عبد القادر الفطواكي
أطلع المكتب الشريف للفوسفاط، ومن خلال زيارة ميدانية، مجموعة من الصحفيين الممثلين لعدد من وسائل الإعلام الوطنية، على تجهيرات ومعدات محطة تحلية مياه البحر ومشاريع أخرى بمركب "فوسبوكراع" التابعة لـOCP بمنطقة "المرسى"، البعيدة عن مدينة العيون بحوالي 18 كيلومتر.
ووعيا من OCP بأهمية المياه في الحياة، والحركة الصناعية، الحاضر دوما في كافة تصاميم ومشاريع المجمع الشريف للفوسفاط، قال "غريب علي" مسؤول عن مشروع التنمية الصناعية لـ"فوسبوكراع"، في تصريح لـ"مواطن"، أن الدراسات التي تضمنتها مشاريع التنمية الصناعية لـ"فوسبوكرع" الذي انطلق في فبراير من سنة 2016، تمت جميعها على أساس احترام كافة المعايير المعتمدة والمتعارف عليها في إنتاج واستهلاك الماء، وترشيد نفقة إنتاجه.
وأشار غريب أن مشروع التنمية الصناعية لـ"فوسبوكراع"، يحتاج لمعمل جديد لتحلية مياه البحر بسعة تناهز 7.5 مليون مكعب سنويا، مضيفا أن هذا المعمل سيمكن من تزويد المركب الجديد لإنتاج الأسمدة الذي سينتج حوالي مليون طن من الأسمدة، بالمياه الكافية المعالجة عن طريق استعمال تقنية "الأسموزية المعاكسة" في تحلية مياه البحر، بتسخير كافة الخبرات التي راكمتها OCP من خلال جميع مشاريعها المنجزة خصوصا بالجرف الأصفر فيما يخص تقنية تحلية مياه البحر.
من جهته، أكد عبد الحميد الحابوز، المسؤول عن إنتاج المياه بمحطة "فوسبوكراع"، أن وحدة تحلية مياه البحر المنجزة بالموقع المذكور، تعمل على إنتاج مياه ذات جودة عالية لغسل وتعويم الفوسفاط، بسعة يومية تصل إلى 4000 متر مكعب.
وأضاف الحابوز، أن محطة التحلية تعمل بتقنية رقمية بأحدث التقيات، حيث تستجيب لكافة معايير الكم والكيف، وذلك من أجل المتابعة اليومية لكافة مؤشرات السلامة، بغرض الحصول على مياه ذات جودة عالية تستجيب للمعايير المطلوبة.
المغسلة الجديدة لمركب "فوسبوكراع"، والمخصصة لغسل وتعويم الفوسفاط، ناهز الغلاف المالي لإنجازها 1.9 مليار درهما، حسب ما كشف عنه حمزة جهاد، رئيس مشروع المغسلة الجديدة، في تصريح لـ"مواطن"، مشيرا أنها هذا المركب المندرج ضمن برنامج التنمية الصناعية المعلن عنه سنة 2008، لتغطية الاحتياجات المائية التي يتطلبها مخطط التنمية الصناعية دون اللجوء إلى مصادر تقليدية، يعد واحد من أبرز وأهم المشاريع التي أنشأها المجمع الشريف للفوسفاط بجهات الجنوب المغربي.
وأضاف المتحدث أن الطاقة الانتاجية للمغسلة، التي تم إطلاق مرحلتها الثانية في فبراير 2019، تصل إلى 3 ملايين طن في السنة، مؤكدا أن مجموعة OCP ولأول مرة اعتمدت نظام "التعويم" الهادف إلى الحفاظ على المواد المنجمية وترشيد استغلالها واستهلاكها بمركب "فوسبوكراع"، مشيرا أن الهدف الرئيسي للمشروع هو تغطية الحاجيات الإضافية التي يتطلبها مخطط التنمية الصناعية، دون اللجوء إلى مصادر المياه التقليدية.
وأضاف حمزة جهاد أن المغسلة الثانية للمجمع الشريف للفوسفاط، ستتكون من وحدة لمعالجة وحل الغسل، وإعادة تدوير مياه الغسل، وجهازين للترشيح إلى جانب أحواض وحواجز تمتد على مساحة 40 هكتار، وهو ما سيمكن من معالجة أوحال الغسل، وتخزينها في الأحواض واستعادة المياه.
جهاد لفت الانتباه خلال حديثه إلى أن المياه المستعملة في غسل وتعويم الفوسفاط مصدرها الوحيد هو البحر، موضحا أنه وللتخفيض من نسبة الملوحة الموجودة بهاته المياه، يتم إضافة مياه تحلية إليها، عبر استعمال تقنية التناضح العكسي Osmose inverse، حيث تم إدخال آخر التصاميم لإعادة تدوير هاته المياه ليتمكن الموقع من استعمالها أكثر من 3 مرات لخفض استهلاكها بنسبة 70 بالمئة.
وكانت مجموعة OCP، الرائد العالمي للفوسفاط ومشتقاته، قد أطلقت سنة 2008 برنامجا طموحا للتنمية الصناعية يهدف إلى مضاعفة القدرات المنجمية مرتين، ومضاعفة قدرات التحويل ثلاث مرات في أفق 2028، من خلال استراتيجية التحويل الصناعي، التي تطلبت تعبئة 21 مليار دولار من الاستثمارات.
كما التزمت مجموعة OCP كذلك بإعادة تدوير أكثر من 80 بالمئة من المياه المستعملة في عمليات التثمين، عبر نظام مستمر، بواسطة عمليات الغسل-التعويم على مستوى وحدات الإنتاج، بالإضافة إلى اتخاذ المجمع الشريف للفوسفاط قرارا بالتخلي عن استعمال المياه الجوفية في أفق 2020، باعتبارها موردا استراتيجيا للمملكة، تزامنا مع إطلاق برنامج التنمية الصناعية سنة 2008.
17 novembre 2024 - 10:30
14 novembre 2024 - 18:00
13 novembre 2024 - 19:00
12 novembre 2024 - 14:00
12 novembre 2024 - 12:00
18 novembre 2024 - 10:00