مواطن
في كل يوم عاشر من شهر محرم؛ الذي يصادف ذكرى يوم عاشوراء، تصبح الشوارع والأحياء المغربية بمثابة ساحة معركة، بحيث يقدم الأطفال والشباب على التراشق بالماء وهو ما يسمى بـ"زمزم" وكذلك إضرام النار والذي يعرف في الأوساط الشعبية المغربية بـ"الشعالة"، هذا الأمر الذي أصبح من العادات الاجتماعية الضرورية في مثل هذا اليوم.
وفي هذا الصدد، كشف الباحث في الدراسات الإسلامية محمد عبد الوهاب رفيقي المعروف بـ"أبو حفص" في تصريح لـ"مواطن"، أن ما بات يعرف بقضية "زمزم" و"الشعالة" في الأوساط المغربية والعربية كذلك، تحمل في طياتها بعدا رمزيا عميقا.
وأوضح أبو حفص أن هذه الطقوس ترتبط بشكل قوي بقصة مقتل الحسن على يد جيش يزيد ابن معاوية، بحيث يذكر في بعض الروايات التاريخية أن جيش يزيد حبس الماء عن الحسين وجنوده لمدة طويلة حتى كادوا يهلكون من العطش، فتوزيع الماء بهذه الكثرة بمثابة رد على ما أصاب الحسين من العطش في ذلك اليوم.
وبين المتحدث ذاته كيف أن ذكرى "عاشوراء" تداخلت فيها عدة أحداث تاريخية لا يمكن الجزم بصحتها من عدمها، لكن المتداول تاريخيا أن هذا الحدث ارتبط بحادثة إنجاء الله لموسى عليه السلام وارتبطت أيضا بمقتل الحسين على يد جيش يزيد ابن معاوية، لذلك نجد أن في هذا اليوم الناس ينقسمون إلى قسمين، قسم حزين لما وقع لحسين وآخرون فرحون لنجاة موسى من الغرق.
وزاد أبو حفص قائلا، أن هذه الأحداث التاريخية التي صادفت اليوم العاشر من شهر محرم، وخاصة حدث مقتل الحسين كانت سببا في بروز عدد من العادات والتقاليد يفعلها بعض العائلات المغربية بشكل سنوي دون البحث عن جذورها ولا تاريخها، فهي بمثابة طقوس اجتماعية حتى وإن فقدت البعد العقدي والتاريخي، إلا أنه من حق أي شخص أن يمارس طقوسه الاحتفالية كما شاء دون أن يلحق الضرر بالطرف الآخر.
وعن حكم الدين في مثل هذه الاحتفالات، قال الباحث في الدراسات الإسلامية "أبو حفص"، "بالنسبة للاحتفالات والعادات الاجتماعية لا يمكن أن نقول بأنها مشروعة دينيا أو غير مشروعة، فكل له الحق في ممارسة ما شاء من العادات والتقاليد، إلا في حالة إدا ترتب عن ذلك نوع من الضرر للطرف الآخر حينها يمكن منع هذه العادات".
وخلص "الرفيقي"، أن ممارسة الشعوذة مثلا خلال أيام عاشوراء فيها إيذاء للناس لذلك فلا بد من منعها، وكذلك التراشق بالماء أو البيض، إشعال النار، كل هذه السلوكيات لا بد القطع معها، في حين نجد بعض الأسر المغربية تحتفل بطريقة مختلفة، بحيث تشتري التمر وبعض من أنواع المكسرات وتقتني الألعاب لأطفالها، فهذه أشياء لا ضِرار فيها ولا يمكن أن نقول أنها محرمة.
09 janvier 2025 - 16:30
09 janvier 2025 - 10:15
08 janvier 2025 - 18:00
08 janvier 2025 - 11:30
08 janvier 2025 - 10:40