مراد العشابي
بالأمس، حضر المغني "السوبر سطار" والنجم المغوار الذي لا يشق له غبار، حاتم عمور لساحة "الطورو" وغاب الجمهور الكبير الذي كان من المفروض ان يحح لمشاهدة أولى حفلاته في إطار مهرجان « وي كازابلانكا ».
وكم كان شكل عمور مثيرا للشفقة، وهو يبدو انه يحاول ان يستوعب ما يجري ويدور بساحة "الطورو" في حي العنق بالدار البيضاء.
يحصل هذا وحاتم يجمع على صفحته بموقع التواصل الافتراضي "إنستغرام" حوالي ستة ملايين معجب وعلى "فيسبوك" ازيد من المليونين.
فأين اختفت هذه الملايين ومن منع جمهور عمور من حضور حفل نجمهم مباشرة وبالمجان في سهرة أمس بمدينة الدار البيضاء؟
يحدث هذا في ظل غياب البحث عن تجديد ادواته الفنية بعد ان كرر نفسه ولجأ الى السهولة في الألحان والأداء والكلمات.
والنتيجة كانت أغنيته الأخيرة بعنوان :" ماتبدلتش"، التي اطلقها علينا ايام قبل سهرته، فلم يستحيي المغني حاتم الذي ينطبق عليه المثل العربي القديم "جعجعة ولا طحين"، وهو يعود بأغنية على شكل "كليب" ضعيف وهزيل من الناحية الفنية والذي يقول فيه:
" ماتبدلتش غير عاودت لحساب
وكل واحد في مكانو حطيتووو
مابدلتش غير سديت الباب
وخديت وقتي انا لي عطيتو..".
كلمات اقل مايمكن ان يقال عنها انها هذيان وإسهال فني لا تتوفر فيه مقومات العمل الغنائي الجاد.
لكن طموح صاحبها يعمي أبصاره فيتخيل أن فقاعات الصابون يمكن إدراجها في خانة الإبداع والروائع، بل لعلها مزحة ثقيلة يمجها الذوق السليم ولا تقدم اي قيمة مضافة لمسار يحتاج الى الارتقاء عوض السقوط في هلوسات مثيرة للسخرية .
لا شك ان السهرات والمهرجانات الواقعية قد فضحت هذا الواقع البئيس، وعرت الكثير من الاساطير والفقاعات الفنية الذين راهنوا على الشهرة الزائفة التي توفرها مواقع من قبيل " إنستغرام" "فيسبوك" و"يوتيوب"
وتناسوا ان الشهرة الحقيقية لا تكتسب سوى بالعمل الشاق والعرق والمثابرة والتكوين، وذلك بالرغم من ان
العملة السيئة تطرد العملة الجيدة، والأضواء تعمي الأبصار، والمساحيق تخفي ملامح الدخلاء
الى أن تظهر الحقيقة كما عبر عن ذلك بديع الزمان الهمذاني حين قال :
"سوف ترى إذا انجلى الغبار/ أفرس تحتي أم حمار"
لكن لا أمل في ان ينجلي الغبار في أقرب الآجال اذا تآمرنا جميعا من أجل أن ينتصر العالم "الافتراضي" على العالم "الواقعي".
يعتقد بعض المغنيين ممن يستسهلون الصعب، ويحلمون بالمجد الإلكتروني ويعتبرون أن الشهرة والمجد والثروة توجد على مرمى حجر، وأنه يكفي لتحقيق ذلك إطلاق أغنية عابثة قوامها كلمات جوفاء
فارغة من أي معنى ورميها على وجوه الجمهور في موقع "اليوتيوب"، من أجل اقتناص الشهرة بأقل تكلفة وجني ثمارها المحدودة في المكان والزمان
قبل أن يجرف النسيان نجوما من فصيلة "ربع ساعة من المجد" المخولة لأي شخص حتى ولو كان بدون موهبة مع القدرة الفائقة على إستسهال الصعب وترديد كلام يسمى ظلما وعدوانا غناء وهو في الحقيقة هذيان مقرف يبعث على الغثيان.
11 novembre 2024 - 11:00
07 novembre 2024 - 12:00
01 novembre 2024 - 16:00
29 octobre 2024 - 13:00
25 octobre 2024 - 11:30
07 novembre 2024 - 12:00