مواطن

في سياق دينامية الإصلاحات الكبرى التي تشهدها المملكة، وفي إطار حرص حزب الاستقلال على مواكبة الأوراش التنموية الاستراتيجية وتعزيز مكانة الأقاليم الجنوبية كقاطرة للتنمية المستدامة، أكد الأمين العام للحزب، نزار بركة، خلال لقاء سياسي، أن الدفاع عن مجانية الصحة وتحسين جودة الخدمات الصحية يظل خياراً ثابتا وأولوية قصوى ضمن برنامج الحزب ومواقفه داخل التحالف الحكومي.

وأوضح بركة أن هذا الالتزام تُرجم على أرض الواقع عبر سلسلة من الإجراءات العملية، من أبرزها الرفع من أجور الأطباء والأطر الصحية، بما يعكس الاعتراف بمكانتهم في المنظومة الصحية الوطنية ويضمن تحفيزهم على الاضطلاع بأدوارهم في خدمة المواطنين. كما أشار إلى اعتماد مقاربة جديدة في التدبير تقوم على تعزيز اللامركزية من خلال دعم الأقطاب الصحية الجهوية، بدل الاقتصار على التسيير المركزي، وذلك بهدف تمكين كل جهة من صياغة استراتيجيتها الخاصة وفق أولوياتها وخصوصياتها الترابية، بما يتيح إدارة أكثر فعالية للمسار الصحي وضمان عدالة في توزيع الخدمات.

ولم يفت بركة التوقف عند جملة من التحديات التي تواجه البلاد، وفي مقدمتها ملف التكوين المهني وتأهيل الشباب، إلى جانب معضلة البطالة التي تستدعي حلولاً مبتكرة وناجعة قادرة على إدماج الأجيال الصاعدة في سوق الشغل. وأكد أن التغيير المنشود لن يتحقق إلا عبر تعزيز الثقة في المؤسسات وضمان استمرار المسار الديمقراطي، الذي يشكل شرطاً أساسياً لأي مشروع تنموي ناجح.

وفي هذا السياق، ذكّر الأمين العام لحزب الاستقلال بأن الأقاليم الجنوبية للمملكة تظل نموذجاً رائداً في الانخراط السياسي المسؤول، حيث تسجل نسباً قياسية في المشاركة الانتخابية، ما يعكس وعي الساكنة بأهمية المساهمة في ترسيخ المسار الديمقراطي ودعم الإصلاحات الكبرى. ودعا بركة إلى الاستمرار في هذا النهج الذي يعزز مسار التنمية ويساهم في تقوية اللحمة الوطنية ويكرس صورة المغرب كبلد يوازن بين الديمقراطية والتنمية.

واختتم بركة كلمته بالتشديد على أن النموذج التنموي الجديد ليس مجرد خطة ظرفية أو برنامجا محدود الأجل، بل هو رؤية شمولية ودينامية مستمرة، تتخللها محطات متعاقبة تهدف إلى إرساء عدالة مجالية حقيقية وضمان التنمية المستدامة بمختلف جهات المملكة، وخاصة بالأقاليم الجنوبية التي أصبحت اليوم في قلب السياسات العمومية ومختبراً لتجسيد إرادة الدولة في تحقيق تنمية شاملة ومتوازنة.