موسى متروف
إكرام بكير، تبلغ من العمر 22سنة، ولدت بلا كفّين، لكنها كانت مجدّة في دراستها، وتمنّت، بعد حصولها على شهادة الباكلوريا بنقط جيدة أن تدرس الصحافة في المعهد العالي للإعلام والاتصال، لكن الانتقال من مدينتها فاس للعيش والدراسة بالرباط لم تجد له الوسائل المادية، فخرجت للعمل.
في البداية، عملت بمركز للنداء، قبل أن تعد مشروعا تجاريا في محل والدها بعد أن أعياه المرض، لكن ظروفها لم تتحسّن، وأصبحت مُعيلة لكامل أسرتها، هي التي لم تتخل عن حلم متابعة دراستها العليا. تقول في هذا الحوار مع "مواطن" إنها طرقت كل الأبواب لمساعدتها لكن لا مجيب...
إكرام.. بعد الدراسة والعمل في مركز للنداء ماذا تفعلين الآن؟
أتابع دراستي وفي نفس الوقت أمارس التجارة في محل لوالدي...
نبدأ بالدراسة...
كنت حصلت على الباكلوريا في سنة 2013، ووددت أن أتابع دراسة الصحافة في المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط مادمت قد حصلت على النقط الجيدة المطلوبة، ولكن في غياب الوسائل المادية حتى أقيم في العاصمة، اضطررت إلى العمل، قبل العودة إلى الدراسة في الجامعة، حيث أتابع دراستي في السنة الأولى جامعي في القانون باللغة الفرنسية بكلية الحقوق ظهر المهراز بفاس..
كنت تدرسين جيدا قبل الجامعة، كيف أحوالك مع الدراسة الآن؟
لا أخصص كثيرا من الوقت للدراسة، لأنني أعمل في الوقت نفسه، لذلك أنا مقصّرة قليلا مع الدراسة، ولكن إن شاء الله في هذا العام سأحاول أن أتدارك ما فات...
وبالنسبة إلى العمل، هل مازلت في مجال مراكز النداء؟
كنت أعمل في مركز للنداء، ولكن عندي الآن محل لوالدي، أنجزتُ فيه مشروعا، بشراكة مع شركة تمنحني السلع وأنا أبيعها ولدي منها حصة في الربح هي 30 في المائة...
وماذا تبيعين؟
منتوجات مجالية وطبيعية "بْيو" كالزيوت، وأساسا زيت أرگان والغاسول والصابون البلدي...
وهل تسير الأمور على ما يُرام؟
بصراحة، الأعمال غير جيدة، لأن فاس أصلا "مقتولة" والتجارة والسياحة فيها "مقتولة"، ثم إنه لا مال لدي، الشركة هي التي تضع سلعها وأنا أبعث لهم 70 في المائة من الربح، والثلاثون في المائة الباقية يجب أن أغطّي بها مصاريف المحل الذي هو مصدر الرزق الوحيد للأسرة المكونة من ستة أفراد، وأنا أكبر إخوتي، وهما ولدان وبنت.. ويجب أن أؤدي المصارف والكهرباء والكراء لأن المحل "ساروت" وليس أصلا. وإذا أردتَ "أنا ما خدّماش على راسي، خدّامة على هاد الشي"...
وما عمل والدك؟
الآن والدي لا يعمل، بعد أن تعب ومرض، وهو يساعدني أحيانا.
إذن أنت معيلة الأسرة؟
تقريبا إذا أردت..
وهل تقدمت بمشروع في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟
نعم، لكن لم أتلق لا مساعدة ولا تمويلا، حتى المنحة الجامعية لا أستفيد منها، لذلك أحاول أن أزاوج بين العمل والدراسة...
ولا أحد اتصل بك لمساعدتك؟
لا أحد، وأنا أعاني من ظروف مادية صعبة، وأنتمي لعائلة فقيرة ومع ذلك أفتخر بها، وهذا هو التحدي، في حد ذاته" لأنني تحدّيت الفقر والإعاقة، رغم أن الشباب في المغرب يعوّل على الدولة والأسرة، لكنني أسعى لكي آخذ المبادرة، ولكن يجب أن يكون هناك، على الأقل، دعم، وأنا لا أفهم إلى أين يذهب دعم الدولة، خصوصا أن لدينا طاقات لاتحتاج إلا إلى من يشجعها...
وهل طرقت كل الأبواب؟
نعم طرقت جميع الأبواب، انطلاقا من الديوان الملكي، وقد بعثت برسالة تطرقت فيها إلى حالتي مرفقة بشواهد تقديرية ونتائج دراسية وصور...
وبمن اتصلت أيضا؟
ذهبت إلى وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية بالرباط، ودخلت هناك وقيل لي بأنهم لا يستطيعون لي شيئا. تخيّل أن أبسط الأشياء، من قبيل الحافلة أو الطرام، أؤدي ثمن تذاكرهما، رغم أنني أسمع أن الأشخاص ذوي الإعاقة يستفيدون من المجانية.
وكيف تعيشين بالإعاقة منذ ولادتك؟
الحمد لله أنني استطعت التأقلم، لأنني منذ فتحت عينيّ في هذه الدنيا، وجدت نفسي بهذا الاختلاف أو الميزة ولا أقول الإعاقة، واستطعت أن أتعلم فعل كل شيء بمفردي، ولم أكن عالة على والدي...
وتستطيعين الكتابة وكل شيء بيديك..
بيدي الاثنين معا أكتب وكل شيء، لأن يدي اليسرى أطول من اليمنى...
المهم أنك، وانطلاقا من حديثك، تبدين متفائلة...
الحمد لله ومهما يقع أبقى متفائلة، لأن ذلك هو الكنز وهو بصيص الأمل الذي أتوفر عليه، كما أنني أنا أيضا بصيص أمل لغيري، أعطيهم طاقة إيجابية، وإذا ذهب ذلك البصيص ذهب كل شيء...
05 décembre 2022 - 17:00
05 août 2022 - 10:00
29 juin 2021 - 17:30
05 mai 2021 - 11:30
15 mars 2021 - 22:01
10 avril 2025 - 12:00