خالد الرزاوي
لم تنتظر اليابان التي قررت تنظيم مؤتمر دولي حول تنمية إفريقيا ببلد إفريقي معروف بميولاته السياسية ومعاداته للوحدة الترابية للمغرب، أن تجد نفسها في موقف محرج، وهي تجند موظفيها للوقوف أمام أبواب قاعة الاجتماعات التي ستحتضن المؤتمر بالموزمبيق، لتتأكد من صحة الدعوات التي تحملها الوفود الرسمية المشاركة في هذا المؤتمر بما فيها الوفد المغربي الذي ترأسه ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وتمنع بأساليب لم تعهد التعامل بها، وفد البوليساريو من الحضور لأشغال هذه القمة، لأنها لا تقبل بحضور سوى البلدان التي تعترف بوجودها. بعد انتشار صور وفيديوات توثق لعمليات تدافع أمام مكان المؤتمر.وزيرالشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة يحكي لـ"مواطن" في هذا الحوار، مباشرة من العاصمة الموزمبيقية "مابوتو"، تفاصيل الواقعة ونجاح الوفد المغربي في التصدي لكل محاولات الاستفزاز.
هل يمكن أن تقص لنا ما الذي حدث بالضبط يوم أمس الخميس خلال مشاركتكم على رأس الوفد المغربي المشارك في المؤتمر الدولي لطوكيو حول تنمية إفريقيا "تيكاد" الذي احتضنته الموزمبيق؟
في البداية، لا بد من الإشارة إلى أنه على مستوى اليابان يقولون بأنهم أخذوا العبرة مما وقع، وقرروا بأنهم لن ينظموا هذا المؤتمر سوى في البلدان التي لن تجلب لهم مشاكل من هذا النوع، لأنهم اضطروا للوقوف على تنظيم الولوج إلى قاعة الاجتماعات ودخلوا في مواجهات مباشرة مع وفد البوليساريو الذي أراد أن يدخل بالقوة زاعمين أنهم يتوفرون على دعوات من الجانب الموزمبيقي، وهو ما انتبه له اليابانيون وقرروا عدم السماح لهم بالدخول، على اعتبار أنهم لا يعترفون بوجود هذا الكيان الوهمي.
في هذا الوقت اختار الجانب الموزمبيقي أن يغير الخطة، حيث قاموا بدمج وفد البوليساريو مع وفدهم الرسمي ليتمكنوا من الدخول ضمن وفد البلد المضيف قبل أن يعمدوا إلى وضع الأمن على الأبواب لثنينا عن الدخول إلى القاعة والانسحاب، وهو ما انتبهنا له وقررنا الدخول في مواجهة مع الأمن لأننا اعتبرنا بأن من لهم الحق في منعنا من الدخول هم الجانب الياباني فقط لا غير.
هل ستتخذون خطوات تصعيدية بخصوص الحادث الذي تعرضتم له على هامش المؤتمر الدولي لطوكيو حول تنمية إفريقيا "تيكاد"؟
بالنسبة لنا هناك أمران، أولا دعني أقول بأننا نعلم بأن الموزمبيق تبقى حليفا مهما ومدافعا عن الكيان الوهمي "بوليساريو" وأحد معاقلهم داخل القارة الإفريقية، وهو ما يعني بأننا على مستوى المغرب كنا ننتظر أن تحدث مثل هذه الأحداث، لذلك نحن جئنا بفكرة واحدة، هي مواجهة استفزازات من هذا النوع، وبأن نشارك في أشغال هذا المؤتمر مهما كلف الأمر ونبتعد بذلك عن سياسة الكرسي الفارغ. ثم هناك ثانيا وجهة نظر اليابان منظم هذا المؤتمر، وأقول لك في هذا الصدد بأننا ننتظر بين لحظة وأخرى صدور بلاغ رسمي من الخارجية اليابانية يؤكد من خلاله هذا البلد الصديق عدم تقبله لما وقع وبأن هذا الأمر يبقى غير معقول، وبأنها تعتبر بأن مؤتمراتها ستظل مفتوحة في وجه البلدان التي تعترف بها اليابان فقط، وبأنها لم يسبق لها أن استدعت هذا الكيان الوهمي وبأنها لن تستدعيه مستقبلا أبدا.
وهل سنكتفي في المغرب فقط بالموقف الياباني الواضح في هذا الاتجاه؟
دعني أقول بأن موقفنا ظهر على الأرض، لأن الديبلوماسية لا تعني فقط بأن ننسحب في كل مرة تقع فيها مثل هذه الأحداث، وهو ما كان ينتظره أعداء الوحدة الترابية لبلدنا. أما جوابنا على الجانب الموزمبيقي فقد كان واضحا، لأننا اعتبرنا بأن الاجتماع ينظم بهذا البلد صحيح، لكن المنظم الفعلي هم اليابانيون، وهو ما يمنحنا حق ولوج قاعة الاجتماعات دون انتظار إذن من أحد لأننا نتوفر على دعوة رسمية من الجانب الياباني. وقد حاول البلد المضيف بشتى الطرق إرغامنا على الانسحاب لتخلو لهم الساحة من أجل الانتشاء بنصر ديبلوماسي في نظرهم ونظر أعداء وحدتنا الترابية.
إذن بالنسبة لكم يمكن القول بأن الأمور ستقف عند هذا الحد، وبأن المغرب لن يلجأ إلى أي تصعيد ديبلوماسي ضد الموزمبيق؟
لا الأمر ليس كذلك، بعد اليابان التي وضعت احتجاجا رسميا لدى وزارة الخارجية بالموزمبيق، سيقدم المغرب بدوره احتجاجا رسميا، لكن لا أظن بأن هذا الأمر سيكون بنتائج كبيرة، لأن الجميع يعلم بأن العلاقات الديبلوماسية بين المغرب والموزمبيق لا ترقى إلى المستوى الذي يربط بين بلدين تجمعهما صداقة. لكن بالنسبة لنا كان الهدف هو الحضور إلى معاقل من هذا النوع، لنكسر هيمنة أعداء وحدتنا الترابية في هذه المناطق ونسجل حضورنا في مناسبات مهمة من قبيل هذا المؤتمر الياباني الإفريقي، وليعلموا بذلك بأنه لم يعد هناك مناطق صعبة الولوج بالنسبة للمغرب.
05 décembre 2022 - 17:00
05 août 2022 - 10:00
29 juin 2021 - 17:30
05 mai 2021 - 11:30
15 mars 2021 - 22:01
10 avril 2025 - 12:00