عبد القادر الفطواكي

يواصل شباب جيل Z احتجاجاتهم في عدد من المدن المغربية، استجابةً لنداءات أطلقها ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي. ورغم الطابع السلمي الذي يطبع أغلب هذه التحركات، والتي اتخذت أشكالًا متعددة، فإن بعض الانزلاقات رافقت المشهد في مدن متفرقة.

وبحسب مصدر أمني تحدث لوكالة المغرب العربي للأنباء، فإن هذه التظاهرات جرى منعها بقرارات محلية، غير أن السلطات تعاملت معها بـ"قدر كبير من الاعتدال وضبط النفس". وفي الوقت الذي مرت فيه غالبية الوقفات في أجواء عادية، سجلت حالات استثنائية تخللها رشق بالحجارة وإحراق لعدد من عربات الشرطة والدرك، وهو ما أدى إلى إصابة عنصر أمني واحد على الأقل.

وفي العاصمة الرباط، رُصدت مظاهرة شارك فيها حتى أطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 أو 12 سنة، رافعين شعارات تطالب بمحاربة الفساد ومرددين هتافات "سلمية سلمية". وبينما استمرت مظاهرات سلمية مماثلة في مدن مثل فاس وطنجة، توثقت في المقابل صور ومقاطع فيديو لاعتداءات طالت ممتلكات عامة وخاصة، بما في ذلك انقلاب وإحراق نحو عشرة سيارات تابعة للأمن والدرك، في مشاهد غير مألوفة في الشارع المغربي.

من جهته، أعلن نشطاء مجموعة GenZ212 أن حسابهم على وسائل التواصل الاجتماعي تعرض للقرصنة، مشيرين إلى فتح حساب بديل، في وقت تتحدث مصادر رسمية عن استغلال بعض "الحسابات الوهمية المرتبطة بالخارج" لنشر أخبار مضللة حول هذه الاحتجاجات السلمية.

وتتواصل هذه الاحتجاجات منذ السبت الماضي، رغم قرار المنع، فيما يشدد مراقبون على أن أي خروج عن الطابع السلمي يُفقد المطالب الاجتماعية والحقوقية جوهرها المشروع، ويضع المتظاهرين وقوات الأمن على حد سواء أمام مخاطر الانزلاق إلى مواجهات مباشرة.