عبد القادر الفطواكي

عُقدت صباح الأربعاء  2 أكتوبر الجاري، الدورة الثانية من مناظرة الصناعات الثقافية والإبداعية في مدينة الرباط، تحت شعار "الاحتفاء بالتراث، الاستثمار في المستقبل". والمنظمة من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل وفيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، بدعم من الاتحاد الأوروبي بالمغرب، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن المغرب، وكذا العديد من بلدان الجنوب، مستهلكون رئيسيون للصناعات الثقافية والإبداعية، لكن حضورهم يظل ضعيفا كمنتجين معترف بهم.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أن هذه المناظرة تشكل فرصة لتسليط الضوء على مستقبل هذا القطاع الواعد، الذي يلعب دورًا حيويًا في خلق الثروة وتوفير فرص العمل، ويعزز مكانة المملكة على الساحة الدولية.

ودعا بنسعيد إلى الانتقال من منطق الاستهلاك السلبي إلى  الإنتاج الاقتصادي، مشددًا على ضرورة إعادة الاستثمار في الإبداع والشباب والثقافات المحلية. وأشار إلى أن المغرب، رغم كونه مستهلكًا رئيسيًا للصناعات الثقافية، إلا أن حضوره كمنتج معترف به يظل ضعيفًا، مما يستدعي تكثيف الجهود لتعزيز هذا الجانب.

كما سلط الوزير الضوء على ثروات المغرب الثقافية المتنوعة، من الموسيقى والمناظر الطبيعية إلى التاريخ والقصص والأزياء، مؤكدًا على ضرورة استثمارها لتحفيز الصناعات الثقافية والإبداعية، مبرزاأن  الحكومة تولي اهتمامًا خاصًا لهذا القطاع، من خلال تعزيز حكامة فعالة وطموحة، في سياق يتماشى مع الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأضاف بنسعيد أن الدورة الثانية من المناظرة ستناقش الاتجاهات الجديدة في مجالات الحكامة والتمويل والانتقال الرقمي، وتبرز المزايا التنافسية للمغرب التي يمكن أن تساهم في توفير فرص عمل ذات جودة وتحسين التموقع على الصعيد الدولي.

ومن جانبها، أشارت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، باتريشيا لومبارت كوساك إلى أن "تنمية الصناعات الثقافية والإبداعية هي موضع اهتمام مشترك للمغرب والاتحاد الأوروبي"، متابعة بالقول:" يمثل التزامنا اتجاه هذا القطاع في المغرب امتدادا لتعاوننا طويل الأمد والراسخ".

وأوضحت باتريشيا لومبارت كوساك أن هذه المناظرة الثانية ستسلط الضوء على الإمكانات الاستثنائية لقطاع يتوسع بسرعة على نطاق عالمي.  

تجدر الإشارة إلى أن المناظرة شهدت حضور شخصيات بارزة، منها رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، ووزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، ووزير التجهيز والماء، نزار بركة، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه المغرب لتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية كمحرك للتنمية المستدامة.