إنجاز محمد السعدي / طالب باحث في شعبة التاريخ والحضارة
نظمت الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية بتنسيق مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية ندوة علمية حول قراءة في كتاب “الأندلس تاريخ وحضارة”، وذلك يوم الخميس 27 أبريل 2023 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية جامعة الحسن الثاني.
الكتاب صادر عن “مديرية الوثائق الملكية” بالرباط ، وهو من تنسيق الأساتذة بهيجة سيمو مديرة “مديرية الوثائق الملكية”، وحسن حافظي علوي أستاذ التاريخ الوسيط بجامعة محمد الخامس.
وقد افتتح مجريات الندوة رئيس الجلسة خالد اوعسو أستاذ التاريخ الراهن بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، بعد ترحيبه بالحضور قدم قراءة في الشكلين الخارجي و الداخلي للكتاب، ثم وقف على أهمية الكتاب الذي ساهم فيه 19 باحثا مختصا في التاريخ الوسيط استثمروا فيه نتائج المنجز الأندلسي ، إلى جانب توظيف رصيد وثائقي هام أضفى على الكتاب قيمة نوعية منهجا ومقاربة ومضمونا.
بعد كلمات الافتتاح والترحيب من طرف كل من عميد الكلية ورئيس شعبة التاريخ الأستاذ منعم بوعمالات وممثلة الجمعية لأستاذة جميلة هروش، تم الانتقال للمداخلة الأولى للأستاذة بهيجة سيمو مديرة “مديرية الوثائق الملكية” أبرزت في كلمتها إلى إنجازات المديرية في إصدار مجموعة من المؤلفات القيمة في تاريخ المغرب همت البيعة ، الصحراء ، العلاقات المغربية الفرنسية.
ثم سلطت الضوء على أهمية الكتاب، والذي جاء ليستجيب لمتطلبات راهنية في زمن نعيش فيه إنتكاسة حضارية، حيث اعتبرت أن التاريخ محطة لاستحضار الماضي وفهم المستقبل، وأن الأندلس في حاجة ماسة لاستحضار هذا التاريخ، وعليه فإن كتاب “الأندلس تاريخ وحضارة” يستعرض تاريخ الأندلس بمنهج علمي صارم. وأضافت أنها أشْرَفَت على الكتاب من أجل التنسيق، وإعادة قراءة تاريخ الأندلس بمنهج علمي يتسم بالموضوعية.
وأكدت بهيجة سيمو أن الكتاب عبارة عن محاولة لتذويب النصوص التاريخية بطريقة موضوعية تشير إلى مكانة الدولة المغربية في نشر الإسلام ودوره في التعايش والتسامح وبناء حضارة، ولكي لا تبقى مجرد مقالات بل يصبح عملا أكاديميا بنظرة مغربية من جنوب البحر الابيض المتوسط.
بعد ذلك أعطيت الكلمة للأستاذ حسن حافيظي علوي، فبدوره أكد أن الكتاب حصيلة لنتاج وازن من متخصصين مغاربة يعكس رؤية أهل المغرب باعتبار الأندلس مجالا تلتقي حوله اهتمامات كثيرة، كما أنه محطة حضارات متعددة وملتقى الديانات السماوية، وهو ما تطلب توسيع تاريخ الأندلس زمانيا ومجاليا من خلال إعطاء أهمية لتفاعلات المجال.
أما محمد أوبيهي أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة محمد الخامس بالرباط، فقد أشار إلى أهمية الكتاب في رصد التاريخ الاقتصادي والسياسي والثقافي للأندلس، ودراسة لحلقات هذا التاريخ بطابع علمي مبني على الصرامة المنهجية وبعيدا عن الذاتية والخطاب العاطفي.
كما وصف الأستاذ مضمون الكتاب أنه أعطى نظرة شاملة على الاقتصاد وعلاقته بالمجتمع ودوره في ازدهار المجتمع الأندلسي ليصبح مركزا اقتصاديا وسياسيا، وعالج أيضا الترصين للمذهب المالكي والاتجاهات العقدية، ودورها في الصراع بين المذاهب بغية حكم الأندلس.
بالإضافة إلى دور الفلسفة في تطوير الفكر الأندلسي، ومساهمة العلماء في تفسير مجموعة من النظريات اليونانية والاغريقية، وكذا دور الجغرافيين في رسم خريطة العالم، فضلا عن التنوع المعماري الذي أضفى جماليةً على تاريخ الأندلس.
كما أشاد بالمادة المصدرية المتنوعة التي اعتمد عليها الأساتذة في كتابة الكتاب، حيث رسمت نموذجا متفردا للحضارة المغربية، وهو ما يعكس روح التسامح فيها، مبرزا أن الحضور القوي للأندلس هو ما جعل المؤرخ في زمننا الراهن يهتم به كنموذج للهوية المغربية.
من جانبه اعتبر محمد العزري رئيس الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية وأستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، أن أهمية العمل في كونه تركيبي و راهني، يربط بين الماضي والحاضر، والقديم والجديد في البعد العلائقي بين المغرب والأندلس.
وأشار إلى أن الكتاب يغطي جميع جوانب تاريخ الأندلس وهو ما أعطى قيمة مضافة، علاوة أنه كتبه جماعة من المتخصصين مما يضفي عليه أهمية بارزة، ويؤسس وعيا تاريخيا يحقق ويعالج الذاكرة المغربية الأندلسية المشتركة.
فضلا أن الكتاب كبير الحجم يحوي 900 صفحة، وهو ما يدل على تراكم تاريخ الأندلس، كما اعتبر الأستاذ العزري أن التواجد المغربي بالأندلس لثمانية قرون وحضوره بقوة لمدة قرنين من الزمن كان كافيا للتأثير في حركة بنيات المجتمع الأندلسي والمثاقفة مع المغرب.
11 novembre 2024 - 11:00
07 novembre 2024 - 12:00
01 novembre 2024 - 16:00
29 octobre 2024 - 13:00
25 octobre 2024 - 11:30
07 novembre 2024 - 12:00