مصطفى أزوكاح
عندما يعرض حكيم المراكشي، تفاصيل البرنامج، الذي يقدمه من أجل إقناع أرباب الأعمال، بالتصويت عليه بمعية آسية بنحيدة، من أجل خلافة مريم بنصالح لرئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، لا يمعن في بسط التدابير التي يريد الوصول بها إلى تحقيق وعوده، بل يتحدث أكثر عن المصداقية ومعرفته العميقة بإكراهات رجال الأعمال المغاربة.
يعول على المراكشي، الذي يخوض السباق من أجل رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، بعد انتخابات الثاني والعشرين من ماي الجاري، على ما راكمه من تجربة على مدى ثلاثين عاما في المقاولة في المغرب، ويشدد على أنه يعرف جيدا الصعوبات التي تصادف رجال الأعمال في سعيهم لإنجاز استثماراتهم قائلا: " أنا أتيت من عالم المقاولة، وأعرف جيدا مشاكلها جيدا".
يشدد خلال ندوة صحفية اليوم الاثنين بالدار البيضاء، على أنه وآسية بنحيدة، تمكنا من الحصول على الكثير من الدعم عبر اللقاءات التي عقداها بالمدن والجهات والفيدراليات من أجل الإقناع البرنامج الذي يتطلعان إلى تطبيقه إلى غاية 2021.
المراكشي الذي اشتكي مؤخرا، مما اعتبره لجوء منافسه صلاح الدين مزوار، إلى الحصول على توكيلات من مقاولات من أجل التصويت مكانه يوم الثاني والعشرين من ماي الجاري، بدا واثقا في حظوظه في أول انتخابات تشهد تنافس مرشحين اثنين، بعدما كان يتقدم مرشح واحد على مدى خمسة عشرة عاما.
في محيط المراكشي وبنحيدة، يجرى الإقرار بأن لاشيء يمنع الحصول على توكيلات مادام النظام الأساسي للاتحاد العام لمقاولات المغرب، غير أنهم يعتبرون أنه كان يتوجب تفادي ذلك في انتخابات تشهد مشاركة متنافسين، خاصة في ظل طرح تساؤلات حول ظروف الحصول على تلك التوكيلات.
غير أن المراكشي، لا يتوقف عند هذا الأمر كثيرا، وهو يوحي عند بسط تفاصيل البرنامج الذي يواجه به منافسه صلاح الدين مزوار، بأن المصداقية ستكون الفيصل يوم الثاتي والعشرين من ماري، وهو يوحي بأن المصداقية تأتي من معرفته بما تعيشه المقاولة المغرب من صعوبات، التي خبرها جيدا مادام يتولى الإشراف على شركة صناعية منذ ثلاثين عاما.
هو يعتبر بأن المغرب يعرف مقاولتين بسرعتين، مقاولات تتوفر على امتيازات وشقت طريقه في الأسواق العالمية، بينما تعاني مقاولات متوجهة بشكل كبير للسوق الداخلية تعاني من مشاكل كبيرة، معتبرا أن المقاولين عموما يقضون الكثير من الوقت من أجل تجاوز الإكراهات، ما يستدعي وقواعد واضحة، يفترض أن يوضح عبر ميثاق يوضح مع العلاقة مع الحكومة والنقابات.
ويشدد على ضرورة تشجيع تنافسية المقاولات، عبر الكف عن تضريب الإنتاج وتقليص تكاليف العمل، في ذات الوقت الذي يؤكد على تقليص آجال الأداء بالنسبة للمقاولات التي تتحدث عن السكتة القلبية بسبب عدم توصلها بمستحقاتها من شركات الدولة.
ويعتبر أنه يجب القطع مع القوانين التي تقوم على التراخيص الاستثنائية، عبر اعتماد قوانين تتيح للمقاولين التعرف على ما لهم وما عليهم، وعدم الارتهان للاستثناءات التي تعوق العملية الاستثمارية.
ولاحظ أن الاستثمارات العمومية التي تصل إلى 180 مليار درهم، لا تساهم بما يكفي في تصنيع البلد، بما يتيح المساهمة في إنعاش المقاولات الصغرى والمتوسط وطنيا وجهويا.
ويعتبر أنه يجب إعطاء دفعة قوية للإنتاج المحلي، ما يساهم في إشعاع الشركات المغربية في الخارج، وهذا ما يدفعه إلى السعى إلى إقامة نظام لليقظة الاقتصادية، الذي يساعد الشركات الصغرى والمتوسطة على التصدير.
وشدد على ضرورة العمل على ضمان نوع من الاحترافية في عمل الاتحاد العام لمقاولات المغرب، خاصة عبر اعتماد نوع من المقاربة الاستباقية، التي تستدعي اتخاد المبادرة وعدم الاعتماد على ردود الفعل في العلاقة مع الحكومة والنقابات.
ويتصورأنه يتوجب وضع أرضية لرصد حاجيات الشركات على مستوى الموارد البشرية، من أجل تجاوز عدم الملاءمة بين التكوين وسق العمل، مؤكدا على ضرورة معالجة هذه الإشكالية في الأعوام المقبلة.
ويعتبر المراكشي أن البرنامج الذي يقترحه، بمعية آسية بنحيدة، يلبي انتظارات المقاولين، حيث يشدد على ضرورة السعي لإرساء أسس التأثير الذي يتوجب أن يتمتع به الاتحاد العام لمقاولات المغرب.
ويلح على ضرورة استيعاب التحولات التي تعرفها القطاعات الإنتاجية، خاصة الصناعة، التي تفرض الرقمنة مقاربة جديدة في التعامل معها.
لم تغب التساؤلات حول علاقة الاتحاد العام لمقاولات المغرب بالسياسة، فقد شدد حكيم المراكشي وآسية بنحيدة، على ضرورة الحفاظ على استقلالية المنظمة التي تمثل رجال الأعمال.
وتأتي إثارة مسألة استقلالية الاتحاد العام لمقاولات المغرب، في سياق نقاش حول الانتماء السياسي لصلاح الدين مزوار، الرئيس السابق للتجمع الوطني للأحرار وعضو مكتبه السياسي حاليا.
وعندما سئل المراكشي حول ما إذا كانت هناك تدخلات سياسية في الحملة الحالية، شدد على أنه لا يوجد أي تدخل من « فوق »، غير أنه لا ينفي أن يكون هناك تدخل ذي طبيعة سياسية من جهة داعمين لمنافسه.
يبدي المراكشي وبنحيدة الكثير من الثقة بالدعم الذي يحظيان به من رجال أعمال، غير أنهما يدعوان الهيئة الناخبة إلى الحضور من أجل الإدلاء بصوتها، الذي سيكون حاسما في نظرهما في مسار " تحرير المقاولة"، الذي يتخذانه شعار لحملتهما.
بعد الندوة الصحفية، عقد المراكشي وبنحيدة، لقاء مع رجال أعمال، حيث حضر حسن الشامي وعبد الرحيم الحجوجي، الرئيسان السابقان للاتحاد العام لمقاولات المغرب، اللذين عبرا عن دعمهما للثنائي، حيث نصحهما الحجوجي بالحرص على الابتعاد بالمنظمة التي تمثل رجال الأعمال عن سلطة السياسة.
17 novembre 2024 - 10:30
14 novembre 2024 - 18:00
13 novembre 2024 - 19:00
12 novembre 2024 - 14:00
12 novembre 2024 - 12:00
18 novembre 2024 - 10:00