مواطن
خرج الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بنشماس، يقصف غريمه في الحزب، عبد اللطيف وهبي، الذي أعلن الأسبوع الماضي، بشكل رسمي ترشحه لمنصب الأمانة العامة لحزب الجرار.
وكان وهبي في ندوة صحفية دعا إليها بمقر حزبه بالرباط، الخميس الماضي 23 يناير، قال إن "الاسلام السياسي فزاعة يريد البعض أن يخيفنا بها"، وأن "هذا الخطاب السياسي الإسلامي جزء من المشهد المغربي"، مردفا "أليست إمارة المؤمنين إسلاما سياسيا، وكذا وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية".
بنشماس وفي تدوينة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وصف تصريحات وهبي التي جاءت على بعد أيام قليلة من انعقاد المؤتمر الوطني الرابع ، بـ"الطائشة وغير المسؤولة".
وقال بنشماس إن ما صدر عن وهبي من تصريح خلال الندوة الصحفية من أن "إمارة المؤمنين إسلام سياسي"، يشكل، بالنظر لمضمونه، صورة من صور المجادلة في إحدى المرتكزات الأساسية للنظام الملكي، لا يتصور صدوره عمن له إلمام بالحد الأدنى من مقومات النظام الدستوري للمملكة، فأحرى أن يصدر عن رجل قانون زاول مهام تمثيلية ومسؤوليات برلمانية، وتقلد مهام قيادية باسم حزب الأصالة والمعاصرة، وفي أجهزته ومؤسساته.
وأضاف "وحيث إنه لبيان ما يشين تلك التصريحات من خطل دستوري، وعدم لياقة سياسية، ومغالطة منطقية، وشناعة أخلاقية، فإنه يتعين التوقف عند الادعاء بتوصيف "إمارة المؤمنين" بالإسلام السياسي، ودحض هذا الادعاء الشائن".
واسترسل بنشماس بالقول إن "إنزال مؤسسة إمارة المؤمنين، ما سفل من منزلة تجار المشترك الديني، الذين يشترون بالرأسمال الرمزي للدين الإسلامي عرضا من مواقع حزبية، وانتدابات انتخابية، ووظائف تنفيذية، علامة دامغة على جهل مطبق بمقومات النظام الدستوري لبلادنا، وتبخيسا، في منتهى السماجة، لمؤسسة إمارة المؤمنين ولصلاحياتها الدستورية".
يتابع الأمين العام لحزب الجرار "لا يسعني إلا أن أعبر عن استنكاري لمنطوق هذا الكلام الذي يتعارض في الجوهر مع الدستور المغربي وأحكامه الواردة ، باعتبار إمارة المؤمنين مكونا مركزيا في النسق الدستوري والتاريخي للدولة المغربية، لكونها تقوم على البيعة، وباعتبارها مؤسسة بعيدة عن التجاذبات والصراعات السياسية والعقدية والإيديولوجية".
وشدد على أن ما صرح به عبد اللطيف وهبي لا يلزم الحزب في شيء لكونه يتناقض أصلا مع توجهات الحزب ومرجعياته ومواقفه، ويجافي المواقف المبدئية للحزب ومنطلقاته وأدبياته المعتمدة من طرف أجهزته والمنشورة على الملأ، ويكفي أن نذكره بمذكرة الحزب المرفوعة للجنة الملكية التي أشرفت على دستور 2011، والتي أقرت بشكل واضح بمركزية إمارة المؤمنين في الوثيقة الدستورية باعتبارها مكونا تاريخيا وحضاريا وثقافيا لبلادنا، وصمام الأمن الروحي المتين لشعبنا.
واعتبر بنشماس أن "هذا القول القبيح، لا يخدم إلا مرامي من يتخذهم عبد اللطيف وهبي، أولياء له من قوى الإسلام السياسي"، مشددا على تصريحاته "تسيء لموقع الحزب في المشهد السياسي، وتشوش على مواقفه الثابتة".
26 mars 2024 - 11:00
25 mars 2024 - 11:30
24 mars 2024 - 18:00
24 mars 2024 - 12:00
23 mars 2024 - 13:00