مواطن

في لقاء تواصلي بين المجلس العلمي الأعلى وخبراء التنمية، كشف بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عن انخفاض معدلات الجريمة خلال شهر رمضان بنسبة 32%، وهو تراجع يعزوه إلى مزيج من التدابير الأمنية المشددة وانصراف المواطنين إلى العبادات.

ورغم هذا الانخفاض، أظهرت الإحصائيات استمرار بعض الظواهر السلبية، حيث ارتفعت قضايا استهلاك الشيشة بنسبة 37%، إلى جانب ارتفاع في التسول الاعتيادي بنسبة 5%، وزيادة في استهلاك وترويج المخدرات بنسبة 17%.

كما أشار سبيك إلى أن الاعتقاد الشائع بأن رمضان يشهد ارتفاعًا في معدلات العنف، المعروف بـ"الترمضينة"، هو تصور مبالغ فيه، حيث تبقى أغلب الجرائم المسجلة في هذا الشهر دون المعدلات العادية المسجلة في فترات أخرى.

في السياق ذاته، كشف سبيك عن تسجيل 160 قضية داخل أماكن العبادة، شملت حالات تسول وعنف لفظي، مع استثناء بعض الحوادث التي تورط فيها مختلون عقليًا ضد المصلين.

كما تطرق المسؤول الأمني إلى الجهود المبذولة في مواجهة التطرف، مشيرًا إلى دور العلماء في الحد من الاستقطاب، إلى جانب استمرار العمل ببرنامج المصالحة داخل السجون، الذي استفاد منه 310 معتقلين في قضايا الإرهاب.

بوبكر سبيك، المراقب العام، الناطق الرسمي باسم مصالح الأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قال إن 3067 معتقلا سابقا في قضايا الإرهاب في المغرب تم الإفراج عنهم منهم 168 مقاتلا سابقا في سوريا والعراق. مضيفا إن هناك حاجة إلى "مبادرات تصحيحية" تجعل هؤلاء المعتقلين ينخرطون في المجتمع بعد مغادرتهم السجن، وتفادي عودتهم إلى الإرهاب.

كما أشار سبيك إلى تجربة "برنامج مصالحة" الذي انخرط فيه عدد من المعتقلين في قضايا الإرهاب استفاد عدد منهم من العفو الملكي، حيث شارك في هذا البرنامج 310، معتقلا أفرج على 177 منهم بعفو ملكي، مشيرا أن هذا المشروع الذي انخرط فيه العلماء نجح في إعادة إدماج المعتقلين السابقين في المجتمع وسجل "عدم عودتهم للإرهاب".

من جهة أخرى أشار سبيك إلى مشكلة وجود 382 طفل مغربي قاصر معتقلين في سوريا كانوا ضمن ما يسمى "أشبال الخلافة"، وتساءل سبيك كيف يمكن الانخراط في مبادرات تصحيحية بمشاركة العلماء تستهدف سواء المعتقلين السابقين أو العائدين من بؤر التوتر.

وأشار سبيك إلى أنه منذ 2004 تم تقويض الاستقطاب المباشر للجماعات الجهادية بفضل تدابير الحقل الديني وتوقيف عدة متورطين، ولكن ظهر اسلوب جديد في الاستقطاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

مسجلا أنه تم توقيف 600 متطرف ينشط في الاستقطاب عبر مواقع التواصل الإجتماعي منذ 2016. هؤلاء كانوا ينشطون ضمن اسلوب "الذئاب المفردة".