مواطن

شن الجيش الإسرائيلي في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة 13 يونيو الجاري، ضربة جوية وُصفت بـ"الاستباقية" ضد ما قالت تل أبيب إنها "أهداف عسكرية ونووية" داخل الأراضي الإيرانية، في تطور ينذر بإشعال مواجهة واسعة النطاق بين الطرفين.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "إسرائيل استهدفت مواقع تشكل تهديدًا مباشرًا لوجودها"، مشيرًا إلى أن العملية جاءت لمنع اقتراب إيران من حيازة السلاح النووي. وأضاف أن "الخطر قد يتحقق خلال عام، أو ربما في غضون أشهر"، مؤكدًا أن العمليات ستتواصل "ما دام ذلك ضروريًا لإزالة هذا التهديد".

انفجارات في طهران ومقتل قادة بارزين

في العاصمة الإيرانية طهران، سُمع دوي انفجارات عنيفة، خصوصًا في المناطق الشمالية الشرقية، وفق ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية. وأفادت التقارير الأولية بمقتل قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، إلى جانب مسؤول رفيع في الحرس وعالمين نوويين، وذلك في حصيلة أولية للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف، بحسب مصادر، منشآت عسكرية ومواقع حساسة.

الضربة التي طالت منشأة نطنز النووية لتخصيب اليورانيوم، أكّدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أعرب مديرها العام رافائيل غروسي عن "قلق بالغ"، مشيرًا إلى أن الوكالة تتابع الوضع ميدانيًا من خلال فرقها الموجودة داخل إيران، وتُجري اتصالات مع السلطات الإيرانية لرصد مستويات الإشعاع المحتملة.

 طهران: "ردّ قاسٍ ومؤلم"

الرد الإيراني جاء على لسان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، الذي توعّد إسرائيل بـ"عواقب وخيمة". وقال في بيان رسمي: "مع هذه الجريمة، خطّ الكيان الصهيوني لنفسه مصيرًا مريرًا ومؤلمًا، وسيناله بالتأكيد".

بدوره، قال المتحدث باسم هيئة الأركان الإيرانية، أبو الفضل شكارجي، إن القوات المسلحة الإيرانية "ستردّ حتماً"، محذرًا من أن إسرائيل "ستدفع ثمناً باهظاً"، في وقت تتصاعد فيه التكهنات حول طبيعة الرد الإيراني وتوقيته.

 أجواء إقليمية مشحونة

تزامن الهجوم مع تحليق طائرات إسرائيلية في سماء العراق، بحسب تقارير إعلامية، وسط تضارب في المعلومات بشأن ما إذا كانت المقاتلات قد دخلت الأجواء الإيرانية أم أطلقت صواريخها من خارج الحدود. وتشير المصادر إلى أن العملية تطلبت جهودًا معقدة، استخدمت خلالها طائرات تزويد بالوقود من طراز قديم لنقل المقاتلات إلى نطاق الهجوم.

ويأتي هذا التصعيد في ظل توتر متصاعد بشأن البرنامج النووي الإيراني، بعد قرار نادر اتخذه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الخميس، يلوم إيران على عدم تعاونها مع المفتشين الدوليين، وهو أول قرار من نوعه منذ عام 2003.

 تحذيرات دولية ومخاوف من انفجار إقليمي

بينما تلتزم عواصم العالم الحذر، تسود المخاوف من أن تتسبب الضربة الإسرائيلية في إشعال مواجهة أوسع في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل الغموض حول مدى التقدم الإيراني نحو امتلاك قنبلة نووية، وفي ظل خطاب سياسي متوتر من الجانبين، يوحي بأن المواجهة لا تزال في بدايتها.