"حضن اتسع لكل أبناء المغرب".. اسمها وقيمة نضالها تجاوزا كل الحدود، لها مبدأ وشكل خاص في التعامل مع قضايا الأطفال في وضعية صعبة، وهبت حياتها لهم، وناضلت كي تتكفل بهم، لتعيد إدماجهم أسريا ومدرسيا ومهنيا، وتضمن لهم مستقبلا لا ينتقص فيه المجتمع من حقوقهم شيئا.
نجاة معلا، المعروفة بـ"نجاة امجيد"، ولدت سنة 1959 في الدار البيضاء، ويعتقد العديد من الأشخاص والفاعلين الاجتماعيين المشتغلين في مجال الطفولة المحرومة، أنها تستمد هذا الاسم «امجيد» من لقب عائلتها، والحال أن اسمها الحقيقي هو نجاة معلا، الذي ضمنته في كتاب نشرته حول ظاهرة الأطفال في وضعية الشارع، لكنها تفضل الاسم الحركي الذي ارتبط بها منذ أن دخلت عالم الطفولة في وضعية صعبة، بعد أن بدأت مسارها في مؤسسة «ساعة الفرح» برفقة عدد من السيدات، لتقرر الانفصال عنهن وتأسيس جمعية «بيتي» بحي البرنوصي، لتصبح رئيسة لها منذ تأسيسها سنة 1996.. حسب البيانات المحددة في سيرتها، والصفة التي تحملها في لجنة حقوق الطفل، التابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب.
درست الطب بمدينة الرباط، وبوردو وتولوز بفرنسا، لتشتغل كطبيبة للأطفال، وطبيبة مديرة لمصلحة الأم والطفل التابعة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، مقدمة بذلك الكثير من الإنجازات في ميدان حماية الطفولة، حتى نالت العديد من الجوائز، وتقلدت مناصب مهمة، لاسيما في الأمم المتحدة.
لم يتوقف مسارها الحافل عند هذا الحد، بل عينت "امجيد" كخبيرة ضمن الخبراء البارزين داخل اللجنة الاستشارية للمجتمع المدني حول الوقاية من الاستغلال والاعتداء الجنسيين، من طرف أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، وذلك احتفاء وتتويجا لعطاءاتها المتميزة في مجال الاهتمام بالطفولة وقضاياها، وخبرتها في دهاليز الأمم المتحدة.
حظيت "أمجيد" بالعديد من الجوائز، منها الجائزة الأوروبية لطب الأطفال الاجتماعي سنة 1997، وجائزة الجمهورية الفرنسية لحقوق الإنسان سنة 2000، وجائزة المركز الدولي للطفولة والأسرة بباريس عام 1997، كما كتبت العديد من المقالات حول مواضيع تخص استغلال الأطفال وأنشطة المجتمع المدني الموجهة لقضايا الأطفال، كما ترأست المكتب الدولي لحقوق الطفل، المتواجد مقره بمونريال في كندا.
اهتمامات "نجاة امجيد" منذ بداياتها كانت متعلقة بقضايا الطفولة في وضعية صعبة، ولازالت تستمر في النضال عن حقوق فئات متعددة من الأطفال، أيتام، فقراء، غير متمدرسين، ممزقين عائليا، ومعرضين للعنف والاستغلال، حتى تضمن لهم حماية تتماشى مع وضعهم، وتقوي حظوظهم في النماء والبقاء والاستقرار النفسي والبدني.
واليوم ونحن نحتفي باليوم العالمي للمرأة والذي يصادف 8 مارس الجاري، لا يسعنا إلا أن نقف لها إجلالا واحتراما نظير ما قدمته من عطاءات لـ"الطفولة المحرومة".
02 juin 2019 - 20:00
08 mars 2019 - 23:59
08 mars 2019 - 17:30
08 mars 2019 - 14:30
26 février 2019 - 17:00