يوسف لخضر من الحسيمة
بعيداً عن جدار أمني بمدخل حي سيدي عابد وسط مدينة الحسيمة، وقفت نوال بن عيسى تحمل ميكروفوناً تخاطب الآلاف من المحتجين، تشدد على ضرورة الاستمرار في الاحتجاج السلمي، والمطالب بإطلاح سراح المعتقلين.
كان ذلك خلال الأسبوع الجاري، حيث اعتلت نوال منصة وسط الحشود لتخاطب آلاف المحتجين، لأول مرة بعد اعتقال ناصر الزفزافي، زعيم الحراك الشعبي، كان خطابُها مرتجلاً حاولت من خلاله بعث الحماس، ومن القرب منها رفاقها في الحراك يوجهوننا من حين لآخر.
ليست المرة الأولى التي ستخرج نوال إلى الاحتجاج، فقد كانت من قيادات الصف الأول من بداية الحراك، وكانت إلى جانب ناصر الزفزافي في أغلب المسيرات الاحتجاجية. نوال البالغة من العمر 36 سنة، اعتقدت قبل يومين أن وقت اعتقالها قد حانها، حيث علمت بحلول الأمن بمنزل عائلتها، لتقرر التوجه إلى الكوميسارية لتسليم نفسها، لكن تم إخلاء سبيلها، بعدما أكدوا لها عدم وجود أي مذكرة اعتقال في حقها.
شأنها شأن أغلب الوجوه البارزة في الحراك، تتواصل نوال بنعيسى عبر الفيسبوك. فقد نجحت عبر صفحتها في عدد كبير من المتابعين خصوصاً من أبناء الريف، وتلجأ من حين لآخر إلى البث المباشر لتمرير رسالة أو توجيه دعوة للنشطاء بخصوص المحطات الاحتجاجية المقبلة.
نوال وجدت نفسها في المقدمة بعد أن خلق اعتقال ناصر الزفزافي فراغاً كبيراً على مستوى قيادة الحراك، فتقدمت بكل شجاعة تحاول أن تقود الحراك كصوت أنثوي يحاول تكسير الصورة النمطية حول المجتمع الريفي، هذه الصورة تعتبر سكان المنطقة محافظين.
كونها أم لأربعة أبناء جعل مهمتها تحدياً صعباً لقيادة الاحتجاجات بشكل يومي بعد صلاة التراويح، لكن إصرارها جعلها تنجح في الاختبار، على الأقل في أول ظهور لها أمام الحشود بحي سيدي عابد.
قبل بدء الوقفة الاحتجاجية بالحي الشعبي وسط المدينة، والتي تدوم في المتوسط أكثر من ساعة ونصف، لم ينل التعب من نوال، ولم يمنعها من الإجابة على أسئلة الصحافيين قائلة: "لا أنتمي لأي حزب، ولا جمعية ولا نقابة"، تجلس إحدى بناتها على ركبتيها وتلبس تيشورت طُبع عليها صورة لعبد الكريم الخطابي، الحاضر دائماً في مسيرات الحسيمة.
نوال كرست وقتاً غير يسير من يومها، قبل الحراك، للنساء اللواتي يعانين من مرض السرطان، وتشير في لقاءها مع الصحافيين أنها اضطرت للانقطاع عن الدراسة بسبب قلة اليد عائلتها. أما زوجها فيشتغل سائقاً سيارة أجرة، هو لا يشارك في الحراك لكن هو فخورة بزوجته "المناضلة".
ورغم تزعمها للحراك مكان ناصر الزفزافي، فنوال تؤكد أنها لا تخاف من الاعتقال، وتقول: "لا أخاف من الاعتقال، وإذا حدث أن سجنت فسيكون ذلك شرفاً، لأني دافعت عن حقوقي الكونية".
إلى جانب نوال بن عيسى على منصة قيادة الحراك، تقف سليمة الزياني، أم سيليا كما يحلو لها كلقب، هي فنانة وسط الحراك، تنشد للحرية والمظلومين والريف "الجريح" كما تصفه، وتسند رفيقتها نوال في مهمتها الصبعة لقيادة الحراك بشكل جيد.
في آخر فيديو بثته على صفحتها فيسبوك من منزل ناصر الزفزافي، توجهت نوال بكلمة لنشطاء الحراك قائلة: "أنا لست خليفة لناصر الزفزافي، يجب على الجماهير كلها أن تكون خليفة له، لأن الحراك يجب أن يستمر ومطالبنا مشروعة ويجب أن تحقق".
02 juin 2019 - 20:00
08 mars 2019 - 23:59
08 mars 2019 - 17:30
08 mars 2019 - 14:30
26 février 2019 - 17:00
30 juin 2025 - 09:00