عبد القادر الفطواكي
في محطة جديدة من سلسلة الندوات الفكرية والسياسية التي أطلقها حزب جبهة القوى الديمقراطية منذ يونيو 2021 تحت عنوان "علاقات المغرب مع جيرانه"، شهد فندق الرباط الوم السبت 31 ماي 2025، تقديم الكاتب والإعلامي الجزائري أنور مالك لكتابه الجديد: "البوليساريو وإيران: أسرار الإرهاب من طهران إلى تندوف"، في ندوة نظمت بحضور نخبة من الفاعلين السياسيين والإعلاميين والباحثين.
يسلط الكتاب الضوء على العلاقة المعقدة والمثيرة للجدل بين النظام الإيراني وجبهة البوليساريو، ويفضح بالدليل والوثيقة تورط هذه الأخيرة في شبكات إرهابية عابرة للحدود، وفي تجارة السلاح والمخدرات بمنطقة الساحل والصحراء، بتواطؤ مع الحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله.
وأكد أنور مالك، عضو بعثة المراقبين العرب في سوريا سابقاً، أن مؤلفه يأتي تتويجاً لسنوات من العمل الصحفي الاستقصائي، استند فيها إلى أرشيف استخباراتي سري حصل عليه خلال وجوده في سوريا، يتضمن معطيات خطيرة حول التنسيق الاستخباراتي بين البوليساريو وإيران، ويكشف عن إرسال مقاتلين إلى جبهات القتال في سوريا ولبنان، حيث تلقوا تدريبات مكثفة على يد ميليشيات تابعة للحرس الثوري.
وكشف مالك أن الكتاب، الذي سيصدر قريباً بأربع لغات (العربية، الفرنسية، الإنجليزية، والإسبانية)، يتضمن وثائق مسربة تؤكد قيام قيادات من "فيلق القدس" وحزب الله بزيارات متكررة إلى مخيمات تندوف، في إطار مشروع استقطاب إيديولوجي ومذهبي يستهدف شمال إفريقيا، ويهدد استقرارها الهش.
وشدد الكاتب الجزائري على أن "البوليساريو لم تعد مجرد حركة انفصالية، بل تحولت إلى ذراع مسلحة للنظام الإيراني، تساهم في زعزعة الأمن الإقليمي، وتُستعمل كأداة لاختراق المنطقة وخدمة أجندات طهران التوسعية". كما تحدث عن اعترافات منشورة في الصحافة الجزائرية لقياديين في الجبهة، فضلاً عن تصريحات منشقين عن حزب الله، تؤكد كلها عمق التشابك بين الانفصاليين وشبكات الإرهاب الدولية.
وتزامن تقديم الكتاب مع تطورات إقليمية لافتة، أبرزها إعلان السلطات السورية الجديدة، بحضور وفد مغربي رسمي، إغلاق مقرات البوليساريو في دمشق، ورفض الإفراج عن نحو 500 عنصر تابع للجبهة، في ما اعتبر إقراراً بدورهم في دعم النظام السوري السابق ضد شعبه، ما يعزز، بحسب المنظمين، مصداقية الطرح المغربي بشأن الطابع الإرهابي للجبهة الانفصالية.
من جانبه، أكد حزب جبهة القوى الديمقراطية أن هذا اللقاء يمثل ختام المحور الثاني من سلسلته الفكرية، وسيليه محور ثالث مخصص لموضوع "انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف"، بالتوازي مع الدعوات الدولية المتزايدة لتصنيف البوليساريو تنظيماً إرهابياً ومحاسبتها على جرائمها.
كما أعلن الحزب عن ندوة مقبلة مخصصة لموضوع "التراث في علاقات المغرب مع جيرانه"، في أفق تكريس رؤية استراتيجية قائمة على حسن الجوار، والتعاون المشترك، بما يخدم أمن وتنمية واستقرار المنطقة.
-
03 juin 2025 - 18:00
02 juin 2025 - 09:00
01 juin 2025 - 21:00
31 mai 2025 - 20:00
30 mai 2025 - 16:00