عبد القادر الفطواكي
احتضنت القاعة العامة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات بالرباط، مساء الأربعاء 2 يوليوز 2025، مراسيم الجلسة الختامية للمناظرة الوطنية الأولى حول الذكاء الاصطناعي، المنظمة تحت الرعاية الملكية للملك محمد السادس.
وسط حضور وطني ودولي وازن، وشخصيات من عالم التكنولوجيا والحكامة والبحث العلمي، أُسدلت الستارة على هذا الحدث الكبير الذي شكل لحظة فارقة في مسار ترسيخ السيادة الرقمية للمغرب، وبلورة رؤى جماعية حول سبل إدماج الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة.
شراكات استراتيجية من أجل تحول رقمي مسؤول ومستدام
وشهدت الجلسة الختامية، التي عاينها موقع "مواطن"، توقيع تسع اتفاقيات شراكة نوعية، أبرزها توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الانتقال الرقمي ومنظمة التعاون الرقمي (DCO)، يروم إطلاق مشاريع ذات أثر ملموس، من قبيل البرنامج الوطني "We-Elevate" لدعم المقاولات، ومشروع "Green Cloud Morocco" الذي يسعى إلى جعل المغرب مركزًا إقليميًا للبنيات التحتية الرقمية المستدامة.
كما تم توقيع اتفاقيات مع وزارات الانتقال الطاقي، والتربية الوطنية، والإدماج الاقتصادي، تروم إدماج الذكاء الاصطناعي في السياسات العمومية والقطاع التعليمي، إضافة إلى اتفاقيات تهم الإدماج الرقمي في الوسط القروي، وخلق مراكز امتياز في الناظور، ودعم البحث العلمي بالشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات.
وتوّجت هذه الدينامية بتوقيع شراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضمن مبادرة "D4SD"، وانضمام المغرب إلى مبادرة "Current AI"، في خطوة تعكس انخراط المملكة في صياغة الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي.
الوزيرة أمل الفلاح السغروشني: من الاستهلاك إلى الإنتاج
وفي كلمة قوية ألقتها خلال مراسيم الاختتام، عبرت الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، السيدة أمل الفلاح السغروشني، عن اعتزازها بنجاح المناظرة، التي جمعت تحت سقف واحد صناع القرار، الباحثين، والمقاولات الناشئة.
وأكدت أن الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفًا تكنولوجيًا، بل رافعة استراتيجية تقتضي التحول من منطق الاستهلاك إلى منطق الإنتاج، والابتكار، والحكامة الذكية. وشددت على أن المغرب يملك من المؤهلات والكفاءات ما يخوله للعب دور فاعل في بناء مستقبل رقمي متوازن، يحترم ثوابته الوطنية وهويته الثقافية.
خارطة طريق وطنية طموحة: تسع أولويات استراتيجية
وفي ختام كلمتها، قدمت الوزيرة ملامح أولية لما أسمته "خارطة الطريق الوطنية للذكاء الاصطناعي"، التي انبثقت عن توصيات المناظرة، وتتوزع إلى تسع محاور كبرى تشمل:
المغرب في الموعد الرقمي
الجلسة الختامية للمناظرة الوطنية الأولى حول الذكاء الاصطناعي لم تكن مجرد إجراء بروتوكولي، بل محطة استراتيجية تم خلالها ترسيخ إرادة وطنية جماعية لجعل الذكاء الاصطناعي رافعة للتنمية، ومجالًا للسيادة الوطنية، ومنصة للانفتاح على المستقبل.
وبذلك، يضع المغرب اللبنة الأولى لمسار رقمي واعد، يجمع بين التقدم التكنولوجي والعدالة الاجتماعية، في ظل رؤية ملكية سامية تُؤمن بمكانة الإنسان في صلب كل تحول.
03 juillet 2025 - 17:00
03 juillet 2025 - 13:10
03 juillet 2025 - 10:00
01 juillet 2025 - 11:00
30 juin 2025 - 09:00
30 juin 2025 - 09:00