عبد القادر الفطواكي
تناسلت عدد من الأخبار الغير الدقيقة حول المادة السامة التي أودت بحياة ما لا يقل عن 15 شخصا بدوار "الحناين" القريب من مدينة "سيدي علال التازي" التابعة ترابيا لإقليم القنيطرة، حيث نشرت عدد من المواقع والصفحات أن سبب الوفاة كان هو تناول مشروبات كحولية مغشوشة.
الخبر الذي تم الترويج له منذ يوم الإثنين 3 يونيو الجاري، كذبته المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة الرباط سلا القنيطرة، والتي أفادت في بلاغ رسمي لها أن مصالحها سجلت 114 من حالات التسمم المذكورة بعد تناولهم لمادة "الميثانول" تم تأكيدها مخبريا من طرف المركز المغربي لمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية بالرباط.
بلاغ المديرية الجهوية للصحة دفعنا للبحث أكثر عن ماهية هذه المادة والأضرار التي قد تخلفها على جسم الإنسان، وفي ذات الصدد أشار مصدر طبي في حديث لـ"مواطن"، أن "الميثانول" يعتبر من أبسط أشكال المنتجات الكحولية في مجموعة الكيماويات العضوية، وهو سائل شفاف عديم اللون يذوب في الماء مع سهولة التحلل بيولوجياً. كما يعتبر وقود نظيف قابل للاحتراق والتحلل بيولوجياً.
مشيرا أنه من بين العناصر الكيميائية الأساسية متعددة الاستخدامات، ويدخل في إنتاج مجموعة من المنتجات مثل مواد البناء، الصباغة وجملة من المنتجات الصيدلانية الأخرى.كما يعتبر وقود نظيف قابل للاحتراق والتحلل بيولوجياً.
المصدر ذاته أكد أن :"تناول جرعات معقولة من مادة "الميثانول" لوحدها لا يشكل في حقيقة الأمر خطرا على صحة الإنسان، لكن عند خلطه بعدد من المكونات الأخرى فإنه يصبح مادة سامة وهو ما وقع بسيدي علال التازي...عندما يكون التسمم خفيفا فقد يودي بصاحبه إلى العمى وفي حالات أخرى يصبح شرابا قاتلا ما لم يخضع صاحبه لغسل معوية وكلوي سريعين ورعاية خاصة".
وأضاف : "تشرع أعراض التسمم بـ"الميثانول" في الظهور بعد فترة تتراوح بين 12 و 14 ساعة من تعاطيه على شكل صداع ودوار وغثيان وقيء وآلام شديدة بالبطن والظهر تعزى إلى التهاب البنكرياس، وتظهر أعراض تثبيط الجهاز العصبي المركزي والفشل التنفسي، ومن العلامات الثابتة للتسمم بالميثانول الاضطراب البصري وهو ما أشرنا له سابقا تم الوفاة في حالات متقدمة من تسرب المادة في جسم الإنسان".
حصيلة الحادث الذي أودى إلى حدود الساعة بروح حوالي 15 شخصا، مرشحة حسب ذات المصدر للإرتفاع خلال الساعات المقبلة، في سيناريو مأساوي مشابه لما عاشت على وقعه مدينة القصر الكبير نهاية سنة 2022 بوفاة 15 شخصا يعتقد أنهم احتسوا نفس المادة السامة.
وكانت المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة الرباط سلا القنيطرة، قد كشفت في بلاغ صحفي لها أمس الأربعاء، أنه تم ما بين الساعة السادسة مساء من يوم الإثنين 3 يونيو إلى حدود الساعة الثامنة صباحا مساء من يوم أمس الأربعاء 04 يونيو 2024، تسجيل حالات إصابات تسمم بمادة "الميثانول" في صفوف 114 شخصا على جماعة مستوى سيدي علال التازي التابعة ترابيا لإقليم القنيطرة، تم تأكيدها مخبريا من طرف المركز المغربي لمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية بالرباط.
وقد أدى تناول هذه المادة إلى تعريض هؤلاء الأشخاص لمضاعفات تسمم وخيمة، حيث تسببت في وفاة 8 أشخاص، 7 منهم تم تسجيل وفاتهم على مستوى المركز الاستشفائي الإقليمي الإدريسي بالقنيطرة، فيما تم تسجيل حالة وفاة أخرى على مستوى مستشفى الزبير سكيرج بسوق الأربعاء الغرب.
كما توجد 81 حالة إصابة أخرى تحت الرعاية الطبية عبر مختلف المراكز الاستشفائية التابعة للجهة، ويتعلق الأمر بـ 28 حالة بالمركز الاستشفائي الإقليمي الادريسي بالقنيطرة، من بينها 3 حالات توجد بمصلحة الإنعاش، فيما تم تسجيل مغادرة 38 شخص المستشفى بعد تحسن حالتهم.كما تتواجد 40 حالة بالمركز الجهوي مولاي يوسف بالرباط منهاحالتان تمت إحالتها على مصلحة الإنعاش بمركز تصفيةالدم بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط نتيجة مضاعفات تناول هذه المادة، فيما تخضع 20 حالة لتصفية الدم بذات المؤسسة الاستشفائية.
وأكدت المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة الرباط سلا القنيطرة، أنها وبجرد إشعارها بهذا الحادث الأليم، سارعت إلى تجنيد مختف أطقهما الطبية والتمريضية وكذا مختلف الوسائل والإمكانات اللازمة لتقدم الرعاية والتكفل الطبي بالمصابين، وذلك بالتعاون مع مختلف السلطات والجهات المعنية، فضلا تجند جميع المسؤولين وكذا الفرق الصحية التي وضعت في حالة تأهب قصوى منذ اللحظات الأولى للإشعار، كما تم رصد جميع الإمكانيات اللازمة لاستقبال الحالات الوافدة الجديدة على مستوى مختلف المؤسسات الصحية بالجهة، فضلا عن التنسيق مع السلطات المحلية لإطلاق إنذار للبحث عن حالات أخرى قد راجعت المراكز الصحية والمستشفيات على مستوى الاقليم.
23 décembre 2024 - 10:15
20 décembre 2024 - 10:00
19 décembre 2024 - 11:00
18 décembre 2024 - 14:00
18 décembre 2024 - 14:00
21 décembre 2024 - 10:00