مصطفى أزوكاح

شهدت أسعار اللحوم الحمراء، قبل شهر رمضان ارتفاعا ملحوظا في العديد من الأسواق المغربية، حيث وصلت الزيادة إلى 10 دراهم.

وذهب بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، إلى أن الأسعار انتقلت، حسب المناطق، من 65 و70 إلى 75 و80 درهما.

وبرر الخراطي هذا الارتفاع الذي شهدته اللحوم الحمراء في الفترة الأخيرة، بارتفاع الطلب قبل رمضان، حيث زادت المجازر في الأسعار.

غير أن الثمن الحالي يرتبط، بشكل كبير بالعرض الحالي في السوق، والذي يرتبط بطبيعة الموسم الفلاحي الحالي، المتسم بوفرة الكلأ، حسب عبد العالي رامو، نائب رئيس الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء بالمغبر.

وأوضح أن العديد من المربين يتريثون في عرض مواشيهم للبيع في هذه الفترة، التي يتوفر فيها الكلأ بكثرة، عكس فترة الجفاق، الذي يسارعون فيها إلى بيع ما توفر لديهم من مواشي، على اعتبار أنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الإنتاج المرتفعة.

ويعتبر رامو أن هناك مشكلا آخر يطرح على هذا المستوى، ويتمثل في عدم تحسن الإنتاج بالمغرب، رغم تحسين النسل، ملاحظا أن 98 في المائة من المنتجين هم من المربين الصغار، الذي لا يستطيعون تحمل تكاليف الإنتاج.

ويذهب مهنيون إلى أنه رغم التحسن الحاصل في إنتاج اللحوم الحمراء في الأعوام الأخيرة، إلا أن المستهلك لم يستفد منه، على اعتبار أن الأسعار لم تنخفض.

ويلاحظ مهنيون أن الأسعار لم تنخفض، رغم خفض تكاليف الإنتاج بالنسبة للمربي المواشي، في وقت حافظ بائع التقسيط على هوامش ربحه.

ويرد ارتفاع الأسعار في المغرب إلي تدخل الوسطاء في سوق اللحوم الحمراء، في الوقت نفسه الذي يشير مهنيون إلى أن ضرورة الاهتمام بجودة المنتج.

وينضاف إلى ذلك مشكل مصدر اللحوم التي يستهلكها المغاربة، حيث أن الذبائح السرية تزود السوق بحوالي 45 في المائة من احتياجاته، حسب تقرير للمجلس الأعلى للحسابات صدر في العام الماضي.

وذهب تقرير للمجلس إلى أن المغرب أنتج في عام 2016 حوالي 550 ألف طن من اللحوم الحمراء، غير أن 250 ألف طن من اللحوم المستهلكة تأتي من المجازر السرية.

ويلاحظ التقرير إلى أن وضعية المجازر التي لا تحترم المعايير الواجبة على مستوى الذبح والتقطيع والنقل والبيع، تشكل تهديدا لصحة المستهلكين.

ويسترشد قطاع للحوم الحمراء باتفاقية مبرمة مع الدولة من أجل إنتاج 612 ألف طن من اللحوم بين 2014 و2020، وهو إنتاج يراد من وراء زيادة الاستهلاك الفردي من اللحوم من 14.2 كلغ إلى 17.3 كلغ في العام الواحد.