قبل فترة تم العبث بمحتويات القسم الذي تتولى التدريس فيه بمدرسة أبي هريرة، لكن، السعدية كرومي، المعلمة المغربية تواجهك بابتسامة فيها الكثير من الإصرار، عندما تسألها عن تلك الواقعة، هي تتطلع إلى المستقبل بالكثير من الأمل، ولا تفكر سوى في كيفية تحسين جمالية قسمها والرقي بمستوي تلاميذها.
عندما سألناها عن مقترفي ذلك الفعل التخريبي الذي حدث قبل آيام، أجابت باقتضاب بأنهم تلاميذ من مؤسسات آخرى، دون أن تخوض في التفاصيل. هي اليوم تركز على تلاميذ المستوى السادس، الذي تؤكد أنهم سينجحون جميعهم هذا العام.
تبدي الكثير من الفخر بتلاميذها الذين حصلوا في العام الماضي على أعلى المعدلات في المؤسسة التي تدرس بها، و يتعاظم فخرها عندما تعلم بأن تلاميذها يواصلون تميزهم عندما ينتقلون إلى التعليم الإعدادي والثانوي. فقد لقنوا في فصلها قيم الاجتهاد والانضباط والسعي للتفوق.
تتحدث بالكثير من الحب عن تلاميذها، الذين تثير تجربتهم الكثير من الفضول. لا ينحصر تألقهم في الفصل، بل يتجاوز ذلك إلى مناحي أخرى. فقد حصلوا مؤخرا على جائزة المخترع الصغير على مستوى مدينة مراكش، لقيامهم بإعادة تدوير الورق.
مدارس آخرى أضحت تستلهم التجربة التي أطلقتها كرومي. ففي مدن مغربية أخرى أبدى معلمون اهتماما بما تنجزه هذه المعلمة مع تلاميذها، بل إنها تؤكد أن ذلك وجد صدى له في بلدان آخرى مثل تونس. وهي لا تبخل على من يريد السير على هديها بنصائحهاو إرشاداتها.
كانت هذه المعلمة قد أثارت انتباه وزير التربية الوطنية السابق، الذي زار فصلها، بعدما سمع عن معلمة، تتفانى في تزيين فصلها..ولا تكتفي بذلك بذلك، بل تسعى إلى انفتاح التلاميذ على العالم الخارجي، عبر العديد من الأنشطة، التي يكشفون عبرها عن مواهبهم.
عندما تتحدث إليها، تحدث عن مشاريعها، التي تسعى عبرها إلى الارتقاء بالتليمذ في المدرسة العمومية، وتدرك أن العملية التعليمية لديها لا تختزل في تلقين التلاميذ الدروس، إنها تربية وتآهيل لأولئك الأطفال الذين يمثلون مستقبل المغرب.
لم يتراجع منسوب حماس هذه المعلمة، التي تمارس مهنتها بالكثير من الحب على مدى ثلاثين عاما. فهي مؤمنة برسالة المعلم الذي يفترض فيه أن يكون مربيا للأطفال، الذين يحتاجون للقدوة قبل العلم.
لا تحتفظ عن مسارها في المدرسة العمومية سوى بالذكريات الجميلة التي تعطيها جرعات من التفاؤل، التي تحرضها على مواصلة نضالها من أجل فصل دراسي جميل.
قبل التحافها بمدرسة " أبي هريرة" بمدينة مراكش، عملت بمدارس بمداشر وجبال المدينة، حيث تعرفت على أناس ساعدوها كثيرا، زوجين من أسرة التعليم، وتتذكر السائق " باعمر"، الذي كان يتفانى من عملها.
في حي المدنية القديمة بالدار البيضاء، حيث رأت النور قبل 52 عاما، تشربت قيم التضامن والتضحية والعطاء والجوار. تلك قيم ألهمتها فكرة تزيين الفصل الدراسي بمدرستها بمدينة مراكش، حيث تعيش رفقة زوجها و أبنائها الأربعة.
فكرة تزيين فصلها بمدرسة " أبي هريرة"، أججت فضول وسائل الإعلام التي لم تتردد في التعريف بتلك التجربة. فضول تعاظم بعد زيارة وزير التربية الوطنية لذلك الفصل قبل عامين.
يملأ عليها شكل الفصل فكرها. تفكر في شكل أثواب الستائر و لونها ولون صباغة الجدران وشكل طاولات الدراسة، لم تبدع فقط في شكل الفصل، بل حرصت على أن يكون زي التلاميذ موحدا.
عندما تفكر كرومي في تلك التفاصيل، لا تغفل الاعتناء بمستوى التلاميذ، الذي تحرص على أن تعلمهم العديد من الأنشطة الموازية التي تجلى عبرها تفوقهم، هم الذين تميزوا في مسارهم الدراسي بفضل مواكبة معلمتهم لهم.
عندما ينتقل تلاميذها إلى التعليم الإعدادي أو الثانوي.. لا يقطعون صلاتهم بمدرسة " أبي هريرة"، حيث يواصلون التردد على فصل المعلمة السعدية كرومي، من أجل تقديم يد المساعدة في الأنشطة الموازية.. وذلك يدعم إيمانها بالقيم التي لقنتها لهم ويعطيها الأمل في تعميم تجربتها.. من أجل بث الجمال في المدرسة العمومية المغربية.
02 juin 2019 - 20:00
08 mars 2019 - 23:59
08 mars 2019 - 17:30
08 mars 2019 - 14:30
26 février 2019 - 17:00
30 juin 2025 - 09:00