مواطن
خصص مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد حلقة برنامجه الأسبوعي “حديث الثلاثاء" لمناقشة فرص وتحديات الذكاء الاصطناعي برفقة مريم الخشافي، دكتورة في الرياضيات التطبيقية وباحثة في علم البيانات بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد.
تطرقت المتدخلة إلى مجموعة من المحاور لتحليل تحديات الذكاء الاصطناعي وأفاقه المستقبلية. إذ أن الذكاء الاصطناعي قد يوفر إمكانيات هائلة ويفتح آفاقا واسعة للتطور والازدهار. لكن ذلك يحتاج لاستثمارات كبيرة وإطارات قانونية واستراتيجيات، وقبل كل شيء يحتاج للنظر بإيجابية للتكنولوجيا الذكية واستخداماتها.
ذكّرت الباحثة أن التساؤل العلمي الذي ساهم في تطور الذكاء الاصطناعي هو إمكانية فصل الآلات عن القدرات الإنسانية، وجعلها ذكية وتعمل بشكل تلقائي. فعُرف اللفظ أوائل سنة 1956 خلال أكبر وأشهر الملتقيات في مجال الرياضيات عن طريق فرع من فروع الحاسوب الذي يقوم بعملية محاكاة الذكاء الفطري لدى الكائن البشري. رغم أنه عرف إقبالا كبيرا من طرف الهيئات الأكاديمية لأزيد من عشر سنوات، لم يظهر أنداك أي اقتراح ملموس يمكن تطبيقه على أرض الواقع، ما أدى إلى مرحلة ما يسمى "شتاء الذكاء الاصطناعي"
في نهاية تسعينيات القرن الماضي، اخترع العملاق مايكروسوفت آلة هزمت بطل العالم للشطرنج فوجهت مرة أخرى كل الأنظار نحو الذكاء الاصطناعي وعادت الاستثمارات وثقة الانسان والمتخصصين في هذا المجال الذي يُمكن من التعامل مع البيانات، تحليلها وإخراج نموذجها الأفضل؛ إضافة إلى التعليم الآلي الذي يعتمد على جعل الآلة ذاتية التعلم عبر تجميع كم من البيانات وصياغتها بطريقه معينة؛ ثم التعليم العميق الذي يعتمد على نفس طريقه العمل لكنه يتمحور أيضاَ حول محاكاة الدماغ البشري.
أضافت المتدخلة أن الذكاء الاصطناعي يتجسد عبر عدة مظاهر في حياتنا اليومية. على سبيل المثال: يتم بتجميع أكبر عدد من المعلومات وخصوصيات حياة إنسان معين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والقيام عن طريقها بتوقع اِختيارات مناسبة لكل شخص على حده (ما يسمى بأنظمة التوصيات) أو إعطاء الارشادات في الوقت الحقيقي وبدقة، تصنيف الرسائل الالكترونية، تكييف اثمنة تذاكر الطائرة حيث يجعلها تتناسب مع الدخل المالي للشخص، إلى غير ذلك من الأمثلة.
بعد تجسيد الأساسيات، تطرقت مريم الخشافي إلى تحليل المعضلة الأساسية لظاهرة الذكاء الاصطناعي ألا وهو السؤال إذا ما كان الذكاء الاصطناعي يمكنه يوما ما أن يستبدل البشرية ويحل محلها؟ هل سيؤدي عاجلا أم آجلا إلى الاستغناء عن عدد كبير من العاملين وتحويلهم إلى عاطلين عن العمل، كما تقول بعض التوقعات؟ فللجواب على هذا السؤال أصرت الخبيرة على التوضيح أنه لا يجب تحميل الذكاء الاِصطناعي بما لا طاقة له: دوره يقتصر على المساعدة وليس على التعويض بتاتا.
أخيرا، أكدت مريم الخشافي عن أهمية أفاق استعمالات الذكاء الاصطناعي على الصعيد القاري والوطني بالرغم من نقص في البيانات التحتية، كما أوصت بإدماج دراسة التكنولوجيات والذكاء الاصطناعي منذ التعليم الأولي حتى تتماشى وتيرة التكوين والتعليم حاليا لمهن المستقبل مع السرعة التي يمشي بها تطور استعمالات الذكاء الاصطناعي، إدخال هذا المجال إلى السياسات العمومية بشكل أفقي نظرا لارتباطه الوثيق بأهداف التنمية المستدامة (الزراعة الذكية، ترقب وتدبير المخاطر، إلخ.) وتحسيس وتعميم المجال لدى المواطنات والمواطنين.
عن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد
تم إنشاؤه عام 2014 في الرباط، يعتبر "مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد" مركزا مغربيا للدراسات، مهمته الإسهام في تطوير السياسات العمومية الاقتصادية منها والاجتماعية والدولية التي تواجه المغرب وباقي الدول الإفريقية بصفتها جزأ لا يتجزأ من الجنوب الشامل. وعلى هذا الأساس يعمل المركز على تطوير مفهوم "جنوب جديد" منفتح ومسؤول ومبادر؛ جنوب يصوغ سرديته الخاصة، ويبلور تصوراته ومنظوره لحوض المتوسط والجنوب الأطلسي، في إطار خال من أي مركب تجاه باقي العالم
17 novembre 2024 - 10:30
14 novembre 2024 - 18:00
13 novembre 2024 - 19:00
12 novembre 2024 - 14:00
12 novembre 2024 - 12:00
07 novembre 2024 - 12:00