عبد القادر الفطواكي
يعد مركز الدراسات والأبحاث لمجموعة القرض الفلاحي للمغرب CERCAM، واحدا من المراكز المهتمة بالمصاحبة والمواكبة الغير المالية لصغار الفلاحين والضيعات والتعاونيات وكذا المقاولات الفلاحية الصغرى المغربية، بغرض الرفع من الدخل المادي للعاملين بهذا القطاع وتحسين وضعيتهم الاجتماعية، إيمانا من مجموعة القرض الفلاحي أن الفلاحين المغاربة هم بحاجة إلى النصح والتأطير، قبل الحصول على القروض البنكية.
في ذات السياق أجرى موقع "مواطن" حوارا مع مدير مركز الدراسات والأبحاث لمجموعة القرض الفلاحي للمغرب، مصطفى ابن الأحمر حول أهداف هذا المركز التي أجرى عددا من الأبحاث والدراسات الخاصة بوضعية صغار الفلاحين والتنظيمات الفلاحية الصغرى بالمغرب، وخلص إلى عدد من المخرجات المهمة التي اعتمدتها عدد من القطاعات الحكومية والهيئات الوطنية والدولية أرضية لوضع خطط واستراتيجيات تهم النهوض بالقطاع الفلاحي.
ماذا عن مركز الدراسات والأبحاث لمجموعة الفرض الفلاحي للمغرب وما هي أهم أهدافه ؟
بداية مركز الدراسات والأبحاث لمجموعة القرض الفلاحي للمغرب تأسس بداية سنة 2013، حيث كان الهدف الأساسي الذي أسس من أجله هو (1) اقتسام الخبرة الميدانية في القطاع الزراعي والعالم القروي التي جمعها القرض الفلاحي للمغرب خلال قرن من الزمن و (2) القيام بدراسات حول المخاطر المتعلقة ببعض القطاعات الزراعية والأنشطة الاقتصادية الموجودة بالعالم القروي، وذلك بهدف مساعدة مجموعة القرض الفلاحي للمغرب على إيجاد رؤية شمولية واضحة في سياسة القروض وتسليط الضوء عن نوعية بعض المخاطر التي تعيشها بعض القطاعات والأنشطة الفلاحية بعدد من مناطق المغرب.
ما هي البرامج والدراسات التي باشرها المركز لخدمة الفلاح والمقاولة الفلاحية بالمغرب ؟
المركز اعتمد خلال طريقة اشتغاله، وبطريقة تدريجية، على فتح أفق جديد بدأت بمشاريع مهيكلة بالعالم القروي، حيث شرع CERCAM، في إطلاق أول مشروع له خصص لخلق نظام خاص بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية توج بنيل شهادة LABEL RSE CGEM المقدمة من طرف الاتحاد العام لمقاولات المغرب. لينخرط المركز بعد ذلك في الاشتغال رفقة مديرية أخرى بالمجموعة على تطوير نظام عملي دقيق SGES يمكن من تقييم نوعية المخاطر المرتبطة بالبيئة والمجتمع والتي يمولها البنك بعدد من المناطق وعدد من القطاعات الانتاجية بالمغرب.
إلى جانب هاته المشاريع قام مركز الدراسات والأبحاث لمجموعة القرض الفلاحي للمغرب بإطلاق دراسة تهتم بتقييم وقع وفاعلية القروض الموجهة لصغار الفلاحين، والتي تهدف إلى مساعدة وتنمية دخل هذه الطبقة المستهدفة والرفع من مستوها المعيشي، مكنت من تحسين وتجويد هذه العروض والتي تهم ايضا التعاونيات والمقاولات الصغرى العاملة في المجال القروي.
هذه الخبرة التي راكمها المركز دفعت بعدد من الشركاء وبعض المنظمات الوطنية والدولية إلى فتح قنوات التواصل مع CERCAM من أجل الاستفادة من تجاربه ونتائج دراساته، حيث شارك في أول دراسة خاصة بالنظام الجبائي في القطاع الزراعي بالمغرب، بالإضافة إلى الإدلاء بدلوه في دراسة للمجلس الاقتصادي والبيئي خصصت لتنمية المناطقة القروية والجبلية، بالإضافة إلى مشاركة مهمة مع المركز الوطني للتنمية البشرية همت تطوير نظام لتقييم فاعلية البرامج الحكومية على الضيعات الفلاحية الصغرى، وعدد من المنظمات الأخرى التي استفادت من خبرات CERCAM
أما المحور الرابع والذي يعتبر مفخرة للمركز فقد خصص للمواكبة الغير مالية لصغار الفلاحين وتطوير القدرات التسييرية للتعاونيات الفلاحية والمقاولات الصغرى.
بخصوص المحور الرابع ماهي أهم المشاريع التي أطلقها CERCAM في هذا المجال ؟
في اطار هدا المحور الرابع، طور المركز ثلاثة برامج مهمة، أولها يستهدف "التربية المالية الأساسية" للساكنة القروية بشكل عام، والتي تعاني ضعفا في نسبة "البكننة"، والذي يعود بالأساس عن عدم الإلمام بالمؤسسات البنكية ومتوجاتها، و كدلك لترسخ نظرة خاطئة لدى عدد المواطنين البسطاء اللدين يعتبرون أن البنك موجه للميسورين والمستثمرين وكبار الفلاحين والأغنياء فقط. هذا البرنامج يبسط مفهوم البنك، وأن فتح الحساب البنك حق للجميع سنه القانون. كما يعمل على مساعدة هاته الفئة من ترتيب الأوليات الخاصة بمشاريعهم، من خلال اختيار المنتوجات المربحة ودراسة المشاريع في علاقتها مع امكانيات التسويق.
هذا البرنامج يرتكز كذلك على دراسة "الميزانية"، لأن جل الفلاحين الصغار يفتقرون للمحاسبة وللسجلات الخاصة بالمداخيل والمصاريف، ويأتي هذا المشروع من أجل مساعدة الفلاحين على وضع ميزانية خاصة بضيعاتهم بغرض وضع الأصبع على مكامن الخلل، وبالتالي وضع حد للمصاريف الإضافية والتي يمكن تقليصها، وكذا تقديم النصح لصغار الفلاحين فيما يخص استبدال زراعاتهم بأخرى أكثر مردودية من الناحية مادية وتتماشى مع حاجيات السوق.
البرنامج كذلك ركز على "التوفير"، من خلال اقناع المركز للفلاحين بأن الحساب البنكي هو أحسن طريقة للادخار والمكان الآمن والمضمون لتوفير الأموال، على خلاف الوسائل التقليدية (المخدة، العائلة، الدهب، الماشية، العقار ... ) التي تحتوي على عدد من المخاطر (السرقة، المرض، الحريق، الفيضانات، تقلبات اثمان السوق...) . كما عرج المشروع كذلك على موضوع "السلف" بغرض انشاء مشروع للاستثمار، حيث أكد على أن "التوفير" سيساعد على الولوج للسلفات ، مع التأكيد على ضرورة استعمال القروض في الاستثمارات المنتجة وذات مردودية والانتباه للمديونية.
البرنامج الثاني من هذا المحور، خصص لتقوية القدرات للتعاونيات الفلاحية الصغرى ، حيث أن عدد من الملفات تقابل بالرفض، لافتقارها الشديد لمواكبة غير مالية، من خلال انعدام الرؤيا على المدى المتوسط والبعيد وغياب الحكامة وسوء التنظيم وضعف التسيير والافتقار لسياسة تسويقية ناجعة... حيث شرع المركز من خلال هذا البرنامج إلى إطلاق فحص مدقق لكل تعاونية من أجل إيجاد حلول خاصة بها، وتأطيرها عن كثب من خلال خبراء يقومون بزيارات شهرية لهده التعاونيات لمدة سنة من أجل كسب تقتهم ومواكبتاهم عن كثب وتتبع الإنجازات. البرنامج استفادت منه عدد من التعاونيات في مناطق الشمال، الغرب، دكالة ، ورززات، الصويرة...
أما البرنامج الثالث من هذا المحور، و هو حديث العهد، فقد خصص للمقاولات الصغرى التي تشتغل بالعالم القروي، والعاملة في تسويق مواد السقي، والآلات الفلاحية، وتجهيز البيوت المغطاة ، والعاملة كذلك في مجال الصحون الشمسية، وفي عدة خدمات أخرى مرتبطة بالفلاحة والعالم القروي ، حيث استعان المركز بنفس الوصفات التي طبقت على التعاونيات.
أما بلغة الأرقام، فقد ساهم مثلا البرنامج المخصص لـ"التربية المالية الأساسية"، في الحصول على نتائج كبيرة شملت أكثر 12 ألف فلاحا صغيرا موزعين على 8 مناطق من المغرب، خصوصا في المناطق الجبلية والواحات حيث اقتنعوا في نهاية التكوين أهمية البنك وفتحوا حسابات بنكية بوكالات القرض الفلاحي للمغرب واستفادوا كذلك من عروض للادخار والتقاعد والتمدريس وكدا من قروض بنكية .
ما مدى مواكبة المركز الذي تشرفون عليه لقضايا الشباب والمرأة القروية وكذا المساهمة في انجاح مخطط المغرب الأخضر ؟
تجدر الإشارة أن هناك عدد من البرامج والمشاريع الأخرى للمركز التي لم نتطرق لها خلال هذا الحوار، وهي تصب جميعها في مواكبة مخطط المغرب الأخضر، فإذا كانت مجموعة القرض الفلاحي للمغرب تهتم بالتمويل المادي للفلاح، فإن CERCAM خصص لحاملي المشاريع والدعم الغير المالي والنصيحة في الحكامة والتسيير والتسويق وغيرها من الإرشادات، كما ركز على الأنشطة المتركزة على المرأة، حيث باشر أول دراسة من توعها تخص "دور المرأة القروية الاقتصادي والإجتماعي والثقافي بالضيعات الصغرى" بجنوب المغرب، نشرت بعض المقالات على الصعيد العالمي. بالإضافة إلى الاهتمام الخاص بالشباب، كما شدد عليه ذلك الملك محمد السادس في خطاباته المتعددة، حيث تعتبر المرأة والشباب ركيزة اساسية للتنمية وقطب الرحى في أفق خلق طبقة وسطى تضمن التوازن والرقي والازدهار في العالم القروي.
17 novembre 2024 - 10:30
14 novembre 2024 - 18:00
13 novembre 2024 - 19:00
12 novembre 2024 - 14:00
12 novembre 2024 - 12:00
18 novembre 2024 - 10:00