تمكن المجمع الشريف للفوسفاط OCP من رفع رقم معاملاته إلى 69 مليار درهم حتى متم شتنبر من السنة الجارية، مقابل 61 مليار درهم خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية؛ لتبصم هذه المجموعة الرائدة عالميا في إنتاج الفوسفاط والأسمدة على أداء مالي وتشغيلي جيد منذ بداية السنة، بفضل الظروف المواتية في الأسواق العالمية ونجاعة العمليات التشغيلية التي عززت ريادة المجموعة في سوق الأسمدة الفوسفاطية.
وأظهرت المؤشرات المالية لـ OCP نموا في الأرباح قبل الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين (EBITDA)، لتقفز إلى 27 مليار درهم متم شتنبر الماضي، مقابل 17.2 مليار درهم خلال الفترة ذاتها من 2023؛ ليسجل هامش هذه الأرباح نموا بزائد 39 في المائة، مقابل 28 في المائة خلال الفترة المذكورة، فيما بلغت قيمة النفقات الاستثمارية للمجموعة 29.8 مليار درهم.
وأوضح بلاغ مالي صادر عن المجمع الشريف للفوسفاط اطلع "مواطن" على نسخة منه أن “ظروف السوق ظلت خلال الفصل الثالث مشابهة لتلك في الفصل السابق، حيث استمرت أسعار الأسمدة الفوسفاتية في الارتفاع، بدعم من العرض المحدود، والذي يعود أساسا إلى القيود المستمرة في إمدادات الصين”، مشيرا إلى تسجيل طلب قوي على الأسمدة في الأسواق الرئيسية، بما في ذلك أوروبا وإفريقيا. تحسن الطلب في البرازيل بشكل ملحوظ في الفصل الثالث، ما ساعد على تعويض التأخير في عمليات الشراء التي حدثت في وقت سابق.
وأضاف البلاغ، أن “المجمع الشريف للفوسفاط واصل، بفضل مرونته الصناعية والتجارية، تلبية الطلب المتزايد على المنتجات المتخصصة، مثل ثلاثي سوبر فوسفاط TSP، من خلال تسليم كميات كبيرة في الوقت المحدد؛ فيما سجلت كميات هذه المادة المباعة زيادة ملحوظة بنسبة 54 في المائة مقارنة بالسنة السابقة، ما يعكس استراتيجية المجموعة في توسيع عروض الأسمدة لتلبية الاحتياجات الخاصة للمحاصيل والتربة المحلية، ويعزز الزراعة الأكثر كفاءة”.
وعزت المجموعة تحسن مؤشراتها المالية إلى الزيادة في كميات التصدير عبر ثلاثة قطاعات (الصخور والأسمدة وحمض الفوسفوريك)، موضحة في الوثيقة الصادرة عنها أن كان نمو رقم معاملات الأسمدة جاء مدعوما بتطور كميات المبيعات والأسعار القوية.
وعزت نمو العائدات الكبيرة عن مبيعات حمض الفوسفوريك، بشكل رئيسي، إلى ارتفاع الطلب في أوروبا والهند؛ ما أدى إلى تحفيز الكميات المصدرة، مشيرة إلى أن الزيادة في كميات تصدير الصخور على تقليل تأثير انخفاض مداخيل هذا القطاع.
وذكر المجمع الشريف للفوسفاط باتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي وقعها معENGIE ؛ بهدف تسريع التحول الطاقي للمجموعة، والمساهمة بشكل نشط في تحول المملكة المغربية في هذا المجال. ومثلت هذه الاتفاقية خطوة مهمة لإطلاق مشاريع عديدة طموحة للطاقات المتجددة، وتخزين الطاقة، والهيدروجين والأمونيا الخضراء، والبنية التحتية الكهربائية، والتحلية المستدامة، فضلا عن نشر جدول أعمال للبحث والابتكار في هذه المجالات.
وأشارت المجموعة الفوسفاطية إلى القرض الممنوح إليها من قبل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (BERD)، والبالغة قيمته بقيمة 200 مليون أورو، من أجل تعزيز الأمن المائي، من خلال تطوير منشآت جديدة لتحلية المياه في المغرب. وسيشمل هذا القرض تمويل بناء محطتين لتحلية المياه في مواقع المجموعة الرئيسية في الجديدة (الجرف الأصفر) وآسفي؛ فيما ستدعم هذه المنشآت الجديدة، التي تبلغ طاقتها حوالي 35 مليون متر مكعب، إنتاج الأسمدة الأساسية للأمن الغذائي العالمي؛ ما سيمكن المجموعة من تلبية الطلب المتزايد على الحلول الزراعية المستدامة. كما ستساهم في تعزيز الأمن المائي في المملكة، من خلال توفير المياه المحلاة للاستخدام الصناعي والحفاظ على الموارد الطبيعية للمياه العذبة للاحتياجات المحلية.
وسلط المجمع الشريف للفوسفاط الضوء على حدث مهم في شتنبر الماضي، من خلال إعلان مؤسسة التمويل الدولية (IFC) عن قرض بقيمة 100 مليون أورو لفائدة المجموعة، استهدف لزيادة إمدادات المياه المستدامة اللازمة لإنتاج الأسمدة، وكذلك دعم الفلاحين والأسر في المغرب. وسيساهم هذا القرض في بناء خط أنابيب طوله 219 كيلومترا، ومحطة ضخ لنقل المياه المحلاة من محطات التحلية الحالية والمستقبلية للمجموعة الفوسفاطية في الجرف الأصفر إلى مواقع الإنتاج في خريبكة؛ فيما يتوقع أن يصل الخط إلى طاقة سنوية إجمالية قدرها 80 مليون متر مكعب.