موسى متروف
مازالت مشاركة النساء في سوق الشغل منخفضة وأقل بكثير من تلك الخاصة بالرجال، 22,4 % مقابل 71,6% سنة 2017. هذا ما كشفه البحث الوطني حول التشغيل لسنة 2017 الذي أنجزته مصالح المندوبية السامية للتخطيط.
ولم تكتف مندوبية أحمد الحليمي، التي قدمت نتائج البحث يوم أمس الأربعاء بمقرها بالرباط، بإعطاء أرقام حول عدم ولوج المرأة لسوق الشغل بالمغرب، بل أعطت الأسباب الحقيقة المستقاة من المستجوبات خلال إنجاز البحث، لهذا التراجع في معدل نشاط النساء الذي تراجع بحوالي 3,5 نقطة مائوية خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، حسب المصدر ذاته.
وقد أثار المكلف بالإحصائيات في المندوبية جمال كنوني انتباه الصحافيين الحاضرين أمس الأربعاء إلى أنه بدل الحديث عن النساء غير النشيطات، يمكن التحدث عن النساء خارج سوق الشغل، لأنهن قد يكن نشيطات في البيت وغير ذلك.
خصائص النساء خارج سوق الشغل
تمثل النساء خارج سوق العمل، البالغ عددهن 10 ملايين، 77,6% من الإناث اللاتي تبلغ أعمارهن 15 سنة فأكثر (81,6% بالوسط الحضري و70,4% بالوسط القروي). أغلبهن (76,6%) ربات بيوت و13,4% تلميذات أو طالبات.
وحسب الحالة الزواجية، فإن 60,8% من النساء خارج سوق العمل متزوجات و25,9% عازبات. أكثر من ثلثهن (34,9%) يقل سنهن عن 29 سنة، و27,8% تتراوح أعمارهن بين 30 و44، و37,4% منهن تبلغ أعمارهن 45 سنة فأكثر. حوالي ثلثي هؤلاء النساء ليس لديهن أية شهادة و7,9% لديهم شهادة من مستوى عال.
الأنشطة المنزلية هي السبب الرئيسي
حسب نتائج البحث، فإن نصف النساء خارج سوق العمل (52,7%) يُرجعن سبب عدم ولوجهن لسوق العمل لضرورة رعاية الأطفال أو البيت (52,6% بالوسط الحضري و52,8% بالوسط القروي). وما يقارب واحدة من كل خمس نساء غير نشيطات (18%) يفضلن عدم العمل (18,3% بالوسط الحضري و17% بالوسط القروي)، في حين أن 8% منهن يشكل رفض الزوج السبب الرئيسي الذي يمنعهن من ولوج سوق العمل (8,3% بالوسط الحضري و7,2% بالوسط القروي).
وتبلغ نسبة النساء خارج سوق العمل لرعاية الأطفال أو البيت 69,6% من النساء خارج سوق العمل تتراوح أعمارهن بين 30 و44 سنة، و55,9% بين اللواتي تصل أعمارهن 45 سنة وأكثر، و35,7% بين النساء دون سن الثلاثين.
وتصل نسبة النساء اللواتي تشكل ضرورة رعاية الأطفال أو البيت السبب الرئيسي لعدم نشاطهن، إلى 70,3% من النساء المتزوجات، و45,7% من المطلقات، و38,9% من الأرامل و17,9% من العازبات.
ويستنتج البحث أن معيقات ولوج المرأة لسوق العمل تقل مع تحسن مستويات تـأهيلهن. فقد انتقلت نسبة النساء خارج سوق العمل لأسباب تتعلق بضرورة رعاية الأطفال من 59,7% بالنسبة للنساء بدون شهادة، إلى 42,9% بالنسبة للائي تتوفرن على شهادة مستوى متوسط وإلى 31,4% بالنسبة للائي تتوفرن على شهادة من مستوى عال.
عوائق الزوج والأب والقريب
من بين كل عشر نساء غير نشيطات، هناك تقريبا واحدة (%10,9) مستعدة للعمل، (11,2% بالوسط الحضري و10,4% بالوسط القروي)، أي ما يمثل 1,1 مليون امرأة (759 ألف بالوسط الحضري و341 ألف بالوسط القروي). وتبلغ هذه النسبة 25,9% من النساء اللائي صرحن برفض الأب أو أحد أفراد الأسرة، 16,8% بالنسبة لرفض الزوج و10,3% بسبب الحاجة إلى رعاية الأطفال. حسب العمر، فإن النساء الأقل من 30 سنة هن الأكثر استعدادا لولوج سوق العمل بنسبة 15,4%، يليهن اللائي تتراوح أعمارهن بين 30 و44 سنة (14,2%).
وحسب مستوى التأهيل، فإن النساء غير النشيطات الحاصلات على شواهد عليا هن الأكثر تحفيزا لولوج سوق الشغل بنسبة 19,6% مقابل 13,1% للحاصلات على شواهد متوسطة و8,9% فقط للنساء غير النشيطات بدون شهادة.
على المستوى الجهوي، تبلغ نسبة النساء خارج سوق العمل المستعدات لمزاولة عمل 35% بجهة العيون-الساقية الحمراء. وتبلغ هذه النسبة 17% بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة وتصل إلى أدنى قيمة لها 6,1% بجهة الدار البيضاء-سطات.
وقد يؤدي ولوج النساء خارج سوق العمل والمستعدات للعمل إلأى تحسين معدلات النشاط، لاسيما تلك التي تهم النساء. وهكذا، يمكن لهذا المعدل أن يدرك 51% على المستوى الوطني ولكلا الجنسين معا (عوض 46,7%)، و30,9% بالنسبة للنساء (عوض 22,4%)؛ أي تحسن بـ4,3 و8,5 نقطة مئوية على التوالي.
ومن النتائج المثيرة للبحث، أنه، باعتبار سبب الإقصاء من سوق العمل، 28,9% من النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 30 سنة واللواتي توجدن خارج سوق العمل بسبب رفض الأب أو أحد الأقارب هن مستعدات للعمل. وتبلغ هذه النسبة 24,4% من بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30 و44 سنة و11,9% بين اللواتي تبلغ أعمارهن 45 سنة فأكثر. بالنسبة للنساء اللواتي تصرحن برفض الزوج كسبب، فإن هذه النسب تصل على التوالي إلى 22,3% و18,2% و7,2%.
من بين النساء الحاصلات على شهادة من مستوى عال، فإن نسبة اللواتي هن مستعدات لولوج سوق العمل تصل إلى 43,1% من بين اللواتي صرحن برفض الأب أو عضو آخر من العائلة، 29,8% برفض الزوج و28,6% بتربية الأطفال والواجبات المنزلية.
ويبدو من خلال هذه النتائج أن هناك احتياطيا من النساء لا يستهان به على استعداد لولوج سوق الشغل، إذا توافرت فرصه، رغم الأسباب الاجتماعية التي حالت بينهن وبين العمل.
02 juin 2019 - 20:00
08 mars 2019 - 23:59
08 mars 2019 - 17:30
08 mars 2019 - 14:30
26 février 2019 - 17:00