عبد القادر الفطواكي

دعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، المنظمين والداعمين لاحتجاجات "جيل زد" إلى إصدار توجيهات عاجلة بوقفها، محذرًا من أن استمرارها "قد تكون له أسوأ العواقب".

وجاءت هذه الدعوة في كلمة مصورة بثها على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، بعد ليلة توتر عاشتها عدة مدن مغربية، مساء الثلاثاء، تخللتها مواجهات وأعمال شغب وتخريب ممتلكات عامة وخاصة، أسفرت عن إصابات في صفوف المحتجين وعناصر الأمن.

وقال بنكيران مخاطبًا الواقفين وراء هذه التعبئة: "أعرف أن دوافع احتجاجكم واقعية، لكن ما وقع أخرج الأمور من دائرة الاحتجاج السلمي ضد الحكومة، إلى دائرة الانفلات الأمني الذي لا يمكن التحكم في عواقبه"، مضيفًا أن "التبرؤ مما حدث لا يكفي، والواجب الآن هو توجيه أتباعكم إلى التوقف عن التظاهر نهائيًا".

وأضاف رئيس الحكومة الأسبق: "الخسائر التي وقعت كبيرة، وأي استمرار قد يدخلنا إلى مرحلة العنف والعنف المضاد. أدعوكم إلى التعقل والعودة إلى بيوتكم، فالرسالة وصلت، وأي إصرار على الاستمرار ستكون له نتائج سلبية على الوطن والمواطنين".

وتابع محذرًا: "ما زلنا ننعم بقدر من الحرية والأمن والاستقرار، وهي مكتسبات لا يجب التفريط فيها. المصلحون ينبغي أن يكون عملهم إيجابيًا، أما إذا تحول إلى إفساد للأوضاع فإن العاقبة لا تكون جيدة".

وتأتي كلمة بنكيران في وقت توسعت فيه رقعة احتجاجات "جيل زد"، التي انطلقت السبت الماضي، من المدن الكبرى إلى عدد من الحواضر الصغرى، حيث تحولت في بعض الحالات من مسيرات سلمية رفعت مطالب اجتماعية، إلى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن، شملت إضرام النار في سيارات ومرافق عمومية، واقتحام وكالات بنكية ومتاجر خاصة، كما وقع بمدينة إنزكان التي عاشت واحدة من أعنف لياليها.