مواطن

شكلت الديمقراطية في عالم اليوم ومستقبلها غداة جائحة كوفيد-19 محور نقاشات الجلسة السابعة من مؤتمر "حوارات أطلسية" (AD Talks)، التي نظمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد تحت عنوان "الدول ومستقبل الديمقراطية".

وفي مستهل حديثها عن تدبير الأزمة الصحية عبر العالم، قالت المبعوثة الخاصة لمفوضية الاتحاد الأفريقي للمرأة والسلام والأمن، بينيتا ديوب، إن "الدول الغربية، التي يُنظر إليها على أنها أكثر ديمقراطية ولديها أنظمة حكم قوية وتحترم حقوق الإنسان، بدت غير مستعدة لمواجهة فيروس كوفيد-19".

وبعد أن أوضحت، في المقابل، أن "دولا يُنظر إليها على أنها استبدادية اعتمدت تدابير احتواء مدروسة لحماية المواطنين"، أضافت أن "الدول الاسكندنافية التي لم تطبق الاحتواء ودعت إلى المسؤولية الفردية، لا تزال قيد الفحص لمعرفة نتائجها"، مشددة على أن "الدرس الذي يجب تعلمه من كوفيد-19 هو أنه لا يمكن لأي دولة إعطاء دروس لدولة أخرى".

من جهته، قال وزير خارجية الشيلي السابق، إغناسيو والكر، إنه، في ظل سياق الأزمة الراهنة، "تظهر الموجة الشعبوية والقومية كأكبر تهديد للمؤسسات الديمقراطية، معتبرا، بخصوص نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أن "السؤال الكبير يظل هو معرفة نوع العلاقة التي ستسود بين الولايات المتحدة والصين".

من جانبه، سجل مدير "أفيزا بارتنرز" في برلين وبروكسل، توماس ريختر، أن الديمقراطية يمكن أن يكون لها "مستقبل عظيم"، والسؤال هو ما إذا كانت المؤسسات الحالية مناسبة لعصرنا".

وتطرق أيضا إلى نسل الديمقراطية من منظور الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، "اللذين ما تزال قيمهما الأساسية قوية"، معتبرا أنه من خلالها يمكن "أن نشهد تجديدا للديمقراطية".

بدورها، أكدت مؤسسة ومديرة حركة "شي ساي"، تريشا شيتي، أنها بصفتها هندية، فهي تعرف "مدى هشاشة الديمقراطية" في الوقت الراهن، مضيفة أن "ما تعلمناه عن الديمقراطية في المدرسة، ولا سيما بخصوص نشأتها، والنضالات الشرسة والمعارك من أجل إرساء هذا النظام الذي تربطنا قيمه اليوم"، بات، بحسب قولها، من صميم التاريخ.

وقالت السيدة شيتي، التي كانت أقل تفاؤلا بشأن مستقبل النظام السياسي في الألفية الجديدة، "لم نتعلم كيف نكافح من أجل الديمقراطية في القرن الحادي والعشرين"، مضيفة "لذلك ليس لدينا الأدوات والقدرات اللازمة للتعبئة".

يشار إلى أن هذا النقاش، أداره السيد محمد لوليشكي، باحث بارز بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد.

ويتم تنظيم 15 ندوة عبر الأنترنيت من 3 نونبر إلى 22 دجنبر 2020 في إطار "حوارات أطلسية"، حيث ستتولى نخبة من الخبراء وشخصيات مدنية وعسكرية رفيعة المستوى، من الجنوب والشمال، تنشيط الجلسات العامة لهذا المؤتمر.