عبد القادر الفطواكي
فتح مصنع "لافارج هولسيم" بتطوان، أمس الأربعاء 13 نونبر، أبوابه أمام نساء ورجال الإعلام، من أجل اكتشاف بعض من مراحل التصنيع وتقنيات الإنتاج المتقدمة في الإنتاج، وهي مناسبة سانحة للتعرف على هذه المعلمة الصناعية المتموقعة بتراب الجماعة القروية صدينة، التي دخلت الخدمة قبل حوالي 20 سنة.
فعلى مساحة تناهز 54 هكتاراً، يتربع مصنع "لافارج هولسيم" بتطوان، والذي يُعدّ أول مصنع أسمنت في العالم مزود بحديقة طاقة ريحية. حيث يستخدم أحدث التقنيات لتحسين الإنتاج، تجسيداً لاستراتيجية المجموعة الرائدة في صناعة الإسمنت بالمغرب، والتي تركز على التنمية المستدامة والمشاركة المجتمعية عبر برنامجها "N'BNIOUW L'7AYAT".
وفي ذات الصدد شدد مصطفى الزعيمي، مدير مصنع "لافارج هولسيم تطوان" في تصريح لـ Panorapost على الأهمية البالغة التي يكتسيها هذا الموقع في الوفاء بالتزام المجموعة المتمثلة في التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن افتتاح حديقة الرياح في سنة 2005 لتكون بذلك من أوائل المبادرات العالمية التي دمجت الطاقة المتجددة في صناعة الإسمنت. كما ذكر الزعيمي أنه بالإضافة إلى الطاقة التي يتم إنتاجها في الموقع، فقد قرر المصنع إبرام عقود لشراء الطاقة الخضراء مع مزودين وطنيين لتلبية الاحتياجات الطاقية الكبيرة لصناعة الإسمنت.
وأضاف الزعيمي –الذي كان يتحدث بالكثير من الفخر- أن هذه المبادرات سمحت بتحقيق معدل استبدال للطاقة يتجاوز 96% على مستوى جميع المواقع بالمغرب، مما يعكس طموح "هولسيم" لبناء نموذج صناعي صديق للبيئة. مبرزا أن المصنع يحرق كميات كبيرة من النفايات لتقليل الأثر البيئي وتغطية جزء كبير من احتياجاته من الطاقة الحرارية.
وسار المصدر في شرحه قائلاً: "خلال العام الماضي، أحرقنا حوالي 200 ألف طن من النفايات في مختلف مصانعنا بالمغرب، ونحتاج إلى كميات أكبر لتعويض الطاقة الحرارية المستوردة بتكلفة عالية".
هذا الجهد يساهم في خفض الفاتورة الطاقية وتقليل تكاليف الإنتاج في مصانع "لافارج هولسيم" في المغرب، كما يساعد في الحفاظ على احتياطيات العملة الأجنبية للبلاد، نظرًا لأن المغرب لا يمتلك موارد النفط أو الغاز الطبيعي، يضيف ذات المتحدث.
وبذات المناسبة وكجزء من التزامها بدعم التعليم، قامت لافارج هولسيم المغرب بتدشين فصل دراسي رقمي جديد في ثانوية عزيز الحبابي بمنطقة صدينة، المجاورة للمعمل. وقد انطلق هذا المشروع العام الماضي في عدة مناطق من المملكة، حيث تم تزويد المدارس المجاورة بتجهيزات تقنية متقدمة تتيح للتلاميذ الوصول إلى العالم الرقمي بسهولة.
وفي ذات الصدد قالت زينب بنونة، مديرة الاتصال والمسؤولية الاجتماعية بالشركة: "من خلال مبادرة الفصول الدراسية الرقمية، نساهم في تقليص الفجوة الرقمية بين المناطق الريفية والحضرية، بتوفير الأدوات اللازمة للشباب لبناء مستقبلهم. وتُعبر هذه المبادرة عن التزامنا العميق بالتنمية المستدامة في المجتمعات التي ننشط فيها. علاوةً على التعليم، ندعم أيضًا تمكين المجتمعات المحلية من خلال برنامجنا للمسؤولية الاجتماعية، وخاصة في مجال التوظيف. نحن نساند التعاونيات ورواد الأعمال الشباب في تحقيق مشاريعهم، من مرحلة الإنشاء إلى التسويق، بهدف تعزيز أثرهم الاقتصادي والاجتماعي."
وإلى جانب مجال التعليم، سجلت بنونة أن المؤسسة التي تمثلها تقدم أيضا "الدعم اللازم للتعاونيات وحاملي المشاريع الشباب في المجتمعات المحلية المجاورة لمصانعنا من أجل تحقيق مشاريعهم المقاولاتية؛ وذلك عبر توفير ورشات التكوين اللازمة ومواكبة تطوير مشاريعهم من مرحلة إنشاء تعاونياتهم ومقاولاتهم الصغرى إلى مرحلة تسويق منتجاتهم”. كما يهدف هذا الدعم إلى “تعزيز وقعه الإيجابي الاقتصادي والاجتماعي على محيطهم عبر تحقيق استقلالهم المادي”، تختم المسؤولة ذاتها.
وتفيد المعطيات التي أعلنها مسؤولو المصنع في هذا المجال بأنها تتوزع بين دعم التعاونيات النسائية المحلية والتي أثمرت نتائج مهمة على مستوى تثمين وتسويق عدد كبير من النباتات الطبية المعروفة بالمنطقة، فضلا عن تشجيع تعليم الخياطة والطرز والحلاقة وغيرها من الأنشطى المذرة للدخل، إلى جانب دعم المدارس والنقل المدرسي لفائدة أبناء القرى المجاورة للمعمل.
حري بالذكر أن الطاقة الإنتاجية لمصنع تطوان تقدر حوالي مليون و600 ألف طن، كما أنه يتضمن أحدث الخطوط المجهزة بتقنيات حديثة مكنته من التحكم في جودة المنتوج وتبوء مراكز متقدمة بين معامل لافارج هولسيم عبر العالم.
22 novembre 2024 - 12:15
17 novembre 2024 - 10:30
14 novembre 2024 - 18:00
13 novembre 2024 - 19:00
12 novembre 2024 - 14:00
18 novembre 2024 - 10:00
26 novembre 2024 - 16:00