عبد القادر الفطواكي
"عزيز داداس" نجم الفيلم السينمائي "لحنش" لمخرجه "إدريس لمريني"، ابن حي "اسباتة"، المزداد بتاريخ 14 نونبر، واحد من الأسماء الفنية التي أضحت تشق طريقها نحو صناعة اسمها في مجال الفن السابع بالمغرب، بعد تجربة مسرحية دامت 18 سنة، وقصة عجيبة قادت ابن الحي الشعبي "اسباتة" من موظف بإحدى الشركات المتخصصة في صناعة المثلجات، إلى نجم الشباك الأول بالسينما المغربية.
يحكي عزيز داداس بكل فخر، أن شغفه بالسينما بدأ منذ الطفولة، عندما كان يرافق والده لسينما "شهرزاد" خلال عطلة نهاية الأسبوع، ومنها نسج عزيز أولى تفاصيل علاقته الغرامية بالأفلام والسينما.
يقول داداس "لم أحلم يوما أن أكون ممثلا في يوم من الأيام، كنت محبا للغناء حد الجنون..، لكن شاءت الأقدار أن ألج عالم السينما ..".
الخطوات الأولى لداداس في عالم التمثيل، كانت مع احتفالات عيد العرش والمسرح المدرسي التي كانت تقام في مرحلة التعليم الابتدائي، حيث لوحظ أن الطفل شغوف بأغاني مرسيل خليفة، والأغاني الطربية والنضالية الفلسطين، في تلك الفترة يحكي عزيز "تعرفت على فرقة اسمها "كوميديا" ضمت عدد من الأسماء الفنية، تدربت معها لفترة كبيرة بدار الشباب "قرية الجماعة" بالبيضاء، حيث كنت أغني بالمسرحيات التي كانت تعرض في تلك الفترة، والتي كان موضوعها يتمحور حول القضية الفلسطينية.
هكذا بدأت علاقة داداس بالمسرح، التي توطدت في المرحلة الاعدادية والثانوية فالجامعية، وصولا إلى المسرح الهاوي الحقيقي، مع زمرة من الممثلين المتمرسين، حيث تأتى له على مدى 18 عاما تقريبا، ممارسة العمل المسرحي، المشاركة وبمعدل مسرحية في السنة، رفقة عدد من الفرق المسرحية كان أبرزها فرقة "اللواء".
عزيز دادس المسرحي أنذاك، لم يكن موقفا في عمليات "الكاستينغ"، حيث لم يقبل في أي عمل لمدة طويلة، بسبب عدم اقتناع المخرجين بشكله من جهة، وعدم مشاركات سابقة له في مجال التلفزة من جهو ثانية، ليقرر التوقف عن المشاركة في "الكاستينغ" لمدة 7 سنوات، ليتفرغ لعمله كموظف بشركة للمثلجات، مع الحفاظ على هوايته الأولى المسرح، تحقيق أحلامه بالنجومية وولوج العمل التلفزي.
بعد سنوات من ممارسة الفن بشكل هاو، شاءت الأقدار أن تكون البداية وعلى غير المتوقع بداية سنيمائية. يحكي داداس أنه تقدم في إحدى المرات إلى أحد "الكاستينغات" من أجل الحصول على دور بأحد "السيتكومات" لشركة عليان، قبل أن يقترح عليه نبيل عيوش المشاركة بالفيلم القصير "على الجناح" لهشام لعسري، المشاركة الاولى مرت بشكل جميل تلتها مشاركة في دور مفتش شرطة بالفيلم السينمائي "كازا دايلايت" لمصطفى الدرقاوي، لتبقى التجارب تجاربا سنيمائية من دون اي تجربة تلفزية كما كان يحلم بطل "الطريق إلى كابول".
عائلة عزيز "داداس"، كانت ترفض فكرة ولوجه عالم الفن، لكن وفي غفلة من عائلته ونظرا للحب الكبير الذي يكنه لهذا المجال الإبداعي قرر تقديم استقالته من وظيفته بشركة المثلجات، حيث ترك همومه الاجتماعية جانبا بعد استقالته، وأخذ يتدرب على عمل مسرحي جديد، في ظل ركود للإنتاج التلفزي في تلك الفترة بالميزانيات الجد الهزيلة التي كانت ترصد لبعض الأعمال الموسمية حينئذن.
ظل يخفي عزيز مسألة تركه لعمله لفترة طويلة، بسبب عدم قدرته على مواجهة العائلة نظرا للأعباء المادية التي كانت على عاتقه في تلك الفترة، حيث كان يقضي يومه بين دار الشباب والمسرح وغيرها، من أجل إيهام أسرته انه مازال منشغلا بعمله كموظف بشركة للمثلجات.
داداس وبعفويته المعهودة أكد أن بدأ من تحت الصفر، حلم بالنجومية وانبهر بما كان يقوم به الممثلون، في الوقت الذي كان يؤدي أدوارا ثانوية بسيطة من أوراق معزولة من سيناريوهات الأعمال التي شارك بها من دون روح أو إحساس، لكنه كان يعتبر الأمر تكوينا في المجال، بحكم أن بلادنا لا تتوفر على مدارس للسينما كما يعلم الجميع، وهو ما يجعله يقبل المشاركة في عدد من الأدوار، والوصلات الإشهارية، بكل حب إيمانا منه بالمثل القائل "لكل مجتهد نصيب".
القفزة الفنية في حياة بطل فيلم "دالاس"، أتيحت له عند لقائه بالكوميدي سعيد الناصري، بمنطقة "سيدي رحال"، في فترة احترف فيها عزيز "الشو" أو عروض الفردية، حيث طلب منه الناصري المشاركة في حلقات أحد أعماله الفنية، ثم في فيلم "اللعب مع الذئاب"، لتتطور العلاقة إلى علاقة أخوية مبنية على الثقة، ليشتغل معه كمسؤول عن الكاستينغ و رجيسور في عدد من الأعمال لمدة حوالي 7 سنوات، قبل أن يعرفه على شركة "إيماج فاكتوري" للإنتاج، والتي اعتبرت نقلة كبيرة في حياة "داداس"، بداية العمل مع الشركة كانت كمسؤول كاستينغ كذلك، ولم يخطر ببال أي مخرج أن يوظف "داداس" في دور من أدوار أعمله الفنية، قبل أن يصبح نجمنا مسؤول عن الإنتاج في مغامرة نسي فيها موهبته كممثل ومشخص من طراز رفيع.
لقاء داداس بالمخرج علي المجبود، كانت فاتحة خير على عزيز، حيث اختاره للعب دور مخرج مسرحي يدعى "دالاس" بأخر حلقة من سلسلة "ساعة في الجحيم"، والتي حصل عليها بالجائزة الكبرى كأحسن مخرج بمهرجان القاهرة، فاتحة المجال أمام داداس نحو السينما بفيلم "الزيرو"، ثم "الطريق إلى كابول"، و"أوركيسترا منتصف الليل"، و "في بلاد العجائب"، "لحنش"، "تشيرمان" واللائحة طويلة، في نجاح يؤكد داداس أنه لم يخطط له يوما، وأن أسراره تمكن في التعامل بعفوية، وحب الجمهور المغربي لفنان مغربي شعبي يمثل آمال وآلام المواطن البسيط.
ظهر داداس في أول إشهار له في رمضان الماضي. لم يسبق له أن دخل ذلك العالم في السابق، هو يؤكد أنه كان يتفادى خوض غمار الإشهارات مخافة أن يقدم إشهارا لسلع ومنتوجات ليست بالجودة التي ينتظرها المستهلك..
16 décembre 2024 - 10:00
12 décembre 2024 - 20:00
06 décembre 2024 - 10:00
05 décembre 2024 - 20:00
03 décembre 2024 - 11:00