عبد القادر الفطواكي

يعتبر 1XBET واحد من شركات المراهنات الرياضية المثيرة للجدل عبر الإنترنت والتي يستعملها عدد من المواطنين في مجموعة من دول العالم. وقد تم إطلاقها بالمغرب سنة 2022.

تمنح الشركة مجموعة واسعة من الرهانات الرياضية والألعاب المقامرة وسباقات الخيول، و"الكازينو"، "البوكر" و"البينغو"، و"السلوتس"، وغيرها من الألعاب. كما تعمل على توفير تجربة مراهنة متنقلة عبر تطبيقات الهواتف الذكية لأجهزة  iOS و Android.

قصة وتاريخ التأسيس

تأسست شركة 1XBET العاملة في مراهنات على المباشر، سنة 2007 في "روسيا" لكنها تعمل الآن بشكل رئيسي من "قبرص"، تسمح مواقع وتطبيقات 1XBET على الإنترنيت للاعبين والمستخدمين بالمراهنة على آلاف الأحداث في أكثر من 60 رياضة بشكل يومي.تحمل الشركة ترخيصًا من جزيرة "كوراساو" وتعد جزءًا من الشركة الأم 1X Corp N.V.

في بدايتها عملت الشركة كـ "كازينو" عبر الإنترنت يستهدف المواطنين الروس، قبل أن توسع 2014، قامت 1XBET بتوسيع نشاطها عبر الانترنت بالتعاون مع شركة BookMakerBup، كما توسعت أيضًا في التواجد في جزيرة "مالطا" و"قبرص" ومدينة "أبوجا" في نيجيريا.

فضائح وأنشطة خارج القانون

استمرت شركة المراهنات الإلكترونية 1XBET، في نشاطها على موقعها الإلكتروني بالعديد من الدول حول العالم، رغم ما أحاط بها من جدل. ففي يناير 2022، أعلن ملاك الشركة طلب إفلاس في جزيرة "كوراساو" المقابلة لفنزويلا والتابعة لمملكة هولندا، حيث كانت الشركة تعمل بشكل قانوني. ولكنها لا تزال تعمل بشكل نشط عبر موقعها الإلكتروني في عدة دول.

ويأتي إعلان الإفلاس بعد اتهام 1XBET بعدم الدفع للمراهنين، مباشرة بعد استئناف الحكم الأول أمام المحكمة العليا في "لاهاي"، حيث تم إعلان إفلاس شركة المراهنات ، والتي تعد الراعي المهم لفريقي كرة القدم "برشلونة" و"باريس سان جيرمان"، والعديد من الرياضات الإلكترونية.

وبعدها ستعرض شركة 1XBET للإلغاء ترخيصها في المملكة المتحدة عام 2019 من قبل لجنة ألعاب القمار بسبب ترويجها لكازينو مرتبط بمواقع إباحية والمراهنات على ألعاب مخصصة للأطفال، بالإضافة إلى الترويج لمواقع غير قانونية.

رغم هذه التحذيرات والمنع في بعض الدول، توسعت الشركة في رعاية الأندية الرياضية الكبرى حول العالم، حيث سبق لها رعاية أندية مثل "تشيلسي" و"ليفربول" الإنجليزيين قبل أن تتوقف ترخيصها بموجب القانون البريطاني بسبب مشاركتها في أنشطة غير قانونية.

كما قامت الشركة برعاية نادي "برشلونة" الإسباني و"باريس سان جيرمان" الفرنسي و"ليفربول" الإنجليزي وبطولات كرة القدم العالمية مثل الدوري الإيطالي الممتاز والدوري الإسباني الممتاز وبطولة كأس أمم إفريقيا 2019.

ورغم من سمعة الشركة السلبية وإدراجها في القائمة السوداء للخدمات الضريبية الفيدرالية الروسية، ومنعها في عدة دول مثل روسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وسويسرا والبرتغال وبوركينا فاصو وإسرائيل وقبرص وجمهورية التشيك وبولندا وهولندا وبلجيكا ومصر، إلا أنها لا تزال تظهر كشريك يرعى عدد من بطولات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والأعمال الفنية.

لكن السؤال المحوري الذي نود طرحه اليوم، لماذا نرى عدد من الأندية الكروية الشركات تقوم بإشهار مثل هاته العلامات  بشكل طبيعي في ملاعب المباريات والشوارع ومواقع التواصل الاجتماعي؟.

حملات إشهارية رغم عدم قانونية الشركة بالمغرب

إن المغاربة ليسوا في حاجة للتعامل مع شركات غير قانونية في مجال المراهنات، حيث كان هذا المجال ولا يزال من اختصاص هيئة رسمية تحظى بتصريح الدولة، وهي شركة المغربية الألعاب والرياضات (MDJS) التي تأسست سنة 1962، والتي تعمل إلى دفع جميع إيراداتها إلى لصندوق الوطني لتنمية الرياضة  (FNDS)، وهو الصندوق الذي يمول كل من الرياضة الشعبية النخبوية في جميع أنحاء البلاد.

لقد برز اسم 1XBET إلى الساحة الرياضية المغربية بشكل جلي، بعد تعاقد إدارة نادي الرجاء الرياضي رسميا سنة 2022، مع المستشهر العالمي المذكور بعقد قيمته 3,3 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات، مقابل الحصول على مليار سنتيم كل موسم، في أقوى عقود استشهار بالبطولة الاحترافية المغربية.

عقد استشهار مشابه وقّعه فريق "شباب السوالم الرياضي" مع شركة مختصة في المراهنات 1XBET شهر أبريل من السنة الجارية. حيث سيحمل قميص الفريق شعار الشركة الروسية مقابل 260 مليون سنتيم، في عقد يمتد لسنتين.

بالإضافة إلى ذلك، يروج عدد من نجوم الفن بالمغرب وغالبا فناني أغنية "الراب" للشركة الروسية 1XBET من خلال "Code Promo" تحمل أسماءهم، من شأنها تنمية أرباح الزوار الذين سيستخدموها في التخمينات التي سيقدمونها خلال المبارايات التي سيختارون لعبها.

كيف تصبح وكيلا لـ 1XBET في 48 ساعة ؟

لكي تصبح وكيلاً لـ 1XBET في غضون 48 ساعة، فما عليك إلاّ إتباع بعض الخطوات الهامة. أولاً، يجب أن تكون لديك السن المناسب، حيث يتطلب ذلك أن تكون على الأقل 18 عامًا.

قم بذلك بفتح حساب وكيل على الموقع الرسمي للشركة وتوثيقه بواسطة فريق الشركة، بعد ذلك، يتعين على الوكيل الجديد الانتظار لمدة 48 ساعة حتى يتم معالجة الطلب. وبمجرد الموافقة، يجب أن الإلتزم ببنود وشروط الترويج لعروض 1XBET. كما يتعين ربط الحساب البنكي للوكيل المفترض أو وسيلة الدفع المختارة.

وأخيرًا، يجيب التواصل مع فريق دعم الزبناء وتقديم إحصاءات الزوار المحتملين الخاصة بالوكيل الجديد لمناقشة زيادة نسبة العمولة.

فراغ قانوني وملف 1XBET يصل إلى البرلمان 

عملت الشركة الروسية 1XBET، على استغلال الفراغ التشريعي الذي يوجد في القانون المغربي، والذي لا يحظر مثل هذه الرهانات كما لا يرخص لها، حيث ترك بذلك مساحة رمادية استغلتها الشركة الروسية لتوسع من نشاطها في المغرب.

وبما أن هذا النشاط يوجد في منطقة رمادية، فالشركة الروسية بدورها لا تتوفر على تمثيلية لها في المغرب، ولا فرع، ولا من يثملها، المعلومات المتوفرة تشير إلى أن أشخاص أو أفرادا يتعاملون معها بصيغة مكلف بمهام يتم اختياره بالشروط السالفة الذكر.

من جهتها كانت المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، قد وجهت سؤالًا كتابيًا لوزير الشباب والثقافة والاتصال، محمد المهدي بنسعيد، يتعلق بـ"تغلغل عمل شركة القمار الروسية 1XBET في السوق المغربية وفي الدولة عموما”. حيث أشار "بووانو" إلى أن بعض متعهدي الاتصال السمعي البصري  في المغرب يقومون ببث مباريات كرة القدم التي يشارك فيها فرق تحمل علامة تجارية لشركة 1XBET  المتخصصة في الرهانات وألعاب اليانصيب.

وجاء في السؤال الكتابي لمجموعة "البيجيدي" :"يبث عدد من متعهدي الاتصال السمعي البصري، مباريات في كرة القدم، يكون أحد طرفيها، فريق يضع على قميصه علامة تجارية تخص شركة “1Xbet”، المتخصصة في ألعاب اليناصيب والرهان، وحيث إن بث مباريات هذا الفريق، من طرف متعهدي الاتصال السمعي البصري، يُعتبر إشهارا لهذه الشركة المتخصصة في اليناصيب والرهان، وحيث إن القانون رقم 83.13 المتعلق بالاتصال السمعي البصري، يعتبر في المادة 2 “الإشهار الذي يروج خطابا إشهاريا لأي منتوج أو خدمة مضرة بصحة الأشخاص، كالأسلحة النارية والمشروبات الكحولية، والسجائر بكل أنواعها، وألعاب اليناصيب والرهان، أو أي مواد يكون استهلاكها مشروطا بالحصول على إرشادات مهني مختص مثل الأدوية” إشهارا ممنوعا".

ويرى "بووانو" أن بث هذه المباريات يكون أحد طرفيها، فريق يضع على قميصه علامة تجارية تخص شركة 1XBET، المتخصصة في ألعاب اليانصيب والرهان، وحيث إن بث مباريات هذا الفريق، من طرف متعهدي الاتصال السمعي البصري، يُعتبر إشهارا لهذه الشركة المتخصصة في اليانصيب والرهان، يعتبر إعلانًا للشركة ومنتجاتها المختصة في الرهانات واليانصيب، وهو يتعارض مع القانون الذي يحظر الإعلان عن منتجات مضرة بصحة الأشخاص، مثل الألعاب القمارية.

وساءل البرلماني الوزير بنسعيد، عن الإجراءات التي ستتخذونها لمنع بث إشهار هذه الشركة المتخصصة في اليناصيب والرهان. حيث ظل السؤال معلقا منذ ذلك الحين.

تلاعبات ونصب واحتيال 

في الواقع، تعتبر شركة 1XBET غير قانونية في المغرب وممنوعة قانونيًا من ممارسة أنشطتها لعدة أسباب. أحد هذه الأسباب هو عدم حصول الشركة على ترخيص رسمي من السلطات لتقديم خدمات المراهنات عبر الإنترنت. بالتالي، فإن عملياتها في المغرب تعتبر غير قانونية. تهدف السلطات إلى حماية المستخدمين والحد من الأنشطة "غير المرخصة" و"الاحتيالية" في مجال المراهنات عبر الإنترنت. ومن خلال منع 1XBET واتخاذ إجراءات قانونية ضدها، يسعى المغرب إلى ضبط هذا القطاع وضمان عدم تعرض المستخدمين للخسارة أو الاستغلال.

بالإضافة إلى ذلك كانت شركة 1XBET قد تعرضت لعدد من الانتقادات في المغرب بسبب أساليبها الإعلانية العدوانية والمبالغ فيها. وقد تم اتهام الشركة المذكورة في طرق الترويج لمنتوجاتها وذلك عن طريق بتشجيع القمار والمراهنات بطرق غير أخلاقية، وهذا يتعارض مع قوانين وقيم المجتمع المغربي.

إلى جانب هذه المشاكل التي تسببت 1XBET بالمغرب، تواجه الشركة الروسية عدد كبيرا من الشكاوى من طرف مستخدميها بالمغرب. تتعلق في مجملها بعمليات نصب واحتيال، تتضمن تأخير في سحب الأموال، وتزوير الرهانات، وتجاوز الحد الأقصى للرهانات المسموح بها.

علاوة على ذلك، كان عدد من المستخدمين في المغرب وخارجه قد فضحوا جملة من التلاعبات التي تتعلق بنتائج بعض المباريات التي تمت المراهنة عليها، مما أثار غضبهم وتخوفهم من تأثير هذه الشركات على نتائج المباريات في المستقبل.