موسى متروف
يستمر حكي الكاتب الأمريكي الراحل بول بولز عن مشاهداته في طنجة، ويستمر معها في استحضار "الترمضين" كما عايشه، مع تفاصيل التقطها عن الحياة اليومية في ذلك الوقت.
ففي يوم 3 ماي 1988، يسرد ما وصفها بـ"حكاية تقليدية عن العنف في شهر رمضان"، يقول إنها وقعت في سوق "كاسا براتا".
وكتب بولز:
"كان رجل يقوم بإعداد "الشباكية" وهو يقتعد الأرض، ويأمل في اجتذاب الزبائن (في الماضي كانت "الشباكية" تُعدّ بالعسل؛ أما اليوم، وبما أن العسل نادر، فهي تُعدّ بواسطة السكر، والنتيجة ليست بالغة الجودة).
رجل آخر له عربة سلع متنقلة، بها أمشاط ومرايا جيب ومعاجن أسنان وأشياء مشابهة، جلس بحذاء الأول الذي يأمره فوراً، بإخلاء المكان والذهاب إلى موقع آخر. أجاب الرجل الثاني بأنه سوف لن يمكث هناك أكثر من دقيقة واحدة، قصد الاستراحة، ثم سيغادر. زمجر صاحب "الشباكية" قائلاً: "صافي"!
وأخرج مدية طويلة، ضرب بها الرجل الآخر بحركة من أعلى إلى أسفل ممزقاً أوداجه. نهض الجريح، وخطا بضع خطوات، ثم سقط. ولده ذو الأربع سنوات، ظل ينظر إليه، وهو ينزف دماً، إلى أن مات.
تلك هي ثاني جريمة تقع في "كاسا براتا" منذ بداية رمضان، قبل أسبوعين. لقد وقعت جرائم أخرى في أماكن مختلفة من المدينة، لكني لم أتوصل، عن هذه الأخيرة، بأي وصف صادر عن شهود عيان".
اقرأ أيضاً: "الترمضين" كما عاشه الكاتب الأمريكي بول بولز في طنجة (1)
15 avril 2024 - 10:40
13 avril 2024 - 19:05
04 avril 2024 - 18:00