مواطن

تم، عصر أمس الأحد 2 مارس 2025، تشييع جنازة محمد بن عيسى، وزير الخارجية الأسبق ورئيس جماعة أصيلة، في مقبرة الزاوية العيساوية بمدينة أصيلة، وذلك بعد وفاته يوم الجمعة 28 فبراير بالمستشفى العسكري بالرباط عن عمر ناهز 88 سنة.

وشهدت المراسم حضور شخصيات بارزة، يتقدمهم وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، والوزير الأول الأسبق إدريس جطو، إلى جانب وزير التجهيز والماء نزار بركة، ووزير العدل عبد اللطيف وهبي، والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله، ووزير الثقافة الأسبق محمد الأشعري، إضافة إلى والي الجهة وعدد من المنتخبين والمسؤولين المدنيين والعسكريين.

وبعد أداء صلاتي العصر والجنازة، نُقل جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير بمقبرة الزاوية العيساوية، تماشياً مع وصيته، حيث تلقت أسرته التعازي من الحاضرين الذين أشادوا بمسيرته الحافلة في مجالات الدبلوماسية، السياسة، والثقافة.

وبهذه المناسبة الأليمة، بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أسرة الفقيد، عبر فيها عن بالغ تأثره بوفاة محمد بن عيسى، مشيدًا بعطائه الوطني اللامحدود ووفائه للعرش العلوي.

وجاء في البرقية الملكية: "تلقينا بعميق التأثر والأسى نعي المشمول بعفو الله خديمنا الأرضى محمد بن عيسى، الذي لبى داعي ربه في هذه الأيام الفضيلة، بعد مسيرة مديدة من العطاء الوطني المثمر، في تشبث وثيق بثوابت الأمة ومقدساتها ووفاء مكين للعرش العلوي المجيد".

كما أثنى الملك على مسار الراحل، واصفًا إياه برجل الدولة المقتدر والدبلوماسي المحنك الذي أبان عن كفاءة عالية في مختلف المناصب التي تقلدها، سواء كوزير للثقافة، أو وزير للشؤون الخارجية والتعاون، أو سفير للمغرب بواشنطن، إلى جانب أدواره كمنتخب برلماني وجماعي.

وأشار العاهل المغربي إلى الجهود الكبيرة التي بذلها بن عيسى في خدمة الثقافة والفن، خاصة من خلال تأسيسه وإدارته لمؤسسة "منتدى أصيلة"، التي ساهمت في تعزيز الإشعاع الثقافي للمدينة على المستويين الوطني والدولي.

واختتم الملك برقيته بالدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة، سائلاً الله أن يجزيه خير الجزاء عن خدماته الجليلة للوطن.

برحيل محمد بن عيسى، تفقد الساحة المغربية أحد أبرز وجوهها الدبلوماسية والثقافية، إذ ترك وراءه إرثًا غنيًا جمع بين السياسة، العمل الدبلوماسي، والإبداع الثقافي، ليظل اسمه محفورًا في سجل الشخصيات التي ساهمت في رسم معالم المشهد الوطني على مدى عقود.