إسماعيل الطالب علي

"علينا أن نعيد إيماننا بالحب..ونجعل الحب هو مركز الكون".. هكذا ارتأت الشاعرة المغربية الشابة، ابتسام الحمري، أن توجه رسالتها إلى الإنسانية جمعاء عبر ديوانها الشعري الجديد، تحت عنوان "مجنونة قيس".

ابتسام الشاعرة، ابنة مدينة تيفلت البالغة من العمر 24 سنة، والتي تقول عن نفسها إنها ولدت من رحم المعاناة، تصرح لـ"مواطن"، أن "مجنونة قيس" هو ثالث عمل لها صدر مؤخرا، بعد ديوان شعري "حاجيتك وجيتك" وديوان مشترك باسم "إشراقات شعرية".

تحت شعار "للحلم بقية" التي تحفل به دار "كتوبيا" كدار مصرية للطباعة والتوزيع، التي أصدرت مجنونة قيس، تقول ابتسام، إنها بالفعل قد حققت حلمي بإصدار ديواني الشعري، وهو الديوان الذي كان مكتملا منذ سنوات، حيث في كل مرة يتم تأجيل عملية نشره لظروف معينة، إلى حين أن خرج إلى الوجود لأجل أن يكون صداه في مختلف ربوع الدول العربية.

لم تكن تدري ابتسام التي طبعها القعود اضطراريا على كرسي متحرك جراء المرض منذ طفولتها أن صفحات "مجنونة قيس" المتكونة من أكثر من 30 نصا شعريا بعربية فصحة، ستكتب في فترات حساسة من حياتها، حيث تحكي عن الديوان "أخذ من جهدي ونفسي وأحساسي ومشاعري الخاصة، وذاتي وروحي الكثير من الطاقة لكتابته"، وتشدد "لولا الإعاقة ما كتبت ولا أبدعت".

تلك النصوص الشعرية، تضيف الحمري "كلها تصب في ثيمة الحب والعشق والهيام والشوق والحنين والغربة التي يخلفها بعد الحبيب، بحيث أن الحبيب هو الوطن".

"لماذا مجنونة قيس؟"، سؤال تجيب عنه ابتسام، بكون "الحب الحقيقي الذي لا يتوج باللقاء فحتما سيؤذي بصاحبه إلى الجنون، كما حصل لقيس ابن الملوح الذي هو معروف بمجنون ليلى، وكشاعر كان في عصر الجاهلية"، مردفة "سميت الديوان بمجنونة قيس، لأن قيسا كان عنوانا للوفاء والعشق والجنون، وعيشه للغربة، كون أن حبه لليلى لم يتوج بنهاية سعيدة، فصرنا لا نجد مثل هذا الحب الأسطوري في زمننا هذا".

ابتسام الشاعرة، أرادت من خلال نصوص الديوان الممزوجة بالعشق، أن تحيي هذا الحب بين العشيقين، على حد تعبيرها، حيث تشدد أن الرسالة التي تتخخل نصوصه الشعرية، بمثابة دعوة لعودة الإيمان بالحب، إذ تقول "يجب أن نؤمن بالحب من الجديد، أن نتصالح مع الحب مرة أخرى، أن لا نقيس الحب بالماديات والمظاهر، وأن نجعله هو مركز الكون، لأن الحب هو أقوى سلاح يمكننا أن ندافع به عن أنفسنا كإنسان، لا لشيء إلا لأن الحب هو الإنسانية".