عبد القادر الفطواكي

صفيح ساخن ذلك الذي تعيش على وقعه الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، نتيجة تبادل الاتهامات داخل لجنة انتقاء العروض والبرامج المقترحة على التلفزيون المغربي. بعد تضرر عدد من المبدعين من عمل هاته اللجنة التي أصبحت محط انتقاد عدد من هؤلاء الفنانين الذين رفضت مجموعة من أعمالهم دون مبرر منطقي، وذلك على بعد فترة وجيزة من تقرير المجلس الأعلى للحسابات حول الإختلالات الكثيرة والفاضحة التي سجلها ورصدها قضاة جطو والتي تهم "صفقات إنتاج البرامج الخارجية" بـ SNRT.

طفح الكيل، بهذه العبارة التي أن للصبر حدود على رأي الراحلة أم كلثوم، قرر الممثل والسيناريست زكريا قاصي لحلو مخاطبة فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، متسائلا عن سبب قبول SNRT  مشاريع شركة إنتاج واحدة بعينها من دون مبررات موضوعية. مبرزا أنه وضع مشروع مسلسل "الخطارة" يتحدث عن وضعية قرية منسية مقهورة تتعرض لأبشع أنواع الاستغلال ويتطرق لمواضيع الصحة وعلاقة الدين والحياة اليومية والدولة، ليفاجأ بعدم ذكر أسباب عدم قبول مشروعه، الذي استغرق من وقته حوالي السنة.

وأضاف لحلو من خلال فيديو نشره على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، لم يتم قبول المسلسل ولم يتم مناقشته، مطالبا بأن يعطي العرايشي تبريرا لهذا القرار،  معبرا "أنا عييت من وضع الاستبداد الذي تشتغلون به.. واش بغيتينا كلنا نوليو كراكيز؟، أمامك كي ترضى عنا؟، أتريد أن نرمي تكويننا وضميرنا وأخلاقنا وتاريخنا في الأزبال كي تفرح بنا؟". واسترسل السيناريست المغربي المتخصص في الدراما، قصفه لتلفزيون العرائشي “هذا ليس مالكم هذه أموال دافعي الضرائب، ويجب أن تصرف في مشاريع فيها صالح الناس وتحس بهم وتفهمهم".

مشددا “لن أهاجر وأصبح معارض سياسي خارج الوطني، سأظل في بلدي، وأقوم بمهنتي وبيننا التاريخ، هذه بلادي وسأعيش فيها بكرامة، وسأعطي الجمهور المستوى الذي يستحقه والذي يرضي ضميري”، متهما خلال ذات الفيديو اللجنة المكلفة بدراسة المشاريع بأنها تضم أعضاء دون المستوى لتقيم الأعمال المعروضة على التلفزيون.

الإعلامية صباح بنداوود إحدى أبرز أعضاء اللجنة المذكورة، و في رد مباشر على اتهامات لحلو، قالت أن مشروع السيناريست الغاضب لازال في خانة المتنافسين ضمن طلبات العروض الخاصة بالقناة الأولى التي تهم رمضان المقبل، مشيرة من خلال تدوينة فايسبوكية، "أن اللجنة التي وصفها بشكل قدحي واستعمل كلمة "خوروطو "في حقها تضم أساتذة جامعيين بمستويات عالية خريجي المدرسة العمومية وتخرج على يدها المئات من الطلبة ولازالوا يشرفون على ابحاث ودراسات تهم مجال اختصاصهم دون نسيان التجربة في مجال السمعي البصري عند البعض هؤلاء "الخوروطو"، مذكرة أن أعضاء هاته اللجنة "هم الذين منحوك إنجاز مسلسل عز المدينة الذي كان الإرهاب والتطرف و تمويله من أموال تهريب المخدرات ووضعية المرأة ومواضيع أخرى تشكل عصب السيناريو مما يدحض قولك أننا نمنع كتاب السيناريو من تناول مواضيع آنية ولها حساسية خاصة".

ووجهت بنداود سؤالا للحلو قائلة "ألم تكن سعيدا ونحن نناقش معك مراحل انجاز مشروع "عز المدينة" الذي تكلفت بإنجازه شركة أعطاها هؤلاء "الخوروطو"فرصة الانتقال إلى الاشتغال في القناة الأولى على مستوى الدراما ووضعت الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة كل الإمكانيات المادية لإنجاح مشروعك ..هل نسيت أن الباب فتح لك ككاتب سيناريو مع مسلسل "دار الضمانة" مع شركة أخرى وثقت في عملك وتم انجازه...والآن لازلت في ملعب التنافس مع عمل آخر ضمن نفس طلبات العروض لكن في صنف آخر مع شركة أخرى يعني حسابيا ثلاث أعمال مع ثلاث شركات خلال الأربع سنوات الأخيرة...بالنسبة لكاتب سيناريو هذا رقم قياسي"

وختمت المتحدثة تدوينتها بعبارة "لو عدت لن أعود...هذا موقف شخصي لي..لانني عضو في لجنة "الخوروطو" ..أما وقت الكلام المباح فلم يحن بعد . حينها سيكون كلام آخر".