عبد القادر الفطواكي
بكل خبث ومكر، يستغل عدد من السماسرة والوسطاء موسم الصيف لاصطياد الطلبة الراغبين في الحصول على "تأشيرة شنغن"، من أجل استكمال دراستهم في الخارج. خصوصا في عدد من البلدان الأوروبية مثل فرنسا وبلجيكا وإسبانيا.
ويعمل هؤلاء السماسرة، على حجز مواعيد من الشركات الموكول لها مباشرة هذه العمليات القنصلية بالمغرب، قبل أن يعملوا على بيعيها للطلبة مقابل مبالغ مالية في تحايل صارخ ضد القانون.
السماسرة وشبكات الوسطاء في قفص الاتهام :
مشكل الطلبة المغاربة الراغبين في الحصول في استكمال الدراسة بالخارج، كابوس أصبح يتكرر كل سنة، وحيث تشحذ عدد من شبكات الوسطاء المشهورة التي تعمل عبر منصات التواصل الاجتماعي سكاكين طمعها، لاستغلال عمليات حجز المواعيد عبر الإنترنت. وهي المواعيد التي تم فتحها من قبل هذه الشركات المكلفة بالعمليات في وجه المسافرين العاديين للسياحة ط، وكذلك الطلبة، حيث تقومون هذه الشبكات بإعادة بيعها للمتقدمين بطلبات الحصول على التأشيرات فيما بعد.
في هذا الصيف، يتكتوي الطلبة الراغبين في التسجيل بإحدى الجامعات الأوروبية للموسم الجامعي القادم، وذويهم والذين يحتاجون إلى تأشيرة في وقت زمني قصير. حيث يسرعون في تقديم طلبات الحصول على مواعيد لاستكمال إجراءات السفر للبلدان التي تضم هذه الجامعات التي اختاروا الدراسة بها، لتبدأ معها رحلة المتاعب مع جشع الوسطاء.
يلتحق العديد من الطلبة بالجامعات الأوروبية ويدفعون الرسوم، لكنهم يجدون أنفسهم في حاجة للسفر على وجه السرعة للبحث عن سكن، وهو ما يمثل تحديًا كبيرا بسبب مشكل عدم توفر المواعيد المتاحة للحصول على "الفيزا"، والتي يرتفع سعرها عبر الإنترنت من قبل الوسطاء، الذين يستفيدون من رغبة هؤلاء الطلبة في استغلال عامل الزمن للتحضير للعام الدراسي.
التلاعب بمواعيد "الفيزا"... من المسؤول؟
يطالب عدد من الوسطاء بمبالغ مالية مقابل "بيع" المواعيد، يتراوح ثمنها ما بين 500 و1500 درهم أو أكثر في بعض الأحيان، وهذا المبلغ يتجاوز غالبًا تكاليف الرسوم الفعلية للتأشيرة. وهي ممارسات غير قانونية، تحرم كثيرا من الطلبة من حقهم في الحصول على مواعيد من الشركات المعتمدة من القنصليات الأوروبية، وهي ليست محصورة في المغرب أو البلدان المغاربية بل تمتد إلى دولة أفريقية أخرى.
إزاء هذا الوضع، بات واجبا على القنصليات ومراكز تقديم طلبات التأشيرة الأوروبية بالمغرب، إعادة التفكير في هذا الموضوع عبر تخصيص نوافذ لاستقبال الطلبة بدون مواعيد خلال موسم الصيف على الأقل، حتى يتمكنوا من إكمال الإجراءات قبل السفر.
يمكن أن يساعد هذا الحل نسبيا في كبح أطماع عدد من السماسرة والوسطاء، ويتيح لهؤلاء المواطنين الحصول على "تأشيرة شنغن" لمتابعة دراستهم في الخارج بكل سلاسة وسهولة.
دعوات الطلبة المتضررين والمجتمع المدني لحل المشكل
أمام استفحال الظاهرة، دعت عدد من الجمعيات الحقوقية في مناسبات عدة، إلى إعادة النظر في طريقة توزيع و منح المواعيد، وذلك نظرًا للمشكلات القانونية المرتبطة بتدخل الوسطاء والسماسرة في هذه العملية خصوصا خلال فصل الصيف الجاري، بالنظر إلى احتكار هؤلاء الوسطاء لعملية الحجز عبر الأنترنيت والتي تتم بسرعة فائقة بمجرد الإعلان وإطلاق هاته المواعيد.
بدورهم أطلق عدد من الطلبة المغاربة المتضررين، نداءات إلى المصالح القنصلية، تطالبهم بتخصيص فترات زمنية محددة لفائدة هذه الفئة من طلاب العلم بالخارج، على اعتبار أن التسجيل في الجامعات الأوروبية يتم خلال فصل الصيف، ما يستدعي ضرورة الحصول على التأشيرة في وقت زمني وجيز.
شركات معالجة التأشيرات بدورها، أطلقت انذارات من عمليات احتيال وممارسات خادعة يقوم بها هؤلاء الوسطاء، الذين يتدخلون في هذه العملية ليس للحصول على تأشيرة فقط، ولكن أيضًا لبيع المواعيد لاحقًا، ما دفعها لسلك إجراءات جديدة لم تفلح في الحد من جشع السماسرة وحل مشاكل الطلبة المغاربة.
02 avril 2024 - 10:00
22 janvier 2024 - 13:00
25 décembre 2023 - 20:00
20 décembre 2023 - 20:00
19 septembre 2023 - 10:00
01 mai 2025 - 13:00