عبد القادر الفطواكي

أطلق الفنان المغربي المخضرم حميد بوشناق، أحد أبرز رواد فن الراي الحديث، أغنيته الجديدة التي تحمل عنوان "هضرو"، والتي تشكل منعطفًا فنيًا وإنسانيًا في مساره الغنائي، من خلال طرح موسيقي متجدد يحمل بصمته الخاصة ويعيد التأكيد على هويته الإبداعية الأصيلة.

"هضرو" ليست مجرد عمل غنائي جديد، بل تجربة سمعية تُزاوج بين عمق الكلمة وحساسية الأداء، حيث يستعرض بوشناق مواضيع إنسانية عابرة للحدود، مثل الحب، الوحدة، الغيرة، الخيانة، وأمل البقاء، من خلال رؤية موسيقية تدمج بين إرث الراي والتوزيع العصري المشبع بالأنغام الإفريقية.

وتشكّل أغنية "هضرو" أول إصدار ضمن مشروع فني موسع من المرتقب أن يرى النور على مراحل خلال الأشهر المقبلة. ووفقًا لما ورد في بلاغ صحفي صادر عن الإدارة الفنية للفنان حميد بوشناق، فإن هذه الأغنية تعكس "توجهاً فنياً جديداً يرتكز على الصدق التعبيري والانفتاح على حساسيات موسيقية كونية، دون التخلي عن الجذور".

لطالما اشتهر حميد بوشناق بقدرته على التوفيق بين الأصالة وروح المعاصرة، وهو ما جعل من أغانيه مادة تواصلية بين الأجيال، ومن موسيقاه جسراً ثقافياً بين المغرب والعالم. وبهذا الإصدار الجديد، يواصل الفنان رسالته في إعادة تعريف الأغنية المغربية ذات الامتداد المغاربي في قالب عالمي.

وعلى امتداد عقود، بصم حميد بوشناق اسمه في المشهد الفني المغربي والعربي من خلال أغاني شهيرة وتعاونات ناجحة، محافظًا على خصوصيته الصوتية وأسلوبه المتفرد. وفي "هضرو"، يظهر أكثر نضجًا وتوازنًا، سواء من حيث الكلمة أو التوزيع أو الأداء.

وبهذا العمل، يكرّس بوشناق موقعه كأحد أكثر الفنانين المغاربة وفاءً لهويته الإبداعية، في الوقت الذي يظل فيه منفتحًا على رهانات العصر وأسئلته الجمالية. “هضرو” ليست مجرد أغنية، بل تجربة وجدانية تنبض بالمشاعر وتحاكي الإنسان في هشاشته وقوته معًا.