المجموعة، بحكم أن الفن "الكناوي" فن عالمي يلامس كل مستمعيه بحكم الحمض النووي الإفريقي العالمي المشترك الذي تحتويه نغماته وإيقاعاته والتي تحرك العالم.
أريد أن أشير كذلك أن مزج الموسيقية "الكناوي" و"الجاز"، يعطي منتوجا موسيقيا رائعا بحكم انتماء النمطين لعائلة واحدة عبر التاريخ، حيث أنه يمكن أن تجد نقاط مشترك بين "كناوة" و"الجاز"، خلاف "كناوة" و الموسيقى العربية بمختلف مشاربها، حسب قراءتي الشخصية لهذه المعادلة الفنية.
تربطك علاقة خاصة بآلة "الكنبري" ما سر هذا العشق ؟
بدأ حبي لهاته الآلة الموسيقية، منذ الصغر، وذلك بسبب عشقي لمجموعة ناس الغيوان الغنائية، ولعي بـ" الكنبري" سيزداد من خلال استمتاعي بمقطوعات كناوية كان يقدمها أحد المعلمين الكناويين الشباب الذي كان يجاورني بفرقة "الدلافين البنفسجية" الموسيقية سنة 1995-1996. بعد حصولي على شهادة الباكالوريا والسفر للدراسة في فرنسا، ستتطور علاقتي بهذه الآلة الموسيقية "الكناوية"، التي اصطحبتها معي صوب مدينة مونبولي الفرنسية لتنطلق المغامرة "الكناوية" بعد ذلك.
أ لا تعتقد أن مزج الأنغام "الكناوية" مع أخرى غربية يمكن أن يضر بهذا التراث ؟
في الحقيقة هذا سؤال مهم للغايةـ دعني أقول لك أن الفن "الكناوي" لم يسبق له أن وصل إلى المكانة والشهرة التي وصل إليها اليوم، والفضل كله يعود بالدرجة الأولى لمهرجان "كناوة" بالصويرة، وهو الأمر الذي أكده "لمعلم" المرحوم حميدة بوسو، والذي قال أن لولا مهرجان الصويرة، لمات هذا التراث المغربي، وظل مقتصرا على المعلمين الكناويين فقط.
فبعد وصول "كناوة" لمصاف العالمية، أصبح عدد متتبعي هذا اللون عبر العالم في تزايد كبير، وبذلك فمزج "كناوة" بألوان موسيقية عالمية لن يسيء نهائيا لهذا الفن على بل على العكس فهو سيساهم في انتشاره وهو ما يزكيه الاقبال الكبير على الفن الكناوي والتعمق في تفاصيله.
ما هو السبب وراء هجرتك صوب الولايات المتحدة ؟
السبب هو طموحي الكبير في التحصيل وتعميق المعرفة في الميدان الذي أشتغل به، وبأن أمريكا تعد أكبر صناعة سينمائية في العالم، فقد قررت أن أستقر بهذا البلد وأن أمنح نفسي مجالا للإبداع. أمارس بأمريكا السينما من خلال اشتغلي في عدد من الأعمال والسلسلات، وأجتاز من حين لآخر عدد من "الكاستينغات"، أما بخصوص الموسيقى فما هو إلا استمرار لعمل سابق بدأته في المغرب رفقة عدد من المعلمين الكناويين، حيث يصعب أن الاشتغال بنفس الإمكانيات بالولايات المتحدة الأمريكية، ما دفعتي إلى تأسيس مجموعتي "كناويست"رفقة خالد نايت زاهو.
ماذا عن جديدك الفني ؟
أستعد للمشاركة في فيلم طويل هذا الصيف بالمغرب، لا يمكن أن أكشف تفاصيله في الوقت الحالي لأننا لا زالنا في طور التحضير والاتفاق حوله. بالمقابل لم أتلقى أي عرض بخصوص برامج رمضان، مع أني لي عتابا كبيرا حول هاته الأعمال التي تنشط خلال شهر رمضان خلال باقي أشهر السنة ومشاكل طلبات العروض والسرعة في انجاز تلك المشاريع كتابة وتصويرا وتوضيبا وهي أمور تتوخى الدقة والوقت وهي ما يزكي الانتاجات المتواضعة التي تقدم خلال هذا الشهر الفضيل.
أعتقد أن العمل الفني يجب أن يوزع على جميع أشهر السنة، وبخصوص تصوير الأعمال الرمضانية فيجب أن تحضر وتصور في مدة زمني طويلة بينها وبين رمضان من أجل الخروج بأعمال ترقى بذوق المشاهد المغربي.
ما تقيمك لمستوى الأغنية المغربية.. وهل استطاعت بالفعل الوصول للعالمية ؟
أولا أن ضد هذه التسمية، فالمغرب غني بالأنماط الموسيقية المتنوعة، إنطلاقا من طرب الآلة وأحواش، ثم كناوة، وحمادشة، وعبيدات الرمى، فالريغي، والهاردروك، مرورا بالراب والميطال ناهيك عن الموسيقى العصرية التي دخلت المغرب، حيث يمكن أن أحصي لكم حوالي 20 إلى 30 نوع موسيقي لا يشبه أحدهم الآخر بشكل نهائي، لذلك أفضل أن أجيب على سؤال هل وصلت كناوة أو الدقة المراكشية مثلا للعالمية؟ وهنا أستطيع أن أجيب عن مدى وصول كل نوع من مشكلات هاته الفسيفساء الفنية المغربية للعالمية.
من هو لمعلم لكناوي الذي يطرب فهد بنشمسي ؟
لمعلم الذي يطربني بكل صراحة هو عبد الكبير مرشان، صوت رائع لا مثيل له في المغرب، ينقلك لجو روحاني كناوي رهيب. كل لمعلمين لديهم "بركتهم" الفنية في مجال كناوة، أعشق كذلك حميد القصري، وحسن بوسو، وعبدالقادر أمليل، بالإضافة إلى مصطفى باقبو والذين أكن لهم احتراما كبيرا بحكم علاقة الصداقة القوية التي تجمعني بهم بشكل شخصي ومهني حيث أحضر "ليلتهم" واستمتع بموسيقاهم، زد على ذلك أسماء حميدة بوسو ومحمود كينيا ولمعلم عبدالله رحمهم الله.
كلمة لجمهور مواطن ؟
أدعو الجميع لمتابعة هذا الموقع الجميع، كما أوج عبركم رسالة أدعو فيها إلى منح الكلمة للشباب المغربي من أجل التعبير عن ما لديه من مؤهلات من خلال الأدب والفن والعلم وغيرها من مشارب التعبير.
05 décembre 2022 - 17:00
05 août 2022 - 10:00
29 juin 2021 - 17:30
05 mai 2021 - 11:30
15 mars 2021 - 22:01
18 novembre 2024 - 10:00
26 novembre 2024 - 16:00