خالد الرزاوي
تزايد عدد السياح الوافدين على المغرب من كل من بلدي المليار نسمة وما يزيد، الصين والهند، إلى متم غشت الماضي على التوالي بحوالي 315 في المائة بالنسبة للأول، حيث استقبل المغرب في الشهور الثمانية الأولى من العام الحالي ما يزيد عن 70 ألف سائح صيني، مقابل تسجيل ارتفاع بنسبة 9 في المائة بالنسبة للسوق الهندي، بالمقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2016، ليظهر بذلك بأن المغرب حول جهده التسويقي والتواصلي إلى أسواق جديدة، بعيدا عن الأسواق التقليدية المصدرة للسياح الوافدين على المملكة، خصوصا من بلدان القارة الأوروبية.
معطيات رقمية صادرة عن المكتب الوطني المغربي للسياحية، تفيد بأن التطور الكبير المسجل على مستوى السياح الصينيين الوافدين على المغرب يعود أساسا إلى الزيارة الملكية إلى الصين في سنة 2016 والتي سمحت بإزالة التأشيرة على المواطنين الصينيين الراغبين في السفر إلى المغرب، إلى جانب السمعة التي باتت تحظى بها وجهة المغرب لدى السياح الصينيين.
ويتطلع المغرب خلال سنة 2017، إلى الرفع من حجم السياح الصينيين الوافدين على المملكة بوتيرة كبيرة جدا تصل نسبتها إلى 760 في المائة بالمقارنة مع سنة 2016، وذلك بنقل عددهم من 42 ألف و844 سائح إلى أزيد من 120 ألف سائح.
إلى ذلك، ومن أجل تعزيز وجهة المغرب السياحية لدى الصينيين، ركز المكتب الوطني المغربي للسياحة جهوده التواصلية على مختلف شركات الطيران التي تقترح وجهة المغرب انطلاقا من بلدان الشرق الأوسط وتركيا وأوروبا.
كما ذهب مكتب السياحة، في سابقة من نوعها بالنسبة للمملكة، إلى توقيع اتفاقيتي تعاون مع فاعلين سياحيين صينيين خلال العام الحالي، على أن يتكلفا باقتراح عروض ترويجية لدى السائح الصيني.
وفي سنة 2018 يعتزم المكتب الوطني المغربي للسياحة، تعزيز جهوده التواصلية داخل السوق الصيني، إذ من المرتقب أن ينظم عددا من التظاهرات الخاصة بالعلاقات العامة داخل أكبر المدن الصينية، ستعمل من خلالها على توجيه الدعوة لمختلف وسائل الإعلام الصينية، سيما المتخصصة منها في القطاع السياحي، من أجل اكتشاف مميزات المنتوج السياحي المغربي، كما سيعمل المكتب الوطني للسياحة على إطلاق موقع إلكتروني انطلاقا من الصين خاص بالسياحة المغربية، وموجه للسياح الصينيين.
إكراهات تهدد ببلوغ الأهداف
يبدو أن المكتب الوطني المغربي للسياحة يسير وفق الخطة التي وضعها لبلوغ هدف استقطاب 120 ألف سائح صيني بمتم العام الحالي، ذلك أن الوتيرة الحالية لتوافد هؤلاء السياح تفيد بأن بلوغ الهدف المسطر ممكن، لكن ذلك يتوقف على تجاوز العديد من الإكراهات التي تتعلق بالسوق الصيني على الخصوص.
حياة جبران الفاعلة السياحية المغربية والمهتمة بشكل كبير بالسوق السياحي الصيني، أفادت لـ"مواطن" بأنه على الرغم من تزايد عدد السياح الصينيين الوافدين على المغرب خلال هذه السنة، إلا أن أمورا كثيرة وجب الاشتغال عليها لتعزيز النتائج المحققة، منها على الأساس ضرورة التفكير في إدماج الخطوط الملكية المغربية في هذه الدينامية، وحثها على إطلاق خطوط جوية تربط المغرب بالصين بشكل مباشر، وفق ما كان مخطط له سابقا.
وفضلا عن ذلك تدعو المتحدثة ذاتها، إلى ضرورة محاربة الفاعلين الصينيين الوهميين، والذين يشكلون مصدر قلق للفاعلين السياحيين المغاربة الراغبين في الاشتغال على هذا السوق، ذلك أن تفضيل السياح الصينيين على انتداب مواطنين صينيين عاديين يعيشون في المغرب لتنظيم رحلاتهم السياحية إلى المملكة، دون المرور عبر الفاعلين السياحيين المهنيين، يفوت عليهم هوامش ربح مهمة، ظهرت بشكل كبير خلال هذه السنة، ذلك أنه في الوقت الذي تتحدث فيه وزارة السياحة والنقل الجوي عن الزيادة في عدد السياح الصينيين الوافدين على المغرب، إلا أن ذلك لم ينعكس إيجابا على أداء الفاعلين السياحيين المتخصصين في السوق الصيني.
وتوضح جبران بأن الإشكال الأكبر الذي يواجهه الفاعلون في هذا المجال يرتبط أساسا بغياب المرشدين السياحيين الناطقين باللغة الصينية، وهو ما يفوت على البلد مداخيل هامة ترتبط بتوجه السياح الصينيين لانتداب مواطنيهم المستقرين بالمغرب للعمل على تنظيم رحلاتهم السياحية من ألفها إلى ياءها، تقول المتحدثة ذاتها، التي أضافت أنه في الغالب أن مداخيل هؤلاء الفاعلين الوهميين لا تخضع لأي شكل من أشكال التضريب ما دام أنهم يشتغلون في "النوار".
ودعت جبران دفي نفس الاتجاه إلى ضرورة الاستفادة من الطفرة التي يشهدها السوق الصيني، ذلك أن السائح الصيني مشهود له عالميا بأنه الأكثر إنفاقا عبر العالم، لذلك، تشدد جبران، على ضرورة تجاوز الإكراهات الحالية لتعزيز الوجهة المغربية بهذا السوق المهم.
ويتطلع المغرب إلى تجاوز سقف 11 مليون سائح لأول مرة برسم هذه السنة، وذلك من خلال الرفع من عدد السياح الوافدين بحوالي 700 ألف سائح، وكذا العمل على تنويع الأسواق المصدرة للسياح.
13 novembre 2025 - 18:30
13 novembre 2025 - 17:00
11 novembre 2025 - 22:00
10 novembre 2025 - 15:00
06 novembre 2025 - 03:57
عندكم 2 دقايق08 novembre 2025 - 13:00
06 novembre 2025 - 16:00
07 novembre 2025 - 14:00