منذ 20 سنة ونايلة التازي، مؤسِّسة مهرجان گناوة موسيقى العالم، وهي "تناضل" من أجل هذا المهرجان لتجعله مهرجانا موسيقيا عاليما وشعبيا في الآن ذاته. في هذا الحوار، تقول التازي إنها من أجل هذا المهرجان انخرطت في العمل السياسي وولجت مجلس المستشارين، بل أصبحت نائبة لرئيسه،عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب، الذي تتموقع فيه أيضا كنائبة لرئيسته. وتستعرض خصوصيات الدورة العشرين من المهرجان الذي أصبح معلمة غير مادية لمدينة الصويرة، وربما ينجح في أن يصبح تراثا غير مادي للإنسانية جمعاء...
مضت 20 سنة على تأسيس مهرجان گناوة موسيقى العالم، ماهو شعورك وأنت ترين هذا المهرجان يكبر شيئا فشيا حتى بلغ أشدّه؟
عندما نطلق مغامرة مثل هذه، لا نتصور أنه سيأتي يوم نحتفل فيه بـ20 سنة من الوجود. وخصوصا عندما نبدأ في سلك الطريق، وتبدأ الأمور في التعقيد والصعوبة... في المغرب، لا تتم مرافقة التجارب الناجحة، بل تُفتح الشهية، حتى لدى من لا يُفترض فيهم ذلك. هي مسألة ثقافية، لابد من تغيير هذا، لصالح الإنصات، حتى نستطيع ربح مزيد من الوقت والتقدم إلى الأمام بسرعة.
وللإجابة بشكل أكثر مباشرة على سؤالك، أقول إنني أشعر بالفخر، وبأنني تجاوزت الأكثر صعوبة، وبأنني قاومت كل الحواجز، وبأنني حافظت على الشعلة، وقطعت طريقا طويلا، لكن ما ينتظرني أطول...
ألا تظنين أن المهرجان يستطيع الآن أن يطير بجناحيه الخاصين، باستقلالية كاملة عن مؤسسيه؟
ليس الآن، لأننا مازلنا في مرحلة تعتمد فيها المهرجانات على الأشخاص القادرين على جمع التمويل وإعطاء معنى للمشروع، من حيث المضمون الثقافي. وهذا ما يمثل، تحديدا، أهم شيء في عملي بالمشروع. أما الجوانب الأخرى، فيتم تدبيرها من طرف أشخاص ذوي كفاءة عالية وتجربة طويلة داخل الفريق. ومع كل هذا، أنا سعيدة بملاحظة أن مهرجان گناوة موسيقى العالم يتموضع ضمن دينامية التقدم. فبعد 19 سنة من الوجود، استطعنا، في الأخير، توقيع اتفاقية مدتها خمس سنوات مع المجلس البلدي للصويرة، وهذه إشارة قوية على اعتراف المدينة بالمشروع ورغبة في مأسسته. والسلطات المحلية معبأة أكثر فأكثر، وهذا شيء مهم في إطار المناخ العام الذي نعمل فيه. كما أن الجهة أصبحت معبأة أكثر من أي وقت مضى. والعديد من المحتضنين والشركاء يتفهمون الآن رغبتا في توقيع اتفاقيات تمتد على عدة سنوات، لأجل ضمان استمرارية المشروع وضمان وجوده وإعطائه رؤية...
تصور أن تعود كل عام للبحث عن أموال حتى آخر دقيقة! صعب طبعا العمل في مثل هذه الظروف؛ حيث تكون المجازفة كبيرة لضمان نتيجة ذات جودة. كل هذا يجب تغييره، إذا أردنا أن تساهم الثقافة في إشعاع بلادنا وأن تكون رافعة لإقلاعنا الاقتصادي والاجتماعي، كما القطاعات الأخرى وبالمستوى ذاته. ولذلك وجب تحديد إطار عام للعمل مع الحكومة ومختلق القطاعات الحكومية المعنية.
كيف تستعدون للاحتفال بالدورة العشرين لمهرجان گناوة موسيقى العالم؟
بالعودة أولا إلى مواعيدنا السابقة، أي نهاية شهر يونيو، وهي الفترة الأكثر ملاءمة لجذب الجمهور إلى المهرجان. في هذا العام، سيكون موعد المهرجان مباشرة بعد شهر رمضان الفضيل. ولذلك سيكون المغاربة مستعدون لتغيير الإيقاع و"الجو". وتعد البرمجة الموسيقية بحفلات من مستوى عال، تتراوح بين الاستكشاف والحنين. كما يُنتظر أن يشهد منتدى حقوق الإنسان حول موضوع الثقافة في الزمن الرقمي نقاشات جد مفيدة، فضلا عن أنشطة أخرى ستشهدها المدينة، من حفلات داخلية، وعروض وورشات يشارك فيها موسيقيون كبار.... سيتعلق الأمر بلا شك باحتفالية جميلة!
يُقال إن مهرجانكم هو المهرجان الوحيد الذي قام باحتساب أثره المباشر على المدينة، ووصلتم إلى أن كل درهم يُستثمر في المهرجان تجني منه المدينة 17 درهما. فهل ما زلتم في إطار هذا المنطق؟
بالفعل، أردنا أن ننجز هذه الدراسة لنبرهن على أن مشروعا ثقافيا مثل هذا يجلب القيمة المضافة، ويخلق مناصب الشغل والثروة. منذ مدة، تعاني الثقافة من عدم الاهتمام في إطار سياساتنا العمومية وقد آن الأوان لتغيير هذا الحال، ويظهر أننا مازلنا بعيدين عن الهدف، لأن الميزانيات المخصصة ضعيفة (أقل من المعدل الذي توصي به منظمة "اليونسكو"). وقد تم إنجاز عدة دراسات من طرف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ومعهد البحث والدراسات الاستراتيجية.... التوصيات كانت واضحة، لكن الإرادة السياسية لا تسير في هذا الاتجاه، مع أن الثقافة تشمل كل شيء، خارج إطار الثقافة والسياحة... إنها تشمل أنظمة القيم وعلاقتنا بالآخر، وهو ما يوجد اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، في صلب تحدياتنا.
لنعد إلى الجانب المالي، ماذا عن ميزانية هذه الدورة الاحتفالية وماذا عن الأجر المتوسط للفنانين؟
ميزانيتنا هي 15 مليون درهم، لكن يصعب الحديث عن أجر متوسط، لأن الأمر يتعلق بفنانين عددهم يختلف حسب المجموعات، والأجر يتحدد حسب شهرة المجموعة، ونحن لدينا العديد من الفنانين.
هل يساعدك وضعك السياسي كنائبة لرئيس مجلس المستشارين في جلب دعم أكثر لمهرجان گناوة موسيقى العالم؟
هذا سؤال معقد، وأبدأ بالقول إن التزامي طيلة العشرين سنة في هذا المشروع المثير والصعب في الوقت ذاته هو ما دفعني إلى الانخراط في العمل السياسي. فقد قررت ذلك بإرادة حاسمة للسير قدما في التزامي. وأنا منتخبة باسم الاتحاد العام لمقاولات المغرب بإرادة حاسمة لمحاولة، ولو بشكل متواضع، لرفع صوت القطاع الخاص والمقاولة الصغيرة والمتوسطة، وأيضا من أجل تغيير الأشياء في عالم الثقافة والإنتاج الفني بصفة عامة.
في البرلمان، أشعر بتقدير حقيقي من طرف المنتخبين وأعضاء الإدارة للعمل الذي تم تحقيقه مع هذا المهرجان وأشكرهم على ذلك. شخصيتي تثير ربما الاهتمام والفضول لأنني أمثل في الوقت ذاته أرباب العمل والالتزام من أجل مشروع ثقافي شعبي جدا، لكن الالتزام هو حالة ذهنية تظهر في كل شيء نقوم به في الحياة، عندما نقوم بذلك عن قناعة والتزام أخلاقي.
وبوضوح، أقول إن وضعي السياسي لايجلب دعما أكثر، لكن ربما يجلب إنصاتا أكثر، ومهما يكن من أمر، فأنا مستمرة في الدفاع عن أفكاري حيثما كنت، حتى في هذا الوسط المؤسساتي، حيث غالبا ما تكون العلاقات بين الحكومة، البرلمان، القطاع العام والقطاع الخاص غامضة جدا.
متى سيتم تسجيل المهرجان في لائحة "اليونسكو" للتراث غير المادي للإنسانية؟
قدمنا طلبنا منذ خمس سنوات، وقمنا بكل الإجراءات الضرورية وملفنا الآن يوجد في اليونسكو التي ستجتمع لجنتها في دجنبر المقبل بسيول. ومصير هذا العمل يوجد الآن بين أيدي كبار المسؤولين في وزارتنا المكلفة بالثقافة، الذين عليهم أن يدافعوا عن هذات الملف بقوة لأن گناوة يستحقون ذلك. وسيكون ذلك تتويجا رائعا لـ20 سنة من العمل، وللتذكير، فإن ذالك جاء كمبادرة من المجتمع المدني ليصل إلى ما وصل إليه، وعلى السياسي أن يواكب ذلك.
وماذا عن سياسة المهرجانات التي تنتهجها الدولة والمؤسسة التي أطلقها الملك؟
حسب علمي، تنظم وزارة الثقافة 22 مهرجانا وتوجد مهرجانات أخرى تنظمها جمعيات ومؤسسات أو مقاولات. لكن ليس هناك سياسة مهرجانات لأنه ليست هناك مبادرة تجمع كل الفاعلين وتدعوهم إلى الحوار والتشاور.
وحسب ما أذكر، خلق مؤسسة للمهرجانات تم الإعلان عنه أمام جلالة الملك لكن لم يتم تفعيلها أبدا. لماذا؟ أجهل ذلك.
05 décembre 2022 - 17:00
05 août 2022 - 10:00
29 juin 2021 - 17:30
05 mai 2021 - 11:30
15 mars 2021 - 22:01
10 avril 2025 - 12:00
12 avril 2025 - 12:00
12 avril 2025 - 11:00