مواطن
غاب المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الدورة الـ 27 عن موطنه الأصلي الدار البييضاء، ففقد بعضا من رونقه وتوهجه، وذلك بعد ترحيله قسرا من موطنه الدار البيضاء إلى الرباط في خطوة لاقت العديد من الانتقادات من لدن مختلف الفاعلين الأساسيين الذين يسهرون على تنظيمه كل سنة.
مصادر من المعرض الدولي للنشر والكتاب، أكدت أن نسخته الرباطية، كانت أحد أضعف دورات المعرض على الإطلاق، حيث سجلت تراجعا كبيرا من حيث عدد الزوار، الذي يعد أبرز معيار للتأكيد على نجاح أية تظاهرة، مشيرة أن العدد تراجع بأكثر من النصف مقارنة مع الدورة 26 التي كان مقامها بالدار البيضاء.
وأبرزت المصادر ذاتها أن الدورة السابقة للمعرض حضرها، زهاء نصف مليون زيارة، وفق الحصيلة التي كان قد كشفها الوزير السابق الحسن عبيابة، مفيدة أن عدد الزوار لم تتجاوز خلال الدورة الحالية، عتبة 202.089 زائر وفق مما كشفه بنسعيد عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، ما أفقد المعرض توجعه واشعاعه.
معطى أساسي آخر يحدد نجاح الدورة من عدمها، يتعلق بحجم المبيعات، حيث أفادت مصادرنا أنها تهاوت بنحو 60 بالمئة، زيادة عن ضعف نسبة المشاركة من لدن الأساتذة والمثقفين التي ضعفت بدورها بحوالي 50 بالمئة، إثر غياب التحفيز واللوجيستيك كذلك. بدورها لم تسلم المحاضرات واللقاءات والندوات من تسونامي النقص حيث فقد أزيد من نقصت بنسبة 52 بالمائة مقارنة بباقي الدورات.
هاته الأرقام المخيفة التي رشحت عن الدورة الـ 27 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، تأتي رغم الميزانية الضخمة التي رصدت لها من طرف وزارة الثقافة ومجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، والإشهار بعد من المواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام من الانطلاق.
هذه العوامل كلها جعلت من المعرض هاته السنة معرضا باهتا بلا هوية ولا روح رغم أن التكلفة التي تطلبها كانت خمسة أضعاف ما كانت تتطالبه في طبعات سابقة، وأثناء توثيق كتاب الرباط، غابت الشخصات الرباط الثقافية والسياسية ولم يحضر سوى بعض الاجانب وعدد قليل من المتواجدين في المعرض.
وذلك مقارنة مع المعرض الدولي للكتاب في آخر نسخته سنة 2020، والذي تميز في عهد الوزير السابق الحسن عبيابة، خلال حفل الافتتاح بحضور صاحبة السمو الملكي الاميرة للاحسناء، كما تميز بحضور كبار الشخصيات بالمغرب الذين قدموا محاضرات شهادات، منهم الزعيم المرحوم عبد الرحمن اليوسفي الذي تم تكريمه في المعرض.
فمعرض الكتاب إذا يجب أن يظل كما كان مكسبا كبيرا للمغرب وليس لحزب معين، حيث إن سكان الدارالبيضاء فقدوا هذه السنة المعرض بحمولته الثقافية والإجتماعية، لأن الساكنة المجاورة للمعرض كانت تنتظر المعرض كل سنة، المعرض ليس ثقافيا فقط، وإنما هو نشاط إقتصادي وإجتماعي يخلق فرص شغل موسمية لعدد من البيضاويين، فالثقافة أصبحت مرتبطة ارتباطا مباشرا بالتنمية، ولن تبقى فضاء معزولا، وبالتالي فالمكتسبات الجهوية يجب أن تبقى مصونة ومحفوظة كما جرت العادة لسنوات.
11 novembre 2024 - 11:00
07 novembre 2024 - 12:00
01 novembre 2024 - 16:00
29 octobre 2024 - 13:00
25 octobre 2024 - 11:30
07 novembre 2024 - 12:00