مواطن
عادت مدينة الصويرة، مساء الخميس 19 يونيو، لتُصدح بأنغام "القراقب" وتغمر فضاءاتها نوتات "الكنبري"، في افتتاح ساحر للدورة السادسة والعشرين من مهرجان كناوة وموسيقى العالم، أحد أبرز المواعيد الثقافية في المغرب والقارة الإفريقية.
وشهدت المدينة، المعروفة بكونها معقل "تكناويت"، موكبًا استعراضيا انطلق من باب مراكش نحو منصة مولاي الحسن، بحضور فنانين كناويين كبار، يتقدمهم المعلم عبد السلام عليكان والمعلم حميد القصري، إلى جانب شخصيات وازنة أبرزها المنتجة نائلة التازي، ومستشار جلالة الملك محمد السادس، السيد أندريه أزولاي.
وتحوّلت المدينة القديمة إلى مسرح مفتوح للاحتفال والفرح، حيث توافد المئات من سكان الصويرة وزوارها، مغاربة وأجانب، لمتابعة الموكب وعيش أجواء الاحتفال من داخل الأزقة والأسطح والنوافذ، في طقس جماعي يعكس عمق الارتباط بالهوية الثقافية المحلية.
وفي كلمتها الافتتاحية، وصفت نائلة التازي المهرجان بأنه "ملحمة فنية وإنسانية" نجحت في تحقيق إشعاع عالمي، مشددة على أن التظاهرة ليست فقط مناسبة للاحتفال، بل "جسر بين الثقافات، ورسالة للسلام والتعايش، وتجسيد لانتماء المغرب لإفريقيا وتاريخه العريق".
وأوضحت أن هذه الدورة تكتسي طابعًا خاصًا بفضل التنوع الفني الكبير الذي تعرفه، سواء من حيث البرمجة أو الجنسيات المشاركة، ما يعزز مكانة المهرجان كفضاء للتبادل الثقافي والحوار بين الشعوب.
وعرفت الدورة الحالية مشاركة 350 فنانًا، من بينهم أكثر من 40 معلمًا كناويًا، قدموا من مختلف مناطق المغرب وخارجه، للمشاركة في 54 عرضًا فنيًا موزعة على فضاءات المدينة العتيقة وساحاتها الكبرى، خاصة منصة مولاي الحسن، وبرج باب مراكش، بالإضافة إلى فضاءات ثقافية موازية.
ومن أبرز الأسماء المشاركة، المعلم عبد السلام أحيزون، والفنانة عبير العابد، والموسيقي المالي بابا سيسوكو، والفرنسي ريتشارد بونا، في عروض تمزج بين "تكناويت" وأنماط موسيقية متنوعة مثل الجاز، البلوز، والموسيقى الإلكترونية.
يشكّل مهرجان كناوة في الصويرة، بحسب العديد من المتتبعين، أكثر من مجرد حدث موسيقي، إذ بات يمثل سردية ثقافية متجددة تتقاطع فيها الروحانيات، الذاكرة الجماعية، والموسيقى كوسيط للتسامح والوحدة.
وفي هذا السياق، قالت "المعلّمة" هند النعيرة، التي تشارك للعام الثالث على التوالي، إن المهرجان "فتح لي أبوابًا جديدة داخل فن كناوة، ومنحني فرصة للتواصل مع جمهور متنوع يؤمن بقوة هذا التراث".
ومع كل دورة جديدة، تواصل الصويرة ترسيخ مكانتها كعاصمة روحية للكناوة، حيث يلتقي فيها التراث المغربي العميق مع التعبيرات الفنية العالمية، في انسجام موسيقي وإنساني يليق بمدينة حملت على عاتقها رسالة الثقافة والانفتاح.
17 juin 2025 - 11:00
14 juin 2025 - 15:00
14 juin 2025 - 09:00
13 juin 2025 - 09:00
12 juin 2025 - 13:00
12 juin 2025 - 18:00