كوثر بنتاج
أطلقت جمعية "نفوس" حملة وطنية للتصدي للضغط الذي يتعرض له الموظفون في المغرب، إذ تعتبر أنه من أحد الأسباب الرئيسة المؤدية إلى الإصابة بالاكتئاب الحاد، وحالات الهستيريا العصبية، والانتحار، والجريمة داخل مقرات العمل. ويحدثنا في هذا الحوار المحلاني محمد وهو محلل نفسي في مجال الشغل وممرض متخصص في الصحة النفسية والعقلية، والكاتب العام لجمعية نفوس، عن واقع الصحة النفسية في المغرب، وعن أبرز الأمراض التي تصيب المغاربة، وأسبابها.
سبق لوزارة الصحة أن كشفت في 2015 أن 49 في المائة من البالغين 15 سنة فما فوق يعانون أو سبق أن عانوا من اضطراب نفسي أو عقلي، هل ارتفع هذا العدد؟
المنظمة العالمية للصحة تقول إن 46 في المائة من الساكنة المغربية مصابة بمرض نفسي أو عقلي، لم تحدد السنة وهي الإحصائيات الموجودة حتى الساعة، لكنها ترتفع مع ارتفاع الكثافة السكانية، خاصة أن عوامل المسببة في المرض في ارتفاع.
ماهي أبزر الأمراض النفسية التي تصيب المغاربة ؟
لابد أولا أن نفصل بين الأمراض النفسية من جهة والأمراض العقلية من جهة أخرى، وأبزها الفُصام، أو السيكيزوفرينيا والكآبة والحزن ، تتميز بالهذيان والهلوسات، وهو من بين أكثر الأمراض المنتشرة في العالم وموجود في المغرب، أما الأمراض النفسية نذكر الهستيريا، والفوبيا، والوسواس القهري، فالمرض العقلي يعني انعدام الأهلية العقلية، والمصاب به لا يكون مسؤولا عن أفعاله، أما النفسي، فهو عبارة عن عقد نفسية أو مشاكل نفسية، مثل الخوف المرضي.
ماهي أسباب الاضطرابات النفسية عادة ؟
بالنسبة للاضطرابات العقلية، يمكن أن يكون المشكل جيني، وراثي مثل داء السكري، ثم المشاكل الاجتماعية والبنية النفسية التي كبر فيها الطفل، كالنمو النفسي المضطرب، يحث أن مشاكل قديمة يظهر تأثيرها بعد سنوات، كالمشاكل العائلية مثلا.
ضمن الأسباب الاجتماعية العمل، وهو ما دفع جمعيتكم لإطلاق حملة "من أجل كرامة في العمل" لماذا هذا الاختيار؟
لا يهتم المغرب بالصحة في العمل عكس عدد من الدول التي تحرص على الصحة داخل مؤسسات العمل من أجل الرفع من المردودية، هناك أمراض نفسية-عقلية تصيب الموظفين أو المستخدمين، أهمها الضغط في العمل والذي لا يعترفون به كمرض نفسي، ويعتبرونه حالة عابرة.نقلل من مرض الضغط في العمل، وهو المسؤول عن عدة أمراض من بينها القلب والشرايين وأمراض جلدية، والسرطانات، وهناك من يختار إنهاء حياته بالانتحار بسبب ظروف العمل، وهو أمر لابد من تسليط الضوء عليه من طرف جميع الجهات، حيث سمعنا أخيرا بحالات متعددة للانتحار في مقرات العمل بسبب منازعات أو ظروف مادية وإدارية غير لائقة. وللأسف لازال موضوع الانتحار في مقر العمل من الطابوهات المسكوت عنها
لماذا التكتم في نظرك؟
هناك من يبرر أنه لا يريد أن يحرم عائلة المنتحر من المعاش وآخرون يحرصون على عدم كشف ظروف العمل القاهرة داخل مؤسساتهم، وجودة العمل، والإشكال أن هذا الأمر في تزايد، والحالات في ارتفاع.
ما الحل إذا؟
من بين الحلول هو الحرص على الصحة النفسية والجسدية في مقرات العمل.
ترغبون عبر الحملة التي أطلقتها الجمعية تغيير مدونة الشغل لتعزيز الصحة في مقرات العمل؟ كيف ذلك؟
حتى اليوم يعترف بالطب المهني فقط وتعني كل ما هو عضوي، فيما يغيب الطب النفسي، ولابد من مراجعة مدونة الشغل لتشمل هذا الجانب. الموظف غير مسموح له بالتغيب عن العمل إلا في حالة إصابته بأمراض عضوية في حين أن الأمراض النفسية بالخطورة ذاتها التي يسببها كل ما هو عضوي. نطالب بلجنة الصحة النفسية في مقرات العمل لتلتحق بالطب المهني.
أين وصلت العريضة، ما مصيرها؟
من المنتظر أن نقدم العريضة إلى البرلمان في إطار القانون التنظيمي المتعلق بتقديم العرائض، ومن أجل المناقشة، في أفق تغيير مدونة الشغل
هل تتوفر على أرقام حول المصابين بأمراض نفسية في المغرب؟
40 في المائة فوق 15 سنة يعانون من مشاكل نفسية، و26 في المائة يعانون من الكآبة والاكتئاب، و5 في المائة يعانون من مرض عقلي، للأسف 48 في المائة منهم نساء.
هل البنيات والتجهيزات في مستوى استقبال المرضى النفسيين؟
يتوفر المغرب على 3000 سرير متم 2016، و 33 ممرض متخصص في الأمراض النفسية والعقلية، وطبيب واحد متخصص في الأمراض النفسية والعقلية و0.04 في المائة محلل نفسي لمائة ألف مواطن. وهذه أرقام صادمة، تصف بدقة واقع الصحة النفسية في المغرب
هل يتوفر المغرب على برنامج للصحة النفسية؟
الإستراتيجية التي كانت وضعتها وزارة الصحة 2012-2016 كان من بين أهدافها تطوير الصحة النفسية إلى جانب صحة الأم والطفل، وبفضلها يتوفر المغرب اليوم على 3000 سرير عوض حوالي 2234 سرير، غير ذلك انصب الاهتمام الكبير على إغلاق بويا عمر. لكن استرانيجية الوزارة خلال الفترة 2017-2021، لم تولي الوزارة أي اهتمام لهذا الجانب.
05 décembre 2022 - 17:00
05 août 2022 - 10:00
29 juin 2021 - 17:30
05 mai 2021 - 11:30
15 mars 2021 - 22:01
10 avril 2025 - 12:00
12 avril 2025 - 12:00
12 avril 2025 - 11:00