مواطن
لم تخطئ منظمة اليونيسكو، في دجنبر 2019، عندما قررت إدراج فن كناوة تراث ثقافي غير مادي، والذي يشكل جسرا للتنوع الثقافي وضامن للتنمية المستدامة، لأن هذه الثقافة لا تزال تكتسب شعبية وحضور في المغرب وحول العالم.
تنظيم جولة مهرجان كناوة، يأتي في أعقاب إقامة 22 دورة ناجحة من مهرجان كناوة وموسيقى العالم. الذي اضطر للتوقف سنتين بسبب جائحة "كوفيد 19"، إذ أثبتت هذه الجولة، احتفالية عبر 4 مدن، أبانت مرة أخرى على قدرة كناوة على الاتحاد والمشاركة في تعزيز قيم الانفتاح والتسامح والتقاسم.
الثقافة هي وسيلة للإنسان نحو انفتاح كوني. الموسيقى هي ما يجمع الأشخاص فيما بينهم، وتتجاوز بعضهم البعض، ولها تأثير مميز يمنحها الاستمرارية.
أثبت معلمي كناوة مرة أخرى قوة تراثهم ونجاح التقاسم والانسجام. ودعوا موسيقيين من جميع أنحاء العالم للمشاركة معهم، وخلق حوار متجدد، وبالتالي المساهمة في إثراء التنوع الثقافي والإبداع البشري.
تجاوب الجمهور بقوة وفي أجواء يسودها الفرح، فاستجاب، مثله مثل الفنانين، للحوار الذي أقيم على المنصة، كل مساء، خلال 30 حفلة موسيقية من جولة مهرجان كناوة. طيلة هذه المغامرة الفنية والإنسانية، في الصويرة ومراكش والدار البيضاء والرباط، بروح الاحتفال بلم الشمل مجددا. لاقت المراحل الأربع من جولة مهرجان كناوة نجاحا يفوق التوقعات: اهتز 120.000 شخص من عشاق المهرجان على الإيقاعات الاستثنائية لمزيج موسيقي خاص جدا، وأعادوا اكتشاف انفراد مهرجان كناوة في أربع مدن، وهو أحد أكثر المهرجانات شهرة وإقبالا في المشهد الثقافي الوطني.
على منوال قولة الفيلسوف الشهير أفلاطون: "الموسيقى تعطي الروح لقلوبنا وأجنحة لفكرنا". أظهر الفنانون الذين حضروا خلال هذه الجولة الاستثنائية، من المغرب و15 دولة، قوة التمازج الثقافي، عندما تخلق اللقاءات الفنية الجسور. ليتردد صدى الموسيقى لدى الجمهور، وتصبح الموسيقى موحدة، وحاملة لرسالة السلام والعيش المشترك، وهي قيمتمتاز بها بلادنا، ولها صدى طيب خارج حدودنا.
سوف نتذكر لحظات من الاستثناء الموسيقي الخالص خلال لحظات الدمج التي ستبقى راسخة،. مثل أولئك المولوعيين بموسيقى الجاز كالثلاثي أفيشاي كوهين، مع عازف الساكسفون إيميل باريزيان وعازف الأكورديون فانسنت بيراني في دمج خاص مع المعلم الكبير حميد القصري في نهاية هذه الجولة في الرباط، بحضور الفنانة المتألقة نبيلة معن. كما تميز لحظات الدمج بالطاقة الفريدة لمجموعة "أصالة تريو"، ومزيج الكوبيين "سيمافنك" مع المعلمين خالد سانسي وإسماعيل رحيل.حققت جولة مهرجان كناوة نجاحا كبيرا: أكثر من 150 فنانا، من بينهم 23 معلما، قدموا عروضهم في 30 حفلة موسيقية بألوان وإيقاعات مختلفة. برنامج فني استثنائي، وقف وراءه المديرين الفنيين للمهرجان، المعلم الكبير عبد السلام عليكان وعازف الطبول الموهوب كريم زياد.
مهرجان كناوة وجولة مهرجان كناوة على مدار 25 عاما يواجهان التحدي المتمثل في تلاقح الأجيال. كما ذكرت منتجة المهرجان، نائلة التازي، خلال حفل اختتام الجولة: "اختار المنظمون منذ البداية التعامل مع هذا المشروع كما لو كان كنزلا ينضب في انتظار اكتشافه. هذا الكنز يمثل ثقافتنا الشعبية وشبابنا! نعم إنه عالم للاكتشاف بين كناوة وشبابنا".
من خصوصيات هذه الجولة، الحضور النسوي الاستثنائي، والذي تفاعل معه الجمهور بقوة. منهن المعلمتين، أسماء حمزاوي التي عرفت كيف تفرض نفسها والشابة هند النعيرة، التي تعد جمهورها بمسيرة رائعة، إلى جانب السنغالية صاحبة الصوت الفريد كيا لوم، ووريثة الأغنية المغربية سكينة فحصي، والمتألقة هندي زهرة، وعازفة الفلوت السورية نيسم جلال، والمغنية الموريتانية فاما مباي، وعازفة الطبول الأمريكية روني كاسبي من مجموعة "أفيشاي كوهين"، والفنانة المبدعة نبيلة معن، شكلن رابطا حقيقيا بين الموسيقى المعاصرة والتقاليد العربية الأندلسية.
كانت جولة مهرجان كناوة أيضا مناسبة للجيل الجديد من فناني كناوة لإظهار مواهبهم، إلى جانب أسماء كبيرة في تكناويت، بهدف تأكيد حرصهم على استدامة تراثهم.
11 novembre 2024 - 11:00
07 novembre 2024 - 12:00
01 novembre 2024 - 16:00
29 octobre 2024 - 13:00
25 octobre 2024 - 11:30
07 novembre 2024 - 12:00