عبد القادر الفطواكي

أماطت مدينة مكناس اليوم الثلاثاء 02 ماي، اللثام عن فعاليات الدورة الخامسة عشرة من معرضها الدولي للفلاحة بالمغرب، المنعقدة خلال الفترة ما بين 2 و7 ماي الجاري، تحت شعار "الجيل الأخضر.. من أجل سيادة غذائية مستدامة"، وذلك خلال تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

الجلسة الافتتاحية للدورة 15 ترأسها رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مرفوقا بوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، والوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع وعدد من الشخصيات المحلية والوطنية. حيث تعد المملكة المتحدة ضيف شرف دورة 2023، التي تسجل عودة هذه التظاهرة الدولية الكبرى للفلاحة بعد ثلاث سنوات من التوقف بسبب الأزمة الناجمة عن "كوفيد-19".

وأفاد محمد صديقي بذات المناسبة، أن الملتقى يعرف مشاركة 1400 عارض من 68 بلدا، و28 وفدا برئاسة وزاراء الفلاحة الذين سيشاركون في مختلف الندوات، ولاسيما الندوة رفيعة المستوى حول السيادة الغذائية بالمغرب وإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط وعلى الصعيد الدولي، كما سيشهد مشاركة عدة شخصيات سياسية، وصناع القرار إضافة إلى خبراء وطنيين ودوليين، وعلماء ومهنيين بالقطاع.

ويكتسي موضوع هذه الدورة والمتعلق بالسيادة الغذائية واستدامتها، في إطار تفعيل استراتيجية "الجيل الأخضر" التي أطلقها صاحب الجلالة، أهمية بالغة حسب ما أفاد به بوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات خلال هذه المناسبة.

  وستتميز هذه الدورة الخامسة عشرة بانعقاد اجتماع وزاري رفيع المستوى بخصوص "مبادرة تكيف الفلاحة الإفريقية" (AAA)، التي أطلقها المغرب وتم اعتمادها على صعيد القارة الإفريقية.

   وأشار الوزير إلى أن الدورة "ستشهد فعالية في غاية الأهمية، ويتعلق الأمر بالتعاقد بين الدولة والمهنيين من خلال توقيع عقود برامج حول قطاعات الإنتاج"، مضيفا أنه سيتم، في هذا الإطار، توقيع 20 عقد برنامج مع الفيدراليات البيمهنية.

  وأوضح الوزير أن الهدف هو إشراك المهنيين في حكامة القطاع وفي مجمل سيرورة العمل، بغية الوصل إلى توازن مستقر بين سلاسل القيمة، المضطربة على إثر أزمة "كوفيد-19" وارتفاع الأسعار على الصعيد الدولي.

  وتسلط هذه الدورة الضوء على الاستراتيجية الجديدة "الجيل الأخضر 2020-2030" التي تأتي لتعزيز مجمل مكتسبات مخطط المغرب الأخضر من حيث نمو واستدامة القطاع الفلاحي، عبر تطوير الرأسمال البشري.

  وتهدف هذه الاستراتيجية، التي سيتم التركيز عليها خلال هذه التظاهرة الدولية، إلى المساهمة في بروز طبقة متوسطة فلاحية، وإلى تنشيط الشبيبة القروية، وتطوير الرأسمال البشري، فضلا عن تعزيز هيكلة الفلاحين ضمن تنظيمات فلاحية فعالة، مع تحقيق نقلة نوعية وتكنولوجية، من خلال إجراءات محددة على مستوى فروع القطاعات الفلاحية، وسلاسل التوزيع، والجودة والابتكار، وفي مجال  الحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز قدرة القطاع على الصمود.

  ويعد الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي يعتبر من بين أكبر التظاهرات المخصصة للفلاحة والفاعلين في القطاع الفلاحي بإفريقيا، موعدا بارزا لاستعراض التقدم الذي أحرزه المغرب في المجال والتأكيد على الدور الحيوي الذي تضطلع به الفلاحة بوصفها إحدى الروافع الرئيسية للنمو الاقتصادي.

 وعلى غرار الدورات الأخيرة، يتيح المعرض الفلاحي الدولي فرصا جديدة لمختلف الفاعلين والمهنيين في القطاع الفلاحي. كما يمثل فرصة مناسبة لتعزيز ديناميات الفلاحة والصناعة الغذائية، وكذا تعزيز إشعاع المملكة كفاعل إقليمي.

حري بالذكر أن الدورة الأخيرة للمعرض الدولي للفلاحة، التي انعقدت سنة 2019، قد جذبت 850 ألف زائر و595 صحافيا يمثلون وسائل إعلام وطنية ودولية. واستضافت سويسرا كضيف شرف وشهدت تنظيم 35 ندوة وتوقيع 42 اتفاقية.