موسى متروف
عادت الممثلة الشخصية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للفرنكوفونية الكاتبة المغربية ليلى السليماني، في حوار نشرته جريدة "لوموند" في عدد الأحد 25-الاثنين 26 مارس 2018، إلى أسباب قبولها بهذه المهمة، وأيضا إلى جذورها المغربية ومحنة والدها الراحل عثمان السليماني مع المحاكمة على ذمة قضية فساد مالي وتبرئته بعد وفاته.
الكاتبة الحائزة لجائزة "الگونكور" الفرنسية المرموقة عن روايتها الثانية "أغنية هادئة"، والتي بيعت منها ألف نسخة وترجمت إلى 40 لغة قالت إنها ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه لولا وفاة والدها، عثمان، وهي لم تتجاوز 22 سنة.
وقالت السليماني، في الحوار ذاته، إن وفاة والدها في ظروف مأساوية جدا تسبب في معاناة والدتها وأخواتها، بالإضافة إليها طبعا. ""كان والدانا يريدان لنا تمدرسا جيدا جدا ومهنا آمنة واستقلالا ماليا، لكن كل شيء انهار..."، تقول وهي تسرد جزءا من مأساة أسرتها.
وروت ليلى السليماني قصة والدها الذي قالت إنه عرف ارتقاء اجتماعيا مذهلا، هو القادم من وسط متواضع بفاس ووالدة أمية. درس الاقتصاد في فرنسا وأصبح أستاذا جامعيا بالرباط بعد عودته، ثم كاتبا للدولة في الاقتصاد في السبعينات، قبل أن يصبح رئيسا للقرض العقاري والسياحي (CIH)... وأضافت أنه طُرد وسنها لم يتجاوز 13 سنة، ولم يعد يشتغل منذ ذلك الحين.
وزادت أنه وجد نفسه في قلب فضيحة اختلاس أموال عمومية، مؤكدة أنه لم يرغب في الفرار من المغرب، ليقينه من براءته التي لم "يحصل" عليها إلا بعد سنوات من وفاته إثر خروجه من السجن، في ما اعتبرته "خطأ قضائيا"!
وأوضحت السليماني أنها كانت تعيش في "وسط بورجوازي هادئ اعتقدت فيه مع أخواتها أن المعاناة لا تقع إلا على الآخرين، لكن بعد كل ما وقع أصبحت رؤيتها واضحة عن أشياء من قبيل الوضع الاجتماعي، النجاح، الصداقة، وهو ما لم يفارقها حتى وهي تتسلم "الگونكور"، على حد تعبيرها.
وتحدثت السلمياني عن والدتها الطبيبة التي كانت متخصصة في الأذن والأنف والحنجرة، وأكدت أنها لم تأخذ أبدا أتعابا من الفقراء، وقالت إنها كانت توضّح لبناتها معنى مواجهة الفقر "الكبير" و"قساوة" المجتمع المغربي وفوارقه الصارخة!
وحول دراستها في فرنسا، قالت إن حلمها كان أن تتقاضى أجرة عن التفكير! لكن والدها توفي عند إنهاء دراستها في مدرسة العلوم السياسية (Sciences Po)، فتحولت إلى السينما والمسرح، قبل أن تكتشف الصحافة وتدرسها لنتضم بعد ذلك إلى فريق مجلة "جون أفريك".
وفي هذه المجلة، قالت إنها "التقت أخيرا المجتمع المغربي"، حيث أنجزت مجموعة من الروبورتاجات. وقالت إنها لم تكن "غاضبة" على هذا المجتمع، بل على العكس من ذلك سعت إلى "الفهم والانتماء" ولم ترغب في قطع روابطها مع والدها!
ومن الصحافة، انتقلت إلى الكتابة حيث ظلت تكتب طيلة عام رواية رفضتها كل دور النشر التي بعثتها إليها، قبل أن تشارك في ورشة للكتابة لدى "گاليمار"، كهدية من والدتها وزوجها، وقالت إن الفضل في الكتابة كان لهذه المشاركة... حيث كتبت روايتها الأولى "في حديقة الغول"، وبعدها روايتها الثانية الشهيرة "أغنية هادئة"، قبل أن تنشر كتابها "الجنس والأكاذيب- الحياة الجنسية في المغرب"، وهو تحقيق صحافي غني بالشهادات. وبعد نشر هذا الكتاب تلقت الدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتعيينها ممثلة شخصية له للفرنكوفونية.
وقالت إنها قبلت بهذه المهمة بعد بضع شهور من نشر كتابها "الجنس والأكاذيب"، بعد أن عاب عليها البعض في المغرب وفرنسا الكتابة بالفرنسية، ومنهم من ذهب إلى ضرورة أن تكتب بالعربية إذا قررت الكتابة عن المغربيات! وأوضحت أن هؤلاء يتجاهلون أن في المغرب حياة ثقافية فرنسية، حيث تنظم برامج وتقدم مسرحيات بهذه اللغة، فضلا عن كون 20 في المائة مما ينشر بالمغرب مكتوب بالفرنسية!
وأكدت أن أصولها من بلد متعدد اللغات (المغرب) وهذا التنوع يجب الحفاظ عليه، بدل العلاقة الإيديولوجية مع اللغة التي تغذي خطاب الإسلاميين، الذين يكررون أن "لنا لغة واحدة، وكتابا واحدا وأفقا واحدا ممكنا"، على حد تعبيرها.
وبالعودة إلى الكتابة، كشفت السليماني، في حوارها، أن لديها الآن مشروعين لكتابة روايتين، ولا تعرف بأيّ منهما تبدأ...
02 juin 2019 - 20:00
08 mars 2019 - 23:59
08 mars 2019 - 17:30
08 mars 2019 - 14:30
26 février 2019 - 17:00