عبد القادر الفطواكي

يبدو أن الانتصارات الدبلوماسية السياسية المغربية المتوالية ضد خصوم الوحدة الترابية للمملكة، فتحت شهية المدفعية الرياضية للمملكة، في تسجيل أهداف إضافة في شباك حلف "الشر" الذي يقوده جنرالات الجزائر. مضاعفة بذلك أزمته الداخلية التي ما فتئ جاهدا تصديرها نحو جاره الغربي في كل وقت وحين.

الدبلوماسية الرياضية، حققت مجددا نجاحات كبيرة، أكدت نجاعة السياسة الإفريقية الرياضية للمغرب، والمرتكزة على مبدأ تعاون "جنوب-جنوب". وذلك بعد أن أفلحت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في التواجد المستمر بكافة المحافل الرياضية بالقارة السمراء، بل والمشاركة الفعلية بها والمساهمة في صنع قرارها كذلك، وهو ما يؤكد الحضور المغربي الدائم في أبرز التمثيليات الإفريقية والدولية كالكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "الكاف"، والاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، بعد انتخاب فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عضوا بالمجلس التنفيذي لأكبر جهاز كروي في العالم.

استقبال ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، لجياني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، نهاية شهر فبراير الماضي، وجه بدوره رسائل مشفرة للخصوم، تلخص أن الدبلوماسية المغربية محرك متكامل يعمل بصيعة "تشاركية" مع جميع القطاعات خدمة لهذا الوطن، نجحت لعقود من الزمن في انتزاع تعهدات من رئيس الكاف الجديد باتريس موتسيبي، بعدم المساس بمصالح المغرب الترابية داخل الجهاز الذي ساعده في الجلوس على كرسي الكرة الإفريقية وذلك بعد انسحاب منافسيه في الأمتار الأخيرة من الصراع. ما أعتبر بمثابة "شهادة وفاة" حلم قبول البوليساريو في الكاف، موثقة ومصادق عليها من طرف كافة الهيئات والمؤسسات القارية والدولية للكرة القدم.

الصفعة الدبلوماسية الثانية للجزائر بالثوب الرياضة كانت موجعة، وذلك إثر مصادقة الجمعية العامة لـ "الكاف"، خلال الاجتماع الأخير بالرباط، على تعديل تقدم به المغرب، ينص على أن “الاتحاد الإفريقي لكرة القدم مفتوح على جميع ترشيحات الاتحادات الوطنية الإفريقية كممثلين رسميين يدبرون كرة القدم في بلد معترف به كدولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة"، ليغلق باب "الكاف" في وجه البوليساريو، وهو ما يعد تعديلا تاريخيا كافح من أجله المغرب طوال عدة أشهر، وقطعا للطريق أمام مناورات منتخب "جنرالات الجزائر للهواة ".